اختار مدرب المنتخب الوطني، رابح ماجر، أمس، 24 لاعبا للدخول في المعسكر التحضيري المقبل استعداد للمواجهتين الكرويتين الوديتين أمام منتخبي تنزانيا وإيران بالجزائر والنمسا على التوالي. أثارت قائمة ماجر الكثير من الجدل لفقدانها لمعايير واضحة لاختيار العناصر التي تملك المواصفات التقنية والبدنية لتقمص ألوان المنتخب الوطني، وقدّر المدرّب الوطني بأن “الأسماء” الرنّانة كفيلة بتقديم الإضافة ل”الخضر” حتى وإن كان الواقع يُثبت بأن أغلب من استدعاهم للوديتين المقبلتين غير مؤهلين للبروز والتألق، مثلما هو عليه الحال لثنائي هجوم “الخضر”، إسلام سليماني والعربي هلال سوداني، كون كل واحد منهما يعاني من إصابة، تجعله، على الأقل، غير قادر على تسجيل حضور قوي من الناحية البدنية، ما يجعل محمد لمين عبيد من شباب قسنطينة وبغداد بونجّاح من السد القطري أمام “فرصة العمر” للبروز، لو اقتنع ماجر بضرورة منحهما، على غرار سفيان هنّي لاعب سبارتاك موسكو، فرصتهما كاملة. وما يتسبب في صدمة كبيرة لكل من يطلّع على قائمة رابح ماجر، تواجد لاعبين من البطولة المحلية بعيدين عن المستوى من الجانبين الفني والبدني، وفي مقدمتهم المدافع السعيد بلكالام، الغائب عن المنافسة لعدة أشهر قبل تعاقده مع شبيبة القبائل، وهو اليوم يجد صعوبات في استعادت لياقته البدنية بعدما زاد وزنه بشكل واضح، فيما يطرح أيضا استدعاء بوخنشوش من شبيبة القبائل أكثر من علامة استفهام، كونه ليس قطعة أساسية في فريقه وهو غير منتظم الظهور في مباريات البطولة، فضلا على أن بلكالام وبوخنشوش ينشطان مع فريق يصارع من أجل ضمان البقاء ويقدّم أداء هزيلا منذ انطلاق الموسم. ولم تتوقف مفاجآت صاحب العقب الذهبي عند هذا الحد، فقد سلك نهجا معاكسا للمنطق وطبّق مقولة “خالف تُعرف”، وجعل الرأي العام الرياضي الجزائري يكتشف بأن معيار ماجر هو ببساطة “اللاّمعيار”، بما يضمن عنصر الإثارة في قائمته ويحافظ على مبدأ المفاجأة، بدليل أن حارسا من حجم رايس مبولحي تم إسقاطه “قسرا” مرة أخرى، وهو الذي أصبح، لأول مرة في مشواره تقريبا، عنصرا أساسيا ويلعب بانتظام خلال الموسم منذ التحاقه بنادي الاتفاق السعودي، رغم أن مبولحي كان ولا يزال الرقم واحد وترك بصمته واضحة في دورتين متتاليتين لكأس العالم، رغم أن صفة “الحارس الرحالة” التصقت به لسبع سنوات دون أن يؤثّر وضعه على أدائه الفني. والأغرب من كل ذلك تواجد اسم حارس نادي بارادو توفيق موساوي ضمن القائمة، وهو الحارس البالغ من العمر 28 سنة ولم يكن قبل ذلك حارسا في المنتخب الأول، فيما يقل سن مبولحي بأكثر من عام واحد عن فوزي شاوشي، وهي معطيات تدفع إلى الاعتقاد بأن ماجر لا يريد منافسا لحارس مولودية الجزائر في عرين “الخضر”، حتى وإن كان حارس شباب بلوزداد عبد القادر صالحي يبدو أفضل منافس لشاوشي مقارنة بموساوي. وإلى جانب مبولحي، فإن لاعبا من طراز سفيان فغولي تم تغييبه أيضا لأسباب خارجة عن الجانب الفني، بدليل أن لاعب غلطة سراي التركي يؤدي مباريات من أعلى مستوى، ما يجعل الطرح السائد بأن ماجر بصدد “الانتقام” من فغولي بسبب انتقاده للاعبي جيل 1982 في وقت سابق، قريبا إلى الصواب، خاصة حين نجد بأن ماجر، الذي أهدى “وردة” لرئيس “الفاف” خير الدين زطشي بدعوته لحارسه في نادي بارادو موساوي، قدّم ورودا لاتحاد الجزائر بدعوة مختار بن موسى رغم اقتراب الأخير من الثلاثين، ولا يمكنه أن يكون “لاعب مستقبل” مثل بقية اللاّعبين المتقدمين في السن، على خلاف فاروق شافعي من اتحاد الجزائر وفريد الملالي من نادي بارادو المتواجدين في القائمة وهما يملكان إمكانات جيدة. وفي الوقت الذي غاب أيوب عزي لاعب المولودية عن القائمة وعدة لاعبين آخرين من الشبان لنوادي الرابطة الأولى التي تلعب الأدوار الأولى، فإن رابح ماجر جدد الثقة في لاعب الوسط سفير تايدر رغم اختياره اللعب في كندا، فيما أسقط من حساباته لاعبا شابا مثل يوغرطة حمرون لاعب السد القطري، بينما احتفظ المدرب الوطني بزين الدين فرحات واسماعيل بن ناصر من العناصر الشابة الواعدة، وغاب عنه، مرة أخرى، آدم ونّاس، اللاعب الشاب لنادي نابولي الذي لا يشارك مع فريقه. رابح ماجر فضّل أن يبقى مدرّبا مثيرا للجدل بخياراته العشوائية التي لا تستند لأي معيار أو منطق، بما لا يختلف عن الجدل الذي أثير من حوله بعد عودته لتدريب “الخضر” بعد 15 سنة من البطالة، وهو واقع يجعل المنتخب الوطني معرّضا لهزات قوية حين يجد نفسه أمام اختبارات أكثر صعوبة من مباراة إفريقيا الوسطى.