نادرا ما يشق الفرح طريقة إلى هذه المدينة المقدسة.. احتفلت القدس بالمولد النبوي لتكسر رتابة الاحتلال، فأصبح المقدسيون يلتقون خلالها بشكل تقليدي سنوي على أنغام الفرق الكشفية المقدسية. “الخبر” تابعت احتفالات المقدسيين بذكرى خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم. ونقلت تهاني الشعب الجزائري للمقدسيين خاصة وللشعب الفلسطيني عامة، والتقت بشيوخ القدس وأهلها وأعدت التقرير التالي. احتفل الآلاف من القدس والداخل الفلسطيني أمس في المسجد الأقصى بذكرى المولد النبوي، وشهدت أسواق البلدة القديمة المحيطة بالمسجد حركة نشطة، وتزينت أزقّتها بالفوانيس والحلويات. فقد توافد المصلون منذ الساعات الأولى من صباح أمس إلى المسجد الأقصى، رغم تشديد إجراءات الاحتلال في محيطه وعلى أبوابه؛ للاحتفال بهذا اليوم المبارك. الشيخ عمر الكسواني تحدث عن هذه المناسبة باسهاب، ومما جاء على لسانه أن “الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنا بهذا الزمن بأن نكون من المرابطين، وهذا ما يقوم به المقدسيون والشعب الفلسطيني”. وعن طقوس المولد النبوي في فلسطين وتحديدا في القدسالمحتلة، تجمّع المصلون في حلقات ذكر انتشرت في رحاب المسجد الأقصى، ورددوا الأناشيد الدينية والمدائح النبوية، ولم يعكر صفوها سوى اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال من باب المغاربة. وقالت إحدى النساء في الأقصى “نعمل كعكا ونذهب إلى الجامع في القدس، ونبارك لبعضنا ونحتفل في هذه الذكرى”، متمنية أن يبقى المسجد الأقصى مفتوحا “لنصلي فيه”. ووجه أحد المحتفلين بالمولد النبوي في القدس التحية إلى شعب الجزائر، وإلى النساء المرابطات في المسجد الأقصى، قائلا “لقد سمعت إحدى الأخوات تقول اللهم اجعل تحرير الأقصى على يد النساء، فهذه الكلمة أوجهها إلى كل الأمة الإسلامية، أن نساء فلسطين في الأقصى المرابطات الشريفات الطاهرات يدافعن عن شرف الأمة وعن كرامتها”. وكانت المرابطات يقرأن القرآن في باحات الأقصى، ويحتفلن على طريقتهن بالمولد النبوي، وقالت أم محمد “الرسول أوصى بشد الرحال إلى المسجد الأقصى”. وعلى وقع طبول الفرق الكشفية، وفي مقدمتها كشافة نادي الهلال، صال أبناء المدينة في حواريها العتيقة وصولا إلى المسجد الأقصى. وقال مقدسي “ذكرى عزيزة على كل المسلمين، ونحن في القدس كل عام نقيم في الذكرى النبوية مهرجانات، ونحيي هذه الرمزية لنؤكد على قدسية المكان”. كما انتشر الأطفال في ساحات الأقصى، راسمين أجواء روحانية والفرح يملأ وجوههم بعيداً عن الأجواء المشحونة والمليئة بالتنكيل من قبل سلطات الاحتلال وحرمانهم من اللعب والتجوال داخل البلدة القديمة. وبين الشيخ زيدان المحتسب، مدير فرقة بيت المقدس للأناشيد الدينية والمدائح النبوية، أن فرقة بيت المقدس أسست في 1997 من رحاب المسجد الأقصى على يد مجموعة من المؤذنين والأئمة والمقرئين بيت المقدس، وذلك للحفاظ على التراث والأناشيد وإحياء المناسبات الدينية في بيت المقدس وفلسطين. وعن الفعاليات التي ينظموها قال “نحيي المناسبة بقراءة وتلاوة المولد النبوي الشريف في المسجد الأقصى المبارك، والاحتفال المركزي يكون في القدس ثم في الزاوية الأفغانية، وهي على قرب من المسجد الأقصى”. من جهتها أقامت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس احتفالا بالمناسبة في المصلى القبلي في المسجد الأقصى، تحدث خلاله قاضي محكمة الاستئناف الشرعية الشيخ يعقوب شبانة عن خصال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحث المسلمين على تدبر سيرته. ولفت خطيب المسجد الأقصى الدكتور الشيخ محمد سليم محمد إلى أهمية الرباط في الأقصى، ليس فقط اليوم أو في المناسبات، وإنما في كل يوم، داعيا إلى ضرورة الالتحاق بالرباط في المسجد الأقصى. من جهته أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الأقصى ليس للمقدسيين والفلسطينيين وحدهم، بل للأمة الإسلامية جمعاء، وهو أمانة في أعناقهم، لذلك على كافة المسلمين في العالم نصرة الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، لما يقع عليه من ظلم. وكانت إدارة الأوقاف الإسلامية والشؤون والمقدسات في القدس أعلنت عن إقامة احتفال ديني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بعد صلاة ظهر اليوم في المسجد الأقصى المبارك.