ما هي الا لحظات بعد اعلان رحيل صاحب رائعة "زينوبة" و"المقنين الزين"، حتى توشع موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وشاح الحداد على وفاة اسم فريد وسيظل فريدا في سماء الفن الجزائري، فاجتاحت صوره ودعوات الرحمة على روحه من محبيه ومن محبي الأغنية الشعبية وحتى من لا يستمعون نادرا لأغانيه، ما يثبت مدى الشعبية التي كان يتمتع بها الشيخ عمر الزاهي. الشيخ عمر الزاهي رحمه الآن، رمز من رموز الأغنية الشعبية، كتب على امتداد من العشريات قصة نادرة في تاريخ الثقافة الجزائرية، أولا بفنه باحداثه ثورة في الفن الشعبي الذي فتح له آفاقا جديدة رفقة الراحل الهاشمي قروابي. عمر الزاهي وقع على عاتقه عقب رحيل الكاردينال "العنقى" حمل مشعل الأغنية الشعبية وابعداها من الاندثار، مهمة نجح فيها ابن رونفالي باقتدار، بابقائه هذا الفن في أحضان الشعب في أحضان الأحياء الشعبية، فأحيا حفلات فوق سطوح العمارات وحتى على قارعة الطريق، فهنا يكمن مربط فرس شعبية الأسطورة التي نودعها اليوم فعاش بسيطا وابقى الشعبي بعيدا عن النخبوية. وثانيا، بفضل شخصيته التي قيل عنها الكثير والكثير، فظل الفنان الرافض للتكريمات وظل حتى آخر رمق الرافض لأي أضواء، مفضلا البقاء وسط الأحباب ووسط أبناء وحيه ووسط محبيه، ففي احدى الأعراس التي حضرتها، بقي قرابة النصف ساعة بعد انتهاء الحفلة في ساعة متأخرة من الليل يلتقط صورا مع محبيه، دون أن يمل أو يصدر منه أي انزعاج، فرد على كل الطلبات. وكان حي الرونفالي الحي الوحيد التي قد تلتقي فيه أسطورة متكئا على جدار قرب محل بيع مواد غذائية، فكان عنوانا للبساطة، أحب الناس فأحبوه، رحمك الله يا شيخ البلاد.