لا تزال منطقة "علي عبد النور" ببلدية بني بشير شرقي سكيكدة تعيش على وقع حادثة الاختطاف المرعبة التي راحت ضحيتها الفتاة "مخناش إيمان" البالغة من العمر 20 سنة، بتاريخ 29 نوفمبر الماضي، قبل أن تتمكن شرطة وهران من إعادتها إلى منزلها بعد 13 يوما قضتها كرهينة لدى المختطفين. بعد عودة "إيمان" إلى أحضان العائلة رفقة خالها وأخيها وزوج أختها الذين استلموها من طرف شرطة وهران، بعد 13 يوما قضتها كرهينة لدى العصابة التي نفذت عملية الاختطاف، اتصلت "الخبر" بأختها "مريم" التي قدمت شكرها للجريدة على مساهمتها في تسليط الضوء على الحادثة وتحويلها إلى قضية رأي عام، ما جعل المختطفين يرتبكون ويفرون نحو مكان مجهول، تاركين "إيمان" تفر إلى أقرب مقر للشرطة بمدينة وهران. وعن ظروف وكيفية تنفيذ عملية الاختطاف، تروي لنا محدثتنا أن "إيمان" قالت لها "عندما كنت في طريقي للقاء أمي، وبالضبط بمحاذاة ثانوية "محمد الصديق بن يحي" وسط مدينة سكيكدة، تفاجأت بشخص يتحدث معي ويقول لي "زوجك يناديك".. وفي لحظات أحسست بآلة حادة في جنبي الأيسر، قبل أن أفقد الوعي تماما، ولم أتذكر سوى لون السيارة التي كانت بجانبي"، حيث يحتمل أن "إيمان" تعرضت لفقدان الوعي عن طريق "صاعق كهربائي"، بالنظر إلى أنها لم تفق من وعيها إلا وهي في طريق معزول بولاية جيجل، وسط ظلام دامس، حيث تأكدت أنها وقعت ضحية عملية اختطاف، ما دفعها لطلب الخروج لمرحاض أحد المطاعم المغلقة في المنطقة، حيث تمكنت من كتابة نداء استغاثة بواسطة "أحمر الشفاه"، كما سبق ل"الخبر" أن كشفت عنه، وهو النداء الذي مكن فيما بعد مصالح الأمن من تتبع آثار المختطفين عن طريق وسائل تقنية حديثة. وبالموازاة مع ذلك، تضيف محدثتنا أن العصابة هددت "إيمان" بقتل أمها في حال صراخها أو إبدائها أي مقاومة، قبل أن تتعرض لفقدان الوعي من جديد، وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها داخل غرفة معزولة لشبه مسكن، تبين فيما بعد أنه يقع بولاية وهران. وروت "إيمان" بعض تفاصيل الحديث الذي دار بين أفراد العصابة، بينها "أن الفتاة أصبحت خطرا علينا ولا تليق بهدفنا المسطر"، قبل أن تجد نفسها وحدها بعد فرار جميع أفراد العصابة، ما دفعها للخروج مسرعة والاستنجاد بالشرطة، وهي مجردة من كل حاجياتها ووثائقها وحتى هاتفها النقال. حدث هذا في وقت تتواصل تحقيقات مصالح الأمن التي باشرت عمليات بحث وتحر واسعة من أجل تحديد هوية المختطفين والقبض عليهم.