نظمت زاوية محمد بن مرزوق ببلدية بنهار دائرة البيرين، 12 كلم شرق عين وسارة بولاية الجلفة، ملتقى وطنيا حول “دور الزوايا في مجابهة التطرف في وسائل الإعلام الجديدة”. الملتقى حضره كل من وزير الشؤون الدينية محمد عيسى وسفراء دول فلسطين ومصر والكويت بالجزائر ووالي الجلفة، إضافة إلى شيوخ وممثلين عن زوايا ورقلة، وزاوية الأزهرية بالجلفة، كما حضر عدد من مديري الشؤون الدينية ببعض الولايات وعدد من الدكاترة وإطارات من وزارة الشؤون الدينية الذين حاضروا لعدد من القضايا المرتبطة بالعنف. الملتقى الذي أكد الكثيرون ممن حضروه أنهم لم يكونوا على علم به، وجاء في ظرف قياسي أرجعه البعض إلى الهجوم الشرس والواسع الذي تعرضت له الزاوية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجه المئات تهما للقائمين على الزاوية بعد تكريمها الوزير الأسبق شكيب خليل نهاية الأسبوع الماضي، وكتب المئات منهم منشورات يتبرءون فيها من الزاوية ومن القائمين عليها، مؤكدين أن الزاوية حادت عن وظيفتها الأصلية تحفيظ القرآن واحتواء عابري السبيل، وكذا إصلاح ذات البين وتوعية الجيل وفق المفاهيم والمبادئ الإسلامية، وأنه تم الزج بها في قضية أثارت الجدل ولا زالت بسبب الغضب الواسع الذي انتشر وسط الرأي العام المحلي والوطني، خاصة أن الشخصية التي تم تكريمها حامت حولها الكثير من التهم من قبل شخصيات مسؤولة في الدولة، وهذا ما جعل وزير الشؤون الدينية وكذا القائمين على شؤون الزاوية المرزوقية يتحركون لتبييض الصورة التي رسمها حدث الأسبوع الماضي. وأكد وزير الشؤون الدينية في كلمته التي ألقاها أمام حضور قليل داخل مسجد الزاوية لا يتجاوز عددا من الإعلاميين والضيوف، أن اللقاء جاء بعد نداء ومبادرة من القائمين على الزاوية لمناقشة موضوع “مجابهة العنف والتطرف في وسائل الإعلام الجديدة” الذي من العادة أن تناقشه الجامعات والمنتديات والصالونات، مضيفا أن هذا النداء “سبقه نداء رئيس الجمهورية خلال عيد النصر، مؤكدا أن الإسلام معرض للتقسيم بين الشيعة والسنة والتفريق بين الإباضيين والمالكيين هنا في الجزائر”. وعرج محمد عيسى على عدد من القضايا التي أخذت فيها الجزائر موقفا صريحا، كدعمها للقضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، وكذا الصحراء الغربية التي قال إنها تعيش استعمارا حقيقيا ولابد لها أن تتخلص منه. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها “الخبر”، فإن السلطات الولائية تفاجأت لسرعة تنظيم الندوة، فقد دعت ممثلي وسائل الإعلام في وقت متأخر من نهار أول أمس، وهذا ما جعل الكل يتساءل عن كيفية تحضير وتحديد عنوان الملتقى في ظرف قياسي، وما هي الدوافع التي جعلت كل هذا يتم في زمن قياسي، في وقت يحتاج الموضوع إلى ترويج إعلامي وتسويق يمكنه أن يمس جميع فئات المجتمع.