قتل العشرات أمس الأحد بينهم عدد كبير من الأطفال في تفجير انتحاري في متنزه مكتظ بالرواد في مدينة لاهور الباكستانية حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح، فيما بلغت آخر حصيلة رسمية 72 قتيلا من بينهم 29 طفلا وعشرات الجرحى . وأعلن المسؤول الإداري في مدينة لاهور محمد عثمان لوكالة فرانس برس أن "الانتحاري قام بالدخول إلى المتنزه وفجر نفسه قرب ملعب للأطفال الذين كانوا يلهون بالمراجيح، ولهذا فإن معظم الضحايا من الأطفال والنساء"، وأشار إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، وشوهدت عشرات السيارات تهرع إلى متنزه "غولشان الإقبال الواقع قرب وسط المدينة التي تعد ثمانية ملايين نسمة، وفي عداد الضحايا الكثير من النساء والأطفال.
وتبنى فصيل تابع لطالبان الهجوم وهدد بارتكاب اعتداءات أخرى، حيث أعلن إحسان الله إحسان المتحدث باسم فصيل "جماعة الأحرار" التابع لحركة طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية "لقد نفذنا هجوم لاهور لأننا نستهدف مسيحيين"، وأضاف إحسان "سنشن هجمات مماثلة في المستقبل"، وتابع "البنى التحتية للجيش والحكومة الباكستانية والمدارس والجامعات أيضا من بين أهدافنا.
وأعلن رئيس اركان الجيش الجنرال رحيل شريف أنه ترأس اجتماعا رفيع المستوى لتنسيق الرد على هذا "الاعتداء الانتحاري" و"جلب قتلة إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا أمام القضاء"، وقال الضابط في الشرطة حيدر أشرف "كان انفجارا هائلا استخدمت فيه متفجرات قوية جدا"، وأضاف أن "المتنزه كان يضيق بالرواد".
وأوضح طبيب في مستشفى جناه أن الجرحى يعالجون على الأرض وفي الأروقة و"لا يزال يصل المزيد منهم"، وقال جواد علي الذي يقيم قبالة المتنزه ويبلغ من العمر 35 عاما أن قوة الانفجار أدت إلى تحطم زجاج منزله، وأضاف "كان كل شيء يهتز وسمع الصراخ في كل مكان وانتشر الغبار"، موضحا "بعد عشر دقائق خرجت، وكانت أشلاء الضحايا متناثرة على جدران المنزل. كان الناس يبكون ويمكن رؤية سيارات الإسعاف، وتابع أن المتنزه كان مكتظا الأحد بسبب عيد الفصح بحسب التقويم الغربي، وأوضح "كان هناك كثير من المسيحيين في المكان. كان المتنزه مكتظا حتى أنني طلبت من عائلتي عدم التوجه إليه".