أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى يوم السبت بالجلفة على أن الزوايا تشكل "مصادر إشعاع على المجتمع ومنارات وقلاع في تاريخ الجزائر" . وأضاف الوزير ضمن فعاليات افتتاح ملتقى وطني حول " دور الزاوية الرحمانية في الإصلاح الإجتماعي والثقافي بجامعة زيان عاشور بأن "الزوايا مصادر إشعاع على المجتمع الذي يرجع إليها عند إصلاح ذات البين وكذا في صعوبات الحياة وكما يرجع إليها في التعليم والتعلم وإذا أحس المجتمع بالضيق طالبا للتوجيه والدعاء." وأكد محمد عيسى الذي حضر الملتقى بمعية وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأن "الزوايا كانت منارات وقلاع في تاريخ الجزائر وهي صمام الأمان للفكر وللمجتمع" مشيرا إلى أنه جاء على الجزائر "زمن تنكر فيه الأبناء لأصولهم." فأصل الجزائر -- على حد تعبيره-- "عميق والزاوية هي السند المتصل والأصل الذي لا يختلف فيه فما هو جلي هو الرجوع إلى أصولنا وزوايانا وشيوخنا ومرجعيتنا وعلمائنا". وذكر وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بالدور الذي تلعبه الزوايا التي "ليست أماكن للذكر بقدر ما كانت أماكن لتعلم القرآن وجابهت الإستعمار الذي بذل جهده لإجتثاث الجزائر من أصلها ولم يفلح في ذلك ولم يستطع أن ينزع من قلوب الجزائريين القرآن الكريم فكانت الزوايا مصدرا لتحصين الوطن ". وأضاف الوزير أن " الزاوية الرحمانية أعطت أبطال أشاوس كما هو الحال للشيخ الحداد والمقراني ولالا فاطمة نسومر كلهم ذادوا عن الجزائر". ومن جانب آخر وفي حديث محمد عيسى عن الزوايا ولدى تعريجه على موضوع الملتقى أشار إلى أن هذا الموضوع يندرج "في الحكومة وفي صميم خطة الطريق التي جاء بها رئيس الجمهورية لتكريسها ثم انبثق من برنامجه أن رفع إنشغال رسم معالم التدين في الجزائر وتأصيل ميراثها الروحي وإنتمائها الحضاري". وفي كلمة لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي أشاد فيها باختيار زاوية عين أقلال لتنظيم هذا المتلقى "في وقته وتوقيته" -على حد تعبيره مضيفا بأن " الحديث عن الزوايا هو حديث عن إسمنت الروح الوطنية حيث ما كان لهذا الوطن أن يظل متماسكا لولا العمل الكبير التي قامت به منارات الإشعاع هذه". وأكد السيد ميهوبي أنه عند الحديث عن زاوية عين أقلال فهو "الحديث عن قرنين من العمل من الجهد الكبير الذي أوصلنا لهذه اللحظة تلتقي في مجمل زوايا الوطن بعلمائها وكبارها وبقادتها ويلتقي في الأخوة المالكية بالأخوة الإباضية في القاعة كما كانوا دائما عائلة واحدة لأن لهم وطن وسقف وأرض واحدة ". وأضاف وزير الثقافة بأن هذه الفرصة هي للحديث عن الدور الكبير التي تقوم به الطريقة أو الزاوية الرحمانية في المجالين الإجتماعي والثقافي وهو الذي يشكل صلب وحدة المجتمع الذي لا يمكن التحدث عنه خارج البعد الروحي والثقافي والحفاظ على تماسكه وإنسجامه. وبعد أن تم تكريم الوزيرين وعدد من مشائخ الزوايا والعلماء الأجلاء في ختام الجلسة الإفتتاحية للملتقى الذي تم فيه عرض شريط مصور يعرف زاوية عين أقلال الكائنة ببلدية بويرة الأحداب قام السيد محمد عيسى بزيارة لمسجد الرحمان بعاصمة الولاية وعاين نشاط مدرسة قرءانية طاقة إستيعابها تناهز 300 مقعد. وتفقد الوزيرين بعدها مشروع إنجاز المدرسة القرآنية النموذجية بحي بحرارة والتي رصد لها نحو 188 مليون دج حيث تجري أشغالها بوتيرة معتبرة ويرتقب إستلامها مطلع السنة المقبلة. و تقدر طاقة إستعاب المدرسة ب 120 مقعد وتحوي عديد الأجنحة منها الإدارية والإطعام والإيواء و8 قاعات للتدريس. واختتم الوزيران زيارتهما لولاية الجلفة بمرورهما إلى زاوية عين أقلال ببلدية بويرة الأحداب (80 كيلومتر شمال الولاية) والإطمئنان على شيخ الزواية خليفة بولنوار الذي وبالنظر لوضعه الصحي تعذر عليه حضور الملتقى الذي تنظمه زاويته بالتعاون مع جامعة الجلفة.