أصدرت وزارة المجاهدين، قرارا بمنع عرض فيلم "بن مهيدي" للمخرج بشير درايس، وهو أول قرار من نوعه يصدر ضد الأفلام الروائية الجزائرية الطويلة،المنتجة بدعم من وزارتي الثقافة و المجاهدين،و قد تحصلت "الخبر" على نسخة من المراسلة الرسمية التي وجهتها مصالح وزارة المجاهدين إلى المنتج والمخرج، تضمت حوالي أربعين ملاحظة، تدعو إلى حذف معظم مشاهد الفيلم، خاصة المتعلقة بالحقائق المتعلقة بخلافات قادة الثورة. في سابقة من نوعها، في تاريخ السينما الجزائرية الثورية، اتخذت وزارة المجاهدين قرارا بمنع عرض فيلم"بن مهيدي" وذلك بناء على تقرير لجنة متخصصة تم تشكيلها، وقد جاء هذا القرار صادما للمنتج والمخرج بشير درايس الذي اشتغل على الفيلم خمس سنوات كاملة بين البحث والتصوير والمونتاج، وبمشاركة مجموعة من الممثلين الجزائريين على رأسهم الممثل خالد بن عيسى الذي جسد دور البطل الشهيد "بن مهيدي". وبإمتعاض واستياء شديد، أكد المخرج في تصريح ل"الخبر" أن ما جاء في الرسالة، يتعارض مع القرار، حيث اتجهت اللجنة إلى منع عرض الفيلم رغم أنها لم تسجل أي ملاحظة تتعلق بتحريف أو تزييف التاريخ، وإنما رفضت عرض الحقائق التي جاء بها الفيلم، وطالبت باستبدالها بمشاهد أخرى تتعلق بمصالي الحاج، رغم أن الأمر لم يكن واردا في السيناريو الأصلي للفيلم الذي وافقت اللجنة عليه، فقد أشار المخرج والمنتج المشترك، أن ما تطلب به اللجنة يتجاوز حدود الخيال من خلال حذف معظم المشاهد:"إذا أخذنا برأيها لن يتبقى من الفيلم سوى دقيقتين"، وأضاف:" اللجنة غير متفقة مع محتوى الفيلم، وطالبت بإنجاز فيلم يركز على المعارك في الجبال وليس الجوانب السياسية للثورة، وهذا أمر غير معقول فيما يخص نضال بن مهيدي المعروف طبيعته".