أوفد معاذ بوشارب، منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، كلا من سعيدة بوناب وجمال بوراس، القياديين البارزين في هيئة أركان قيادة الحزب، إلى مدينة تلمسان للوقوف ميدانيا على مجريات التحضير وإعادة ترتيب بيت الأفالان يومين قبل إعادة انتخاب عضو مجلس الأمة على مستوى الولاية. ومن المنتظر أن يجتمع القياديان الموفدان من قبل بوشارب بنواب الأفالان ومنتخبيه على مستوى الولاية لتبليغ رسالة القيادة المطالبة بالمقعد رقم 32 في مجلس الأمة، وسط حديث عن فتح تحقيق غير معلن حول منتخبين تحوم حولهم شكوك ببيع أصواتهم لمرشح الأرندي عبدو بودلال. وذكر مرشح الأفالان، محمد بخشي، ومحافظ الحزب بالولاية، ل"الخبر"، أن التحضيرات تجري بطريقة عادية والمراهنة على كتلة منتخبي الحزب التي يفوق تعدادها 360 منتخب، إضافة إلى كتل الأحزاب السياسية التي تحالف معها الأفالان محليا في هذا الموعد، معتبرا أن "إلغاء المجلس الدستوري لانتخابات 29 ديسمبر جاء منسجما مع روح القانون لما عرفته عملية الفرز من فوضى وعنف مادي استعملت فيه أسلحة بيضاء وأسلحة محظورة وتعرض فيه مناضلون ومنتخبون لاعتداءات جسدية خطيرة هي محل تحقيق مصالح الأمن". هذا وعقدت محافظة الأفالان في مدينة مغنية، عشية الإثنين، لقاء جامعا لمنتخبي الجهة الغربية والحدودية للولاية من أجل حثهم على التصويت كتلة واحدة على مرشح الحزب، بعد أحاديث روّجت عن أن سبب خسارة السبت الأسود كانت بمؤامرة حيكت ضد مرشح الأفالان في الجهة الغربية للولاية. من جهته، كشف سعيداني زكرياء، عضو المكتب الولائي للتجمع الوطني الديمقراطي في تلمسان، في تصريح ل"الخبر"، أن "المشاركة في جولة إعادة انتخاب عضو مجلس الأمة بقرار من المجلس الدستوري ستعود للمجلس الولائي الموسّع لمنتخبي الأرندي في الولاية، المقرر عقده غدا الأربعاء على أقصى تقدير، ساعات قبل الموعد المنتظر بعد غد الخميس بمقر المجلس الشعبي". وأضاف القيادي في الحزب ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي في حديثه أن "تمسّك الأرندي بكامل حقوقه في الفوز بمقعد تلمسان مثلما أفرزه الصندوق يوم 29 ديسمبر نابع من الالتزام الكامل مع شخص وبرنامج الرئيس بوتفليقة، والقضية أصبحت قضية التزام سياسي أكثر منها قضية مقعد في الغرفة العليا للبرلمان، زيادة على الاعتداء الجبان الذي تعرّض له الأمين الولائي للحزب والبرلماني أمين سنوسي يوم الاقتراع الملغى من قبل بلطجية وغرباء عن الهيئة الناخبة". وفي هذا الشأن، قال محدثنا "إنه قد تمّ ايداع شكوى أمام الضبطية القضائية ضد أشخاص معلومين بأسمائهم وهوياتهم، برهنت مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تواجدهم المريب بالمكان ساعة الاعتداء"، مفنّدا أن يكون النائب قد استعمل مسدسا كهربائيا محظورا. وبخصوص تلقي ضمانات حول الشروط التي رفعها للحزب للمشاركة في موعد الخميس، قال سعيداني زكرياء: "نتمسك بالمطالب المرفوعة للسلطات العمومية وخصوصا فيما يتعلق بلجنة الإشراف على الانتخاب والمشكلة من قضاة وكتاب ضبط وضرورة متابعة المجلس الدستوري لعملية الاقتراع ومنع الغرباء عن الهيئة الناخبة المشكلة من المنتخبين من دخول مكاتب الاقتراع"، مؤكدا أنه في حال توفر ظروف الهدوء والنزاهة والحياد فإن مرشح الحزب، عبدو بودلال، سيفوز بالمقعد، وعكس ذلك فإن القيادة الولائية للأرندي غير مستعدة للمشاركة في مهزلة انتخابية قد تتحوّل إلى منازلة لا تحمد عقباها.