***نداءات احضار طائرة اطفاء في بداية الحريق لإنقاذ رئة بجاية لم تجد الأذان الصاغية ***طوق ناري يحاصر سلسلة الاطلس البليدي ... و اصابة عون غابات ****حرائق تغلق حركة المرور وتفجر ألغام استعمارية بالشرق تجددت منذ نهاية الاسبوع في العديد من الولايات ، خاصة بمناطق الوسط ، موجة الحرائق التي اتت على مساحات شاسعة من الغابات في الوقت الذي لم يتوقف تدخل عناصر الحماية المدنية التي تمكنت من اخماد عدد منها فيما ما زالت اخرى متواصلة . ففي استيقظ سكان بجاية صبيحة الجمعة على صورة مغايرة لتلك التي أمسوا بها حول غابة قورايا التي مسحها حريق مهول من الخريطة الطبيعية . وكانت الصدمة كبيرة في صفوف الحركة الجمعوية البيئية التي لم تتردد بوصف ما حدث بالكارثة الكبرى حيث لم يسبق للحرائق ان أتت على الغابة بأكملها كما وقع ليلة الخميس. الحريق الذي بدأ في حدود الثالثة زوالا بالقرب من أحد المنازل بحي دار الناصر القريب من الغابة تواصل طوال ساعات الليل دون توقف دون ان يتمكن أفراد الحماية المدنية ومحافظة الغابات من فعل شيئ بسبب غياب المسالك المؤدية الى الحظيرة ومحدودية الامكانات الموضوعة تحت تصرفهم ، المتطوعون من أبناء الحي و حتى من الأحياء الأخرى رفضوا الوقوف مكتوفي الأيدي حيث حاولوا اقتحام قلب النيران ، إلا أنهم فشلوا في ذلك بعد تعرض البعض منهم لإصابات و اكتفوا بحماية محيط المجمعات السكنية . و بلغ الغليان ذروته حيث عبر الكثير من حماة البيئة عن غضبهم من المواقف السلبية للسلطات التي لم تتمكن من انقاذ رئة بجاية ، وحتى نداءات احضار طائرة اطفاء في بداية الحريق لم تجد الأذان الصاغية من جانب المسؤولين المحليين و المركزيين . و حتى الشارع البجاوي الذي صدم كثيرا لهول الكارثة انتفض ضد هذه السياسة و الاهمال و بنبرة الغضب الشديد قال مقران " كيف في سنة 2016 نطالب رجال الاطفاء بإخماد النيران بأيديهم و في أحسن الأحوال بوسائل تقليدية جدا " و قال ياسين " أين هي الملايير التي تتحدث عنها السلطات و التي خصصتها لتدعيم امكانات الحماية المدنية " ، بينما كريم المعروف ضمن نشطاء الحركة البيئية لم يستبعد أن يكون الفعل اجراميا مستدلا قوله بمجموعة من الصور التي تشير الى بداية الحريق " كما اتهم نشطاء الحركة الجمعوية مافيا العقار بالوقوف وراء الكارثة من خلال التعمد في حرق الغابة لبيع الأراضي بطرق غير شرعية لأناس أخرين دون ان تحرك المصالح المعنية ساكنا . و للتذكير فان الحرائق اندلعت كذلك في عدة بلديات منها القصر ، ايت اسماعيل ، أوقاس و اوزلاغن و حسب محافظ الغابات فإن حريق قورايا خلف أزيد من 100 هكتار و أضاف أنه من مجموع 13 حريق المسجلة خلال الساعات الأخيرة تم اخماد تسعة منها و لا تزال أربع مستعصية على رجال الاطفاء و المتطوعين . النيران تلتهم مساحات مهمة اخرى بالاطلس البليدي و في البليدة تجدد اندلاع حرائق مشبوهة بسلسة الأطلس البليدي الممتدة من حدود بوقرة شرقا الى بوعرفا جنوبا ، في الحدود المتاخمة مع ولاية المدية ، و كشفت المعلومات الاولية ل " الخبر " ، إصابة عون غابات بحروق طفيفة ، خلال تدخله لمشاركة أعوان الإطفاء إخماد تلك الحرائق . و بينت مبدئيا مصادر " الخبر " ، أن حريقا اندلع بمنطقة جبابرة في مفتاح الى الشرق ، و آخر بمنطقة سيدي الفضيل في بوعرفة ، التهم مساحة مهمة لم يتحدد بعد حجمها ، و توسع نطاق النيران لينتشر الى الحدود الجنوبية مع المدية ،حيث تدخلت فرق الإنقاذ ظهر أمس للسيطرة على الحريق . و الى الغرب و بالتحديد بمنطقة وادي جرإلى الحدود مع ولاية عين الدفلى ، شهدت أيضا اندلاعا في حريق لم يشكل مبدئيا خطورة على المساحات الغابية و الغطاء النباتي ، و أدت النيران التي اشتعلت في عدة مناطق حساسة في رفع درجات الحرارة و انتشار الدخان . يذكر أن منطقة سيدي سالم شهدت بحر الأسبوع الماضي ، شهدت اندلاع حريق خطير ، أتى على ما يزيد عن ال 100 هكتار ، و خسائر بين الفلاحين ، كلفت البعض منهم خسارة قدرت بأكثر من 150 مليون سنتيم كما وصلت النيران إلى محيط السكان و إسطبلات تربية الأغنام و الطيور الداجنة ، و لم تسلم منها حتى قبور الموتى . تجدد موجة الحرائق في ولاية بومرداس و في بومرداس قالت مصالح الحماية المدنية ان الحرائق التي اجتاحت غابات بتجلابين و اولاد عامر في اولاد عيسى اتت على20 هكنار من الغابات ، و قالت ذات المصادر ان الحريقين استدعى تدخل 6 شاحنات إطفاء ، في الوقت الذي تجدد اشتعال النيران زوال الجمعة في منطقة اولاد عامر . و قالت ذات المصادر ان الحرائق التي يبقى مصدرها مجهول لم تتسبب في اي خسائر بشرية تذكر . من جهتهم طالب المواطنون المتضررون من موجة النيران التي اجتاحت غابات تجلابين و بني عمران و ثنية في الموجة الاولى و التي وصفت بالمهولة ، بفتح تحقيق معمق للوصول الى الفاعلين بإعتبار النيران حسبهم كانت مفتعلة . ***تسجيل ثلاثة حرائق في غابات البويرة وسجلت مصالح الحماية المدنية بالبويرة خلال الساعات الأخيرة ثلاثة حرائق نشبت في غابات الأخضرية و قادرية اهل القصر أتت لحد الآن على زهاء خمسة هكتارات من الأشجار و الأحراش . الحريق الآول سجل في الغابة المحاذية لمنطقة "صلاصة " ببلدية قادرية و تم إخماده من طرف اعوان الحماية المدنية ، الذين أخمدوا مساء الخميس حريقا آخر في غابات بلدية أهل القصر بالجهة الشرقية للولاية ، كما اندلع حرق آخر في مرتفع لالة أم السعد بالجهة الشرقية لمدينة الأخضرية و لا تزال عملية اخماده متواصلة لحد كتابة هذه السطور .. **نزوح سكاني خوفا من امتدادها بالشرق سجلت، الخميس،الحماية المدنية لولاية سكيكدة، في ظرف قصير جملة من الحرائق عبر بعض بلديات منها فلفلة،عين بوزيان، حمادي، إلى جانب كرومة وعزابة، بالإضافة إلى منطقتي بيسي ووادي ريغة، اتلفت بسببها العشرات من الهكتارات من الأحراش وبقايا الحصاد. واستناد لمصالح الحماية المدنية، فان اغلب الحرائق تم التحكم فيها فيما وجدت صعوبة في حريق كل من منطقة فلفلة وبيسي، وذلك راجع إلى الرياح القوية وطبيعة المسالك وكثافة الغابة المشكلة من أشجار الكاليتوس والفلين، وحسب ذات المصالح، فان هذه الحرائق قد زادت من ارتفاع درجة الحرارة، وكان لها تأثير كبير على مرضى الربو. كما اندلعت، بغابات ولاية الطارف، 12 حريقا، الخميس، وازادت توسعا وانتشارا يوم أمس ، وفي اتصال " الخبر " بمحافظ الغابات أكد اندلاع 8 حرائق قبل منتصف ،نهار أمس، بالجبال الغابية لبلديات الزيتونة ، العيون ، أم الطبول ، الشافية وبني صالح وتبقى عمليات الإطفاء تواجه صعوبات الجبال الأكثر ضراوة في ألسنة اللهب،ومنها موقع داي العسل بين اقليم بلديتي الزيتونة وبوثلجة أين فجرت ألغام الحقبة الإستعمارية وصعبت من حركة عمليات التدخل . وفي جبال الشريط الحدودي ببلدية العيون، جاءت السنة اللهب من الضفة التونسية، وتم السيطرة عليها في غابات اقليم البلدية، وتبقى جبال بني صالح والشافية حسب محافظ الغابات ورئيس خلية الإتصال للحماية المدنية، أكثر شراهة لألسنة اللهب بحكم الأدغال الغابية وفي تضاريس جبلية صعبة الاقتحام، ولمواجهة موجة الحرائق ومخاطر زحفها الى سكان محيطها في الأرياف الجبلية، تم تسخير وحدات الرتل المتحرك للحد من توسع الحرائق وهي الأولى من نوعها هذه الصائفة، وبالنظر الى تعدد المواقد المشتعلة يتوقع أن تتجاوز المساحات الغابية المتضررة 300 هكتار ومن الخسائر المسجلة.