لقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لن ينجو من عذابه وسخطه يوم القيامة إلا صاحب القلب السليم، كما في قوله تعالى حاكيًا عن إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، ويقول جل وعلا: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِن ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. وسلامة القلوب نعمة من الله تعالى، يقول عز وجل: {إِنمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتقُوا اللهَ لَعَلكُمْ تُرْحَمُونَ}، وفي قولِ النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ بعضكم على بيْع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يكذبه، ولا يخذله، التقوى ها هنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمه، وماله، وعِرْضه”. وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: ”كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: ”هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد”. وعلى المسلم إصلاح قلبه ومداومة علاجه، قال صلى الله عليه وسلم: ”ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”.