حرر عناصر الفرقة الجنائية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية تلمسان، بالتنسيق مع فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية، أمس، رعية فرنسية تبلغ من العمر 60 عاما، احتجزها جزائري في مقر سكناه لمدة 3 أيام، بعد أن تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تعود وقائع القضية إلى يوم الثلاثاء الماضي، حين قدمت الرعية الفرنسية، تدعى مارشوند سيزان، المنحدرة من العاصمة باريس، إلى الجزائر لزيارة صديقها الذي تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كسائحة عبر مطار زناتة مصالي الحاج في تلمسان، حيث استقبلها المتهم "ب. ح عبد الرزاق"، وهو كهل من مواليد 1957، لترافقه إلى شقته بأعالي مدينة تلمسان للإقامة عنده طيلة أيام زيارتها للجزائر. لكن أيام راحة السائحة الفرنسية لم تدم طويلا وسرعان ما تحولت إلى كابوس مرعب، بعد أن ساءت العلاقة بين الطرفين إثر نشوب خلاف بينهما لأسباب مجهولة، جعلت المستضيف يعنف ضيفته ويمنعها من مغادرة الشقة، حسب ما كشفت عنه الضحية أمام الضبطية القضائية. ولحسن حظ الضحية أنها استطاعت توجيه نداء استغاثة لمصالح القنصلية الفرنسية عن طريق الهاتف النقال، وهو النداء الذي تسبب في إعلان حالة طوارئ قصوى على أعلى مستوى من أجل تحديد موقع الاحتجاز الذي تم تحديده في ظرف قياسي عن طريق هاتفها المحمول، صبيحة أول أمس، باستعمال تقنية "الجي بي أس"، حيث استطاع عناصر الشرطة وبعد إذن بالتفتيش صادر من نيابة محكمة تلمسان اقتحام المسكن وتحرير السيدة الفرنسية وتوقيف المتهم الذي تم السماع إليه بتهمة احتجاز رعية أجنبية والضرب والجرح العمد، في حين اعترف بأنه تعرف على الضحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكان ينوي الزواج بها وبأنها دخلت التراب الوطني بمحض إرادتها، نافيا في تصريحاته تهمة الاختطاف، مكتفيا بالتصريح بأن الحادثة مجرد سوء تفاهم عابر. وعرضت الرعية الفرنسية على طبيب شرعي وفقا للإجراءات القانونية قبل العرض والتقديم أمام النيابة لدى محكمة تلمسان.