هل الجلوس الخاصّ بالتشهّد مُلزَم في التشهّد الأوّل والأخير أم التشهّد الأخير فقط؟ الجمهور على أنّ التشهّد الأوسط والجلوس له سُنّة، والمالكية على سُنّية التشهّد الأخير إلاّ الجزء الّذي يوقِع فيه التّسليم، والقول بسُنّية التشهّد الأوسط والجلوس له دليله أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا نسيَه لم يَعُد إليه وجبره بسجود السّهو. أخرجه البخاري ومسلم. والقول إنّ الجلوس الخاص بالتشهّد الأوّل أو الأخير سُنّة، لا يعني أنّه يجوز للمصلّي تركهما ولا شيء عليه، بل معناه أنّه إن نسيهما سهوًا يجبرهما بسجود سهو قبلي. سائلة: ما حكم أن يذهب المرء إلى الكاهن ويسأله؟ قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلاّ الله وما يشعرون أيان يبعثون} النمل:65، فقد أخفى الله عزّ وجلّ الغيب عن خلقه، والكهان كفروا بادعائهم الغيب. وعليه، فمَن أتَى الكهّان وسألهم ثم صدّقهم فيما أخبروه به، فقد كفر بالله عزّ وجلّ. وقد جاء في الحديث الصحيح: “مَن أتَى كاهنًا فصدّقهُ بما يقول، فقد كفرَ بما نزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم”، رواه أحمد وغيره. ولو علم الكاهن بالخير وأسبابه وطرقه لاستكثر منه لنفسه، ولم يسمح لنفسه أن يعيش على ظهر المغفلين من النّاس. شخص يطلب كيفية التّعامل مع يتيم قام بكفالته؟ اليتيم هو الطفل الصّغير الّذي فَقَد والديه، وعلى مَن تولّى رعايته وتكفّل به أن يحسن إليه في التربية والإصلاح، وأن لا يقرب ماله إلاّ لإصلاحه وتنميته، قال تعالى: {ولاَ تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلاّ بالّتي هي أحسن} النعام:152، ومن أحسن إلى اليتيم وحافظ على ماله وعمل على تربيته تربية صالحة له أجر عظيم عند الله تعالى، قال صلّى الله عليه وسلّم: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة، ورفع أُصبعيه السبابة والوُسطى”، رواه البخاري وأحمد وغيرهما. والإسلام حرّم أكل مال اليتيم بغير حقّ، فقال سبحانه وتعالى: {وآتُوا اليتامى أموالَهُم ولا تتَبَدَّلُوا الخَبيث بالطيِّب ولا تأكُلوا أموالَهُم إلى أموالِكُم إنّه كان حُوبًا كبيرًا} النساء:2. فعلى كافل اليتيم إن أراد جعل كفالته له بابًا يدخل منه إلى الجنّة، لا إلى النّار، أن يحسن إليه وأن يعمل على تربيته، وأن يحفظ ماله ويُنمّيه ثمّ يدفعه له حين يكبر، قال تعالى: {وابْتَلُوا اليَتامَى حتَّى إذا بَلغُوا النِّكاح فإنْ أنَسْتُم مِنهُم رُشْدًا فَادْفَعوا إليهِم أموالَهُم ولا تأكُلوها إسرافًا وبِدَارًا أن يَكْبُروا ومَن كان غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومَن كان فقيرًا فلْيَأكُل بالمعروف فإذا دفعتُم إليهِم أموَالَهُم فأشْهِدوا عليهِم وكَفَى بالله حسيبًا} النّساء:6. فليحسن إلى اليتيم وليعف عن زلاّته، وليعمل على نصحه بالّتي هي أحسن حتّى يستقيم ويرشده، والله رتّب على الإحسان إلى اليتيم أجرًا عظيمًا لا يناله إلاّ المحسنون الصّابرون.