هناك توجه كبير نحو الحميات الغذائية النباتية، واتباعها كأسلوب حياة جديد، والتوجه الأكبر مؤخراً نحو ما يدعى الخضارية أو النباتية الصرفة (فيغن)، التي لا تقتصر على التخلي عن اللحوم فحسب، وإنما على إلغاء الحليب وجميع منتجاته من قائمة طعامك، إضافة إلى البيض. ويختلف الدافع وراء هذا التوجه. إذ يتبعه البعض لرواجه، فيما يعتنقه البعض لأسباب متعلقة بالبيئة، وحماية الحيوانات، أو لأسباب صحية، أو حتى دينية. ولكن مهما اختلفت الأسباب فالنتائج الصحية سواء الإيجابية، أو السلبية هي ذاتها. تشير الأبحاث إلى أن الخضارية يمكن أن يكون لها فوائد صحية كبيرة على الجسم، إذا ما تم التخطيط لها بشكل جيد. إذ قد يؤدي اتباع هذا النظام إلى تغييرات كبيرة داخل الجسم خصوصاً بالنسبة لأولئك، الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً باللحوم، ومنتجات الألبان طوال حياتهم. ومن ناحية أخرى يفضل أخصائيو التغذية عدم التخلي عن اللحوم، ومشتقات الحليب، نظراً للفيتامينات، والمعادن، التي سيفتقدها الجسم، غير أن ذلك لا يعني تناول اللحوم يومياً، بل اتباع نظام غذائي متوازن، بحسب ما نشره موقع (ديلي ميل) البريطاني. تفتقر الحمية الخضارية إلى بعض العناصر الغذائية المهمة من فيتامينات ومعادن مثل: B12، الحديد، الكالسيوم، فيتامين D، فيتامين A، الزنك، والأحماض الدهنية أوميغا 3، حيث أن أفضل المصادر لهذه الفيتامينات، التي تعتبر أساسية للتوازن الهرموني، وصحة العظام، والأسنان، والصحة النفسية، هي الأسماك، واللحوم، والكبد. ومن ناحية أخرى، فقد وجدت بعض الدراسات أن الحمية الخضارية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وذلك بسبب استبعاد الأطعمة مرتفعة الدهون. بالإضافة إلى خسارة الوزن في الأشهر القليلة الأولى، نتيجة التقليل من السعرات الحرارية، بحسب ما نشره موقع (كوارتزي). غير أن الأشخاص، الذين يتبعون هذه الحمية، قد يشعرون بالارتياح خلال السنة الأولى والثانية فقط، وبعد ذلك، يبدأ التعب والاكتئاب بالتسلل إليهم، كما يعانون من نزلات البرد المتكررة، وفي بعض الحالات فقدان الشعر، وزيادة الوزن، فضلاً عن حدوث مشاكل في وظائف الغدة الدرقية. لذا ينصح بالمحافظة على نظام غذائي متنوع، أو استشارة مختصين في التغذية قبل اللجوء إلى أي حمية غذائية قاسية ومتطرفة.