اتشحت ولاية أدرار، اليوم، بالسواد حزنا على فقيدها زميلنا الصحفي المراسل محمد طواهرية، الذي ووري الثرى بعد صلاة العصر، بعدما وافته المنية، الأحد، عن عمر ناهز 54 عاما، إثر معاناة مريرة مع مرض السرطان. في تشييع جثمان فقيد عائلة "الخبر"، وقف المئات من المواطنين يتقدمهم زملاؤه برئاسة التحرير ومراسلو ولايات الجنوب، وأعيان المنطقة، ممثلو السلطات المحلية، المدنية والأمنية، لإلقاء النظرة الأخيرة على محمد، الذي عرف على مدى 20 سنة الأخيرة بتفانيه في نقل أخبار المنطقة بكل التفاصيل، بما ساعد بشكل كبير في إزالة الغبن عن كل الذين جاؤوا لتشييعه. كان المشهد الجنائزي مهيبا، الجميع كان يلهج بالدعاء لفقيد أدرار بقصورها وبلدياتها، فقيدهم الذي رحل للأبد في اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، بعد أن واجه المرض الخبيث بالصبر وبالإيمان بقضاء الله وقدره، والجميع كان يعدد مناقب رجل عانى كثيرا من نفس المعاناة التي يرزح تحتها المئات بل الآلاف من الجزائريين في جنوب البلاد الذين يحتاجون التكفل بأوجاعهم جراء المرض الخبيث. ولعل أصدق ما قيل في الرجل أنه كان "يتقاسم معنا معاناة الجزائر العميقة" ويصر على نقل آلام غيره دون الاهتمام بآلامه، ويطرق كل الأبواب من أجل توفير تكفل إنساني ونفساني وطبي لأبناء وبنات أدرار. لقد غادرنا محمد إلى جوار ربه، تاركا الكثير من الذكريات الجميلة لدى أفراد أسرته الصغيرة التي تسلح أفرادها وفي مقدمتهم والده الصبور، بالصلوات والرحمة من الله تعالى.