ناقش أساتذة باحثون ومؤرخون ،اليوم الأحد، في أشغال الطبعة ال14 من الملتقى الدولي حول مجاز 08ماي 1945 ،بجامعة ڨالمة ، موضوع الكتابات الجزائرية والأجنبية التي قدمت حول المجازر الدامية ، مبرزين حجم الفظاعة التي حاولت فرنسا الاستعمارية التستّر عليها ، وبخاصة عدد الضحايا ، والأسباب الواهية التي كانت فرنسا تتحجّج بها ، تلك الأيّام السوداء من ماي 1945 وعقب احتفال العالم بعيد النصر العالمي .
أكّد الدكتور أحمد الشربيني من جامعة القاهرة المصرية،أنّ الأرشيف المصري فيه من المادة العلمية الكثير حول مجازر ماي ، وأنّ الصحف المصرية "تمثّل مصدرا مهمّا موثّقا للمجازر ،وأشار إلى أنّها نشرت أخبارا كثيرة عن المجازر ،" لكن للأسف كانت منقولة عن الطرف الفرنسي فقط"، ما تسبّب في تغييب الكثير من الحقيقة فيها حول ما عاشه الجزائريون في تلك المجازر.
وقال الشربيني أنّ "البلاغ"لسان حال حزب الوفد ، كانت الصحيفة الوحيدة التي فنّدت في كثير من المقالات ما نشر عن المصدر الفرنسي ،في الصحف التي تمثل حال الاحتلال عن الأحداث التي وقعت يوم الثامن ماي.
وعاد الدكتور الشربيني إلى ما في الأرشيف المصري من مادّة علمية حول مجازر الثامن ماي ، كاشفا عن نوعين من التناول لتلك الأحداث ، أحدهما يستقي المعلومة من المصدر الفرنسي الذي كان يمارس التعتيم عن جرائمه ، وثانيهما الصحف التي كانت تفنّد مزاعم ومغالطات ما يستند إليه من بلاغات من الاحتلال.
وأبرز الدكتور محمد شرڨي في مداخلته "حرب الأرقام بين الذاكرة الوطنية والكتابات الفرنسية حول ضحايا 08ماي 1945"، أن بعض المصادر المحلية الجزائرية حصرت عدد الضحايا بين 80 ألف و100 ألف،في حين قاربت بعض أرقام المصادر الأجنبية الحقيقة .
وقال الدكتور شرڨي حسبما يتوفّر عليه من وثائق،"أنّ تقريرا للقنصل الأمريكي في الجزائر، حصر عدد الضحايا في 40 ألف ضحية"،معتبرا تقرير الأخير قريبا من الحقيقة ،ويفنّد بعض الأرقام الصغيرة التي اعتبرها "جريمة اغتيال للحقيقة".
وأكّد الدكتورعمر عبد الناصر،في مداخلته" أحداث 08ماي في الصحافة الإسبانية بين الأمس واليوم"، أنّ المجازر لم تصل أوربا ، إلى غاية ال10 من ماي في تلك الأثناء،و"أنّ البلاغات الفرنسية الاستعمارية غلّطت الإعلام الأوربي".
وقال أنّ فرنسا الاستعمارية كانت تتستّر على مجازرها، وتبتعد عن لبّ الحقيقة المتمثّل في اقترافها لإبادة جماعية في حق الجزائريين بسطيف ، ڨالمة وخراطة بقراها ومداشرها.