انعدام التدفئة وتعطل دورات المياه ونقص التهيئة صارت القواسم المشتركة بين أزيد من 30 مدرسة ابتدائية منتشرة عبر المناطق النائية بولاية إليزي، حيث تصعب الدراسة على التلاميذ خاصة في هذا الفصل الذي يعرف موجة برد قارس، والذي زادت من قساوته الوضعية الكارثية التي تعرفها حجرات الدراسة من اهتراء الأبواب وزجاج النوافذ، وصولا إلى بروز تشققات على أسقف الكثير منها، ما جعل التلاميذ عرضة لمخاطر الإصابة بمختلف الأمراض. أكد منتخبون ورؤساء جمعيات أن حوالي 34 مدرسة ابتدائية متواجدة بالمناطق النائية والمعزولة المنتشرة عبر تراب الولاية، تسجل غياب التدفئة، رغم الأموال التي تُرصد سنويا للبلديات التابعة لها هذه المؤسسات التربوية للنهوض بهذا القطاع الحساس، لكن في الواقع مأساة ومعاناة التلاميذ والمدرسين معا لاتزال قائمة. وأرجع المعنيون أسباب هذه المأساة إلى عجز البلديات عن التسيير وتأخرها في تزويد الابتدائيات بمادتي الغاز والمازوت، وقدم المدافئ الموجودة والرائحة الكريهة المنبعثة منها، مع ما تحمله من مخاطر، وعدم إنجاز البلديات شبكات الغاز الداخلية للعديد من الابتدائيات المتواجدة بالمناطق النائية التي تتوفر على هذه المادة، إضافة إلى تأخرها في تجديد زجاج النوافذ المكسورة وكذا ترميم المؤسسات التي ظهرت تصدعات على جدرانها. وقال مواطنون ل”الخبر” إن وضع المدارس الابتدائية بالمناطق النائية في إليزي بات غير قابل للتحمل، بسبب تفاقم المشاكل، وهو ما يتطلب تدخلا من المسؤولين لتخصيص ميزانية لترميمها، بالإضافة إلى برمجة التدفئة المركزية في كل مشروع تربوي منجز. وتحدث هؤلاء عن مشاكل أخرى مطروحة بقوة منذ سنوات، منها تشقق أقسام التدريس في بعض المؤسسات وأُخرى تنعدم بها شبكة الصرف الصحي والمياه بالمراحيض، متسائلين عن السبب وراء الغياب الفعلي للمسؤولين المحليين الذين فضلوا سياسة الصمت والاختفاء عن الأنظار بدل إيجاد حلول لجميع الظروف سالفة الذكر التي حالت دون استيعاب التلاميذ دروسهم في أحسن الظروف.