أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته العادية ال146، أن موقف الجامعة ثابت تجاه الأزمة في ليبيا، يتمثل في دعم حكومة الوفاق الوطني والالتزام بالاتفاق السياسي الذي رعته الأممالمتحدة، وحث كافة الأطراف الليبية على تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق السياسي. أعلن مندوب تونس لدى الجامعة العربية، السفير نجيب المنيف، الذي ترأس بلاده الدورة السادسة والأربعين بعد المائة لمجلس الجامعة، أن تونس تقدمت بمشروع قرار عربي لتشكيل فريق اتصال لمتابعة الأزمة في ليبيا، يرأسه مجلس الجامعة العربية. في المقابل، انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إحالة الجامعة العربية الملف الليبي على الأممالمتحدة وقال إنه لم يكن سعيدا بهذا القرار حينما كان وزيرا للخارجية المصرية، لافتا إلى أن ذلك الأمر سبب له حساسية لتخلي الجامعة العربية عن دورها كمنظمة إقليمية. وتابع في تصريح بث عبر قناة “النهار اليوم المصرية”، “البعض طلب إحالة الملف الليبي على الأممالمتحدة وأن مصر كانت لديها حساسية من ذلك لتخلي الجامعة عن دورها كمنظمة إقليمية، كما أن الحكم في ليبيا كان مثيرا ومسيئا لأغلب أعضاء الجامعة العربية الذين رأوا أنه من السهل والأسلم إحالة الملف الليبي على الأممالمتحدة، وهو ما لم يسعدني لأن الجامعة العربية باعتبارها منظمة إقليمية عليها أن تسعى وتجتهد وتعمل على إيفاد ممثلين، وتستدعي الليبيين وتعمل قمة، إلا أن الظروف وقتها لم تسمح بذلك”، وأشار إلى أن القاهرة فضلت معالجة الأمر بعيدا عن الأممالمتحدة. وفتح أبو الغيط النار على نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ووصفه ب”الأحمق”، قائلا “حماقة الحكم في ليبيا حينها جعلته يختار الحرب والعنف والتدخل العسكري، والدول العربية تستطيع لو أرادت أن تنشر قوة مسلحة وتبعثها لليبيا، وسيكون أمام الحكم في ليبيا إما الاصطدام بإرادة العرب جميعا، أو الخضوع لما هو مطلوب، وهذا لم يكن متاحا”. واعتبر أبو الغيط القضية الليبية بأنها أسهل القضايا العربية المطروحة للتسوية، على خلاف الشأن السوري الذي وصفه ب”الصعب للغاية”، موضحا “القضية الليبية لها بعدان فقط هما بعد الطاقة المتمثلة في البترول والغاز الطبيعي الذي يحظى باهتمام الدول الغربية والاتحاد الروسي والصين، وبعد إيديولوجي صغير خاص بالإخوان المسلمين وجماعة بوكوحرام المتطرفين وجماعات القاعدة في الشمال الإفريقي، والجسم الليبي موحد سوى بعض الخلافات بين القبائل، لكن الكل هناك يتبع المذهب السني، لكن الإشكال يكمن في عدم وجود ثقة وشك بين الشرق والغرب الليبي، وهذا يمكن تجاوزه”.