اختار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سياسة التحدي لوزير الشباب والرياضة في قضية بناء مركز تكوين “الفاف”، وترك خير الدين زطشي الانطباع، وهو يعقّب على كلام محمّد حطاب، بأنه غير مهتم بما يقوله وزير يمثّل السلطة. خلال استضافته في برنامج “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة، لم يجد رئيس “الفاف” أي حرج في تقديم “قراءة على المقاس” لتصريحات واضحة ومباشرة للوزير حطاب حول موقفه من إقدام الاتحادية على صرف الملايير لبناء مراكز تكوين، في وقت قامت الدولة ببناء عدة مرافق رياضية لم يتم استغلالها من طرف الاتحادات. وقال رئيس الاتحادية إن “الإعلام قام بتحريف كلام الوزير”، وهو المبرر الذي ارتكز عليه خليفة محمد روراوة للإعلان بأنه “لا تراجع” عن القرار الذي اتخذه وحظي بتزكية من أعضاء الجمعية العامة للاتحادية، بما يضع زطشي في موقع المتحدي للوزير حطاب والرافض أيضا لمقترحه بالتنازل عن “مشاريع البناء”، واستغلال جزء من تلك الميزانية لضمان خدمات أفضل على مستوى مركز سيدي بلعباس التابع للدولة. وجعل رئيس “الفاف” الاعتقاد يسود، وهو يروّج لتأويلات غير صحيحة لما قاله الوزير علنا وأمام “الكاميرات”، بأنه أقوى من حطّاب، بل وبأنه لا يكترث لما يقوله، فقد راح زطشي يسترسل في الكلام ويحمّل الإعلام، مرة أخرى، مسؤولية الترويج “بأمانة” لموقف وزير الشباب والرياضة، وكأنه متأكد من أن الوزير سينقلب على نفسه ويتراجع عن تصريحاته ومواقفه بنفس الطريقة التي انقلب فيها بعض أعضاء الجمعية العامة عن مواقفهم بمجرد سماعهم اعتراض الوزير، وهو الذي يمثّل السلطة، على “تبديد المال” على مشروع بناء مراكز التكوين للاتحادية. تعامل خير الدين زطشي باستخفاف وسطحية أيضا في قضية تتعلّق بترشيد النفقات التي تندرج في إطار سياسة التقشف للحكومة، هو ضرب لمصداقية محمد حطاب وللسلطة أيضا التي نصّبته رئيسا ل”الفاف” في عهد الوزير السابق الهادي ولد علي ضد إرادة الجمعية العامة، بل هو أيضا موقف يثير الشكوك حول حقيقة “نوايا” زطشي التي تتقاطع مع “نوايا” سابقه محمد روراوة في قضية التمسك ب”بناء” الفندق، فالقاسم المشترك بين مشروعي روراوة وزطشي هو التكاليف الباهظة لعملية البناء التي تجعل الشكوك مشروعة بشأن إصرار كل واحد منهما على صرف الملايير، حتى وإن كان مشروع الفندق الذي دعا إليه رئيس الاتحادية السابق يندرج في إطار مشروع استثماري ضمن برنامج “برفورمونس” السابق ل”الفيفا” الذي تهدف من ورائه إلى تمكين الاتحادات من ضمان عائدات مالية وتمويل نفسها بنفسها من خلال مشاريع اقتصادية مربحة، بينما لا يمكن لمشروع مراكز التكوين ضمان مداخيل بالصورة التي يطرحها خير الدين زطشي، طالما أن الهدف الأساسي ليس استثماريا بل رياضي محض. سكوت وزير الشباب والرياضة عما قاله رئيس الاتحادية غير مفهوم ويطرح عدة تساؤلات، خاصة وأن حطاب ظهر من خلال كلام زطشي بأنه “قاصر” ويحتاج إلى غيره لتصحيح المفاهيم والكلام، وهو أيضا مؤشر خطير على أن خليفة الهادي ولد علي، وزير يسود ولا يحكم، طالما أنه لم يردّ على تحدّ واضح لرئيس اتحادية، وقد اختار السير عكس سياسة الحكومة، بمعنى عدم ترشيد النفقات.