أوضح يوغرطة آيت أحمد، نجل الزعيم الراحل حسين آيت أحمد، أن والده كان له مفهوم مغاير عن الأمازيغية، يتجاوز البعد الضيق الذي يريده لها بعض المتعصبين. وكان يوغرطة قد منع زعيم الانفصاليين بمنطقة القبائل، فرحات مهني، من إلقاء كلمة في تأبينية الدا الحسين الدولية التي أقيمت بمدينة لوزان السويسرية. في مقابلة تلفزيونية مع قناة "بربار تي في"، قال يوغرطة آيت أحمد إن والده الفقيد كانت تمثل الأمازيغية بالنسبة له بعدا متنوعا لا يقتصر فقط على الأمازيغ، لذلك كان يعتقد أن الأمازيغية تعني الانفتاح على العالم، وعلى كل الثقافات واللغات كالعربية والدارجة، وكل الديانات، وهي بذلك مفهوم متعدد وليس محتكرا. وكان الابن الأكبر لآيت أحمد، يجيب عن سؤال عقب التأبينية التي أقيمت لوالده في مدينة لوزان السويسرية، حول إن كانت تسميته ب"يوغرطة" القائد البربري الشهير لها دلالات معينة. وأشار يوغرطة، في السياق ذاته، إلى أن أغلى ما كان يريد آيت أحمد تحقيقه في حياته هو "الإجماع الوطني"، لذلك شكر ابنه البكر مناضلي الأفافاس على حملهم هذه الفكرة، وقال "ما أستطيع أن أعبر عنه أني فخور جدا ومرتاح لما يفعله الأصدقاء والمناضلون في الأفافاس الذين يحاربون من أجل ما كان غاليا في حياة أبي". ثم أضاف قائلا: "أبي كان دائما مع فكرة الحكم الجماعي والإجماع وهو طريق لحل الأزمة التي تضرب بلادنا". وتصادم هذه الأفكار تماما أطروحات الانفصاليين في منطقة القبائل الذين أراد زعيمهم، فرحات مهني، أن يستغل تأبينية آيت أحمد سياسيا، لكن يوغرطة آيت أحمد تصدى له ومنعه من إلقاء كلمة، بحسب ما ذكر أمس الأول النائب عن الأفافاس شافع بوعيش. وفي توضيح نشره أمس على موقعه، اعترف فرحات مهني بأنه منع فعلا من إلقاء كلمة لوزان، وقال إنه يتفهم موقف العائلة من عدم استغلال حالة الحزن على رحيل الزعيم حسين آيت أحمد، لأغراض سياسوية، فمنعت تدخل كل السياسيين. لكن مهني، بحسب ما ذكر بوعيش، "لم يوجه له أحد الدعوة ولا يعلم كيف تسلل إلى القاعة". من جانب آخر، وصف يوغرطة تأبينية والده في سويسرا بأنها كانت مليئة بالمشاعر رغم بساطة مراسمها، لافتا إلى حضور الكثير من السويسريين من الذين يعرفون معاركه في الجزائر ويلتقونه في الطريق. وأضاف يوغرطة أن ما أثر فيه هو حضور السفيرة السويسرية موريال بارسي، باسم وزارة الخارجية السويسرية، وبالتالي الحكومة السويسرية، وقد كانت كلماتها، كما قال، بسيطة وجميلة كما هي سويسرا. وتابع يوغرطة يقول: "كان في القاعة رفقاء حضروا من الجزائر وفرنسا وبلجيكا، وهذا الحضور يشهد لأي درجة كان أبي رجل توافق في مسيرته ورسالته السياسية، صحيح أن التأبينية كانت بسيطة ورمزية، إلا أن الحضور من الجزائريين يظهر إلى أي مدى كان أبي مرتبطا بالجزائر والديمقراطية".