اليتيم هو الطفل الصّغير الّذي فَقَد والديه، وعلى مَن تولّى رعايته وتكفّل به أن يحسن إليه في التربية والإصلاح، وأن لا يقرب ماله إلاّ لإصلاحه وتنميته، قال تعالى: {ولاَ تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلاّ بالّتي هي أحسن} الأنعام:152، ومن أحسن إلى اليتيم وحافظ على ماله وعمل تربيته تربية صالحة له أجر عظيم عند الله تعالى، قال صلّى الله عليه وسلّم: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة، ورفع أُصبعيه السبابة والوُسطى” رواه البخاري وأحمد وغيره. والإسلام حرّم أكل مال اليتيم بغير حقّ، فقال سبحانه وتعالى: {وآتُوا اليتامى أموالَهُم ولا تتَبَدَّلُوا الخَبيث بالطيِّب ولا تأكُلوا أموالَهُم إلى أموالِكُم إنّه كان حُوبًا كبيرًا} النساء:2. فعلى كافل اليتيم إن أراد جعل كفالته له بابًا يدخل منه إلى الجنّة لا إلى النّار، أن يحسن إليه وأن يعمل على تربيته، وأن يحفظ ماله ويُنمّيه ثمّ يدفعه له حين يكتب، قال تعالى: {وابْتَلُوا اليَتامَى حتَّى إذا بَلغُوا النِّكاح فإنْ آنَسْتُم مِنهُم رُشْدًا فَادْفَعوا إليهِم أموالَهُم، ولا تأكُلوها إسرافًا وبِدَارًا أن يَكْبُروا، ومَن كان غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ، ومَن كان فقيرًا فلْيَأكُل بالمعروف، فإذا دفعتُم إليهِم أموَالَهُم فأشْهِدوا عليهِم وكَفَى بالله حسيبًا} النّساء:6. فليحسن إلى اليتيم وليعف عن زلاّته، وليعمل على نصحه بالّتي أحسن حتّى يستقيم ويرشد، والله رتّب على الإحسان إلى اليتيم أجرًا عظيمًا لا يناله إلاّ المحسنون الصّابرون.