يتوقف دوري الدرجة الثانية الجزائري هذا الأسبوع ليفسح المجال أمام الأدوار الجهوية الأخيرة من منافسات السيدة الكأس والمباراة الرسمية التي تنتظر “الخضر” ضمن إقصائيات مونديال روسيا 2018، تاركا وراءه أرقاما ومعطيات توحي من أول إطلالة بصعوبة التكهن بهوية الأندية المرشحة لاقتطاع التأشيرات الثلاث الخاصة بالصعود إلى دوري الكبار، وحتى تلك التي ستغادر إلى دوري الهواة، وهو ما سيفتح دون أدنى شك الأبواب على مصراعيها أمام مباريات نارية مستقبلا، وإثارة كبيرة فوق الميادين وحتى على المدرجات. لا زال اتحاد بلعباس يحتفظ بثوب الفريق القادر أكثر من أي وقت مضى على تحقيق العودة السريعة إلى دوري الأضواء الذي غادره في ماي الفارط، وهو ما يؤكده صموده في الريادة لجولات عديدة بعد تحقيقه 6 انتصارات، منها 2 خارج الديار و4 تعادلات مقابل انهزام واحد ضد أهلي البرج بعاصمة “الزيبان”. اتحاد بلعباس “صامد” و “كبار” المجموعة يراقبون ويرجع الملاحظون تألق “المكرة” إلى سياسة الاستقرار التي اهتدت إليها الإدارة الحالية، حين عمدت إلى الاحتفاظ بمجموعة كبيرة من لاعبي الموسم الماضي بعد تسوية وضعياتهم المالية، مع لعبها ورقة الخبرة في الاستقدامات بعد تعاقدها مع وجوه مخضرمة في صورة جديات، غالم، اوزناجي، سيدهم، مكحوت والبقية، مقابل استعادة خدمات التقني السويسري التونسي معز بوعكاز المطلع جيدا على خبايا البيت. فالاتحاد الذي جمع 22 نقطة من 33 ممكنة ترشحه كافة الأوساط لتحقيق عودة سريعة إلى دوري الأضواء، مع أن الأمر لن يكون هينا في ظل تواجد أندية ترفض المكوث مطولا في الدرجة الثانية، في صورة الوصيف أولمبي الشلف ومولودية العلمة العائدة بقوة إلى الواجهة تحت إشراف نور الدين سعدي، وحتى الفرق الأخرى التي سبق أن نشطت لمواسم في القسم الأول في صورة الأهلي البرايجي وشباب باتنة، وشبيبة بجاية العائدة بدورها بثبات تحت قيادة سعيد حموش. الخروبوالمدية يريدان محو صورة “المنشط” شكلت العودة الملحوظة لأولمبي المدية إلى أعلى الهرم مؤخرا حديث متتبعي الثاني المحترف، وهو النادي الذي استنجد بخبرة سيد احمد سليماني، عسى أن يمكنه ذلك من محو صورة “المنشط” الذي أداه أبناء “التيطري” بامتياز خلال المواسم الفارطة. نقطة تنطبق ولو بدرجة أقل على جمعية الخروب التي تراجعت نتائجها مؤخرا بعض الشيء، ما جعل الفريق مرشحا لضمان مكانة في وسط الترتيب فقط، رغم إصرار أنصار هذا الفريق على ضرورة إعادة “لايسكا” إلى سابق عهدها. الانطلاقة القوية لم تشفع للسكيكدية وأمل بوسعادة تبين من خلال نتائج بعض فرق الدرجة الثانية بأن عامل الخبرة يبقى من بين أهم العوامل التي عادة ما تصنع الفرق في هذا القسم، وهو ما يؤكده تراجع نتائج بعض الأندية التي صنعت الحدث خلال الجولات الأولى، في صورة شبيبة سكيكدة صاحبة الصف العاشر حاليا، وحتى أمل بوسعادة الذي يقبع في الصف 11 برصيد 13 نقطة، وبدرجة أقل الصاعد الجديد أولمبي أرزيو. مولودية سعيدة.. عينة للصراعات الداخلية ويتضمن الثاني المحترف فرقا عادة ما تدفع مع بداية كل موسم ثمن الصراعات الداخلية التي يغذيها المسيرون، في صورة مولودية سعيدة التي تراجع مستواها بشكل كبير خلال المواسم الأخيرة، رغم الخزان الشباني الهائل الذي يتوفر عليه هذا الفريق. وكانت آخر فصول الصراعات قد صنعها مؤخرا رئيس النادي الهاوي حاج قاسم والمسير مولاي قاسم اللذان فتحا النار على الرئيس بوعرعارة عبر حصة إذاعية، مع أن هذا النوع من الصراع لا يقتصر على “الصادة” فقط، في قسم يضم أيضا شباب عين فكرون صاحب الانطلاقة المخيبة للآمال واتحاد حجوط الذي سيجد حتما نفسه يصارع من أجل البقاء لاعتبارات عدة. “الشاوية” جازفوا بالتشبيب الكلي وعودة أكاديمية بارادو تخيف “الكبار” اهتدى الرئيس الروحي لاتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي خلال الصائفة الفارطة إلى سياسة التشبيب الكلي لتعداد فريقه، وهو ما اعتُبر “مجازفة” من قبل العديد من الأطراف، في ظل تأكيد النتائج الفنية على صعوبة تأقلم بعض اللاعبين القادمين من الأقسام الدنيا مع طبيعة الثاني المحترف، الأمر الذي جعل أبناء “سيدي ارغيس” يعجزون عن جمع أكثر من 11 نقطة. معطى لا ينطبق على أحوال نادي بارادو العائد في صمت إلى الواجهة، وبتعداد مشكل من “تلامذة” الأكاديمية وبطاقم يعرف جيدا خبايا البيت، وهي العودة التي باتت تخيف حتى أكبر أندية القسم، بالنظر لما يمكن أن يتحقق بفضل سياسة واضحة المعالم، تحت إشراف رئيس وفر كل شيء للنهوض بمدرسة حيدرة. 157 هدف بمعدل 1.8 في كل مواجهة وريادة التهديف ثلاثية بعد مرور 11 جولة من دوري الدرجة الثانية المحترفة، سُجل 157 هدف في 88 مباراة، بمعدل 1.8 هدف في كل لقاء. كما أن ريادة الهدافين أضحت ثلاثية، بتواجد كل من مهاجم أمل بوسعادة بلغربي ولاعب أهلي البرج عطفان وقلب هجوم أولمبي المدية وليد بلقرفي على رأس القائمة برصيد 4 أهداف لكل لاعب. 10 مدربين دفعوا فاتورة سوء النتائج وكانت 10 أندية من القسم الثاني قد لجأت إلى إقالة مدربيها على ضوء سوء النتائج المتحصل عليها بعد 11 مواجهة، وهي فرق أولمبي المدية، شباب عين فكرون، اتحاد الشاوية، أهلي البرج، أولمبي أرزيو، مولودية العلمة، مولودية سعيدة، شبيبة بجاية شبيبة سكيكدة واتحاد حجوط، مع أن الظاهرة ليست دخيلة على دوري ما فتئ التقنيون يطالبون فيه بالحماية القانونية. 13 بطاقة حمراء و422 صفراء و “المباشر” حد من الحضور الجماهيري سجلت لحد الساعة 13 حالة طرد في 88 مباراة، مقابل إشهار الحكام 422 بطاقة صفراء في دوري الدرجة الثانية الذي حظي هذا الموسم على غير العادة بالنقل التلفزي المباشر لأهم المواجهات، وهو ما حدَّ بعض الشيء من الحضور الجماهيري إلى المدرجات.