ستيفن هوكينغ، أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، قد أتم 75 عاما، حيث الأشخاص الأصحاء تماما يمكن أن لا يصلوا إلى هذا العمر، فكيف لشخص يعاني من مرض "تصلب جانبي ضموري" القاتل؟ هذا وقد تم تشخيص مرض ستيفن هوكينغ في مرحلة الشباب، وهو مرض "تصلب جانبي ضموري"، ويعتبر شكلا من أشكال أمراض الأعصاب الحركية. التصلب العضلي الجانبي (أحيانا يلقب Maladie de Charcot) سريع الانتشار، قاتل، يسبب ضمور الجهاز العصبي بسبب ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. والطب الآن قادر فقط على التخفيف من تأثير هذه المتلازمة ولكن لا يمكن الشفاء منها. ويشار بأن المصاب بهذا المرض لا يمكنه البقاء على قيد الحياة أكثر من 5 أعوام. العالم الشهير ستيفن هوكينغ يعاني من المرض لأكثر من خمسين عاما، والخبراء في غاية الدهشة والحيرة، كيف استطاع هذا العالم البقاء غلى قيد الحياة لهذه المدة الطويلة؟ هذا ولا يملكون أي تفسير علمي لهذه الحالة. التفسير الوحيد لحالته هو الرعاية الطبية الجيدة التي حصل عليها، ويمكن أن تعود حالته إلى قوة جيناته وحالته البيولوجية الخاصة، حيث لا يوجد أي تفسير آخر يتيح لمرضى "تصلب جانبي ضموري" العيش أكثر من 5 أعوام. و أتاح له ذلك فرصة العطاء في مجال العلوم وبالتحديد علوم الفيزياء النظرية، رغم أن هذا المرض جعله مقعداً تماماً وغير قادر على الحركة، ومع ذلك استطاع أن يجاري بل وأن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، رغم أن أجسادهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق، بينما كان "هوكينج" وبطريقة لا تصدق يجري كافة هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظي بذات اللقب، وكرسي الأستاذية الذي حظي به من قبل السير إسحاق نيوتن، وبذلك فهو يُعتبر رمزاً يُحتذى به في الإرادة وتحدي الإعاقة. ومع تطور مرضه، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهاب القصبة، أصبح "هوكنج" غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، أي أصبح غير قادر على الحركة تماماً، فقامت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع "هوكينج" من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقاً في الجهاز تمثل كلمات وأوامر. ويعتبر "هوكنج" مثالاً لتحدي الإعاقة وللصبر في صراعه مع المرض.