كتب نادي مولودية الجزائر فصلا جديدا من فصول فضائح الكرة الجزائرية قاريا ودوليا بعدما عجز عن كتابة فصلا جديدا من ذهب للكرة الجزائرية، وتألق عميد النوادي الجزائرية اليوم بغانا باشتباكات بالأيدي بين المدرّب كمال مواسة واللاّعب عبد المالك مقداد، بعدما سبقهما في ذلك برشيش ورضواني من شبيبة القبائل اللذين دخلا في اشتباكات أمس الأول بملعب مونروفيا بليبيريا.
الفضيحة المدوية صدمت الغانيين الذين تابعوا باهتمام مباراة فريقهم بيشام يونايتد أمام "ناديا كبيرا" نال كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1976، خاصة وأن الإشتباكات بين مواسة ومقداد حدثت خلال أطوار المباراة، ما استدعى تدخل من كان جالسا في مقعد بدلاء العميد لفض النزاع دون جدوى، واشتد العراك بين المدرّب ولاعبه ما دفع بعناصر الشرطة الغانية للتدخل، ما رسّم الفضيحة أكثر.
حالة الهوان التي بلغتها الكرة الجزائرية التي تحتفظ بلقب "بطل العالم" للفضائح بامتياز، بلغت درجة خطيرة جدا، وشجار مقداد مع مدرّبه لعدم تقبّله استبداله بزميله عواج خلال المباراة التي كانت حينها لصالح بيشام قبل أن يعدّل سوقار النتيجة، هو دليل آخر بأن النوادي الجزائرية لا تحمل من الإحتراف سوى الإسم، وهي تسوّق لكل العالم صورة مجتمع عنيف فاقد لأدنى مقوّمات الأخلاق التي تعتبر روح الممارسة الرياضية.
ولم يكن لتسليط الضوء على حادثة العميد بغانا خلال المباراة التي انتهت بسقوط المولودية بنتيجة 2 / 1 في ذهاب الدور التمهيدي لكأس الكاف، بهذا الشكل لولا تسارع "موجة" الفضائح للنوادي الجزائرية ومنتخبها الوطني، فقد سبق بيومين حادثة مماثلة لنادي شبيبة القبائل العريق حين واجه في نفس الدور منافسه نادي بريويريس مونروفيا من ليبيريا، وهي مباراة شهدت اشتباكا بين اللاّعبين برشيش ورضواني بسبب شتم الأول وبصقه زميله في الفريق، ما تسبب في "حرب" داخل الملعب على مرأى الفريق المضيف الذي اعتقد بأنه أمام عملاق النوادي الإفريقية من حيث الإحتراف.
ووجب التذكير أيضا ب"هروب" نادي مولودية بجاية هذا العام من الكونغو الديمقراطية دون أن يسدد فاتورة إقامته بالفندق في دور المجموعات حين واجه نادي تي . بي مازيمبي، ورفع رئيس النادي شكوى للكونفدرالية الإفريقية لتوثيق فضيحة جديدة للكرة الجزائرية، دون أن يشعر أي مسؤول بالحرج ودون أن تقف اليوم السلطات بحزم وتضع حدّا لهذا التسيب غير المسبوق، كون الأفارقة وكل العالم يحتفظون بكل المآسي اللصيقة بالملاعب الجزائرية التي تهاوت مدرجاتها بمناصريها وشهدت مقتل الكامروني ألبير إيبوسي وأحداث متكررة للعنف والإشتباكات بين المناصرين بالخناجر والسيوف و"السينيال"، فضلا عن "العلامة الجديدة" للبطولة الجزائرية التي أضحت مرجعا لتعاطي اللاّعبين للمنشطات والمخدرات والخمور، وهي الوضعية التي ترغم السلطات اليوم على التخلي عن حملات التحسيس وتفرض قوة ومنطق القانون الذي أسقط "الهوليغانز" في أوروبا واقتلعه من جذوره، ورسخ لسنوات روح النزاهة والإحتراف في لعبة كرة القدم.