أمريكا تشن حربا على الإرهاب في الجزائر بواسطة السينما! وصحافة "الشر والشمنتر" عندنا تحولها إلى إعلان حرب أو مقدمة إعلان حرب أمريكية على الجزائر.. ! في التاريخ ورد أن أمريكا أعلنت الحرب على الجزائر في القرن الثامن عشر لأن الجزائر كان يحكمها "القرصان" أي بتعبير اليوم مافيا البحر ! وكانت أمريكا تدفع الجزية إلى ما فيا القرصان الجزائري في البحر المتوسط لضمان سلامة سفنها وهي تبحر نحو الشرق الأوسط. ! وعندما ضعفت الجزائر بتدهور حالة أسطول قرصانها هاجمتها أمريكا بالأسطول الأمريكي السابع...وقتلت قائد البحرية الجزائرية الرايس حميدو.. ! وقد أنشد جنود البحرية الأمريكية في الأسطول السابع أنشودة بالانتصار على الرايس حميدو على ظهر سفنهم الحربية أنذاك كنوع من النشوة بالانتصار ! وحتى اليوم ما يزال النشيد الرسمي للأسطول السابع الأمريكي هو النشيد الذي أشد بالمناسبة الاقتصاد على البحرية الجزائرية. الطريف في المسلسل الأمريكي الذي يعلن الحرب على الإرهاب في الجزائر ليس مستوى الخيال الواقعي الذي ينقنه الأمريكان... بل الطريف أن الإرهاب ( الجزائري) الذي يشن هجوما على أمريكا انطلاقا من الصحراء الجزائر يقتل جميع أعضاء الحكومة الأمريكية ويقتل رئيسهم أيضا... ولا يبقى من الحكومة الأمريكية سوى وزير السكن. ! وفي هذا دلال إيحائية أمريكية مفادها أن الهجوم الإرهابي على أمريكا تم من منطقة غير مسكونة وتحتاج إلى التعمير... وبالتالي وزير السكن الأمريكي (الرئيس بالنيابة) يحرر هذه المنطقة من الإرهابيين ويعمرها ! باعتباره وزيرا للسكن. ! الأمريكان كانوا يقدرون الجزائريين من مسآلة الحرب حتى عهد قريب.. لأن الجزائر هي مدرسة من حرب العصابات تناهز مدرسة الفيتنام التي أذلت أمريكا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي... لكن الجزائريون تخلوا الآن عن هذه المدرسة الحربية التي كانت تخيف كل متحرش بالجزائر وعوضوها بحكاية الجيش النظامي المهني... والعالم كله يعرف أنه لا يوجد أي جيش نظامي مهني يخيف القوى العظمى العالمية ما لم يمتلك السلاح المحرم وامتلاكه وهو الذرة أو الصواريخ العابرة للقارات أو الأسلحة الكيماوية. كل الجزائريين يتذكرون أن أمريكا حرت اسطولها السادس سنة 1971 ليقترب من السواحل الجزائرية عندما أمم بومدين شركات النفط في الصحراء الجزائرية... وقتها خطب المرحوم بومدين وقال: إن الأسطول السادس الذي اقترب من السواحل الجزائرية جاء لاصطياد الساردين" ! مذكر أمريكا بورطة الفيتنام" ! لكن اليوم الجزائر مع الحلف الأطلسي والأسطول السادس الأمريكي في المتوسط بمثابة السمن على العسل وبهذا أكثر الساردين في سواحلنا. ! الرسالة التي تريد أمريكا السنمائية إرسالها إلى الجزائر هي سياسة الحكومة الجزائرية للتعايش مع الإرهاب 25 سنة كاملة أصبحت سياسة غير مقبولة خاصة إذا وفرت هذه السياسية أرضا آمنة لإرهاب القاعدة وداعش في صحراء الجزائر الخالية. والشاسعة والرسالة الثانية هي أن أمريكا تريد تحضير الرأي العام الأمريكا سينمائيا لإلحاق الجزائر بليبيا في موضوع لوكربي لأخذ الرصيد من الأموال البترولية المودعة عند أمريكا تماما مثل حكاية السعودية وتعويضات الهجوم على نيويورك... أمريكا أخذت أموال الخليج بسبب حرب صدام وأخذت أموال القذافي بسبب لوكربي وتأخذ أموال الجزائر بسبب نشاط القاعدة في الصحراء.