أعلنت حركة البناء، أمس، عن ترشيح رئيسها عبد القادر بن ڤرينة، وزير السياحة الأسبق، للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل المقبل، وشروعها في اكتتاب التوقيعات، في خطوة ستزيد في الضغط على “شقيقاتها” في الأحزاب الإسلامية المقبلة أواخر الأسبوع الجاري على الحسم في الملف. ونشرت الحركة على حسابها الرسمي، إعلانا قصيرا، أمس، قالت فيه إن المكتب التنفيذي الوطني، قرر سحب مطبوعات الإكتتاب الفردية للترشح للانتخابات الرئاسية باسم رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن ڤرينة. وأن هياكل الحركة ستنطلق في جمع التوقيعات بعد تسليمها من طرف مصالح وزارة الداخلية. وأكدت البناء، في بيان توضيحي، بأنها معنية بالانتخابات الرئاسية في كل الخيارات المطروحة أمام مجلس الشورى وعلى رأسها الدخول بمرشحها للتنافس وتقديم رؤية وبرنامج الحركة ضمن مقاربة “الجزائر للجميع”. وقررت لهذا الغرض تفعيل عمل الهيئة الوطنية للحملة الانتخابية والهيئات الانتخابية المحلية للحركة، وتقرر أيضا عقد لقاء رؤساء الهياكل الولائية التنفيذية والشورية للشروع العملي في التعامل مع الانتخابات واستمرار الحوار والتواصل مع مختلف مكونات الساحة السياسية في ظل تطورات المشهد الانتخابي. وحثت البناء الحكومة على” توفير بيئة قانونية وإدارية تؤمن التنافس الشفاف والديمقراطي ودعوة الطبقة السياسية والقوى الحية إلى التعاون من أجل أخلقة التنافس الانتخابي”. ويعتقد أن قرار تقديم مرشح عن البناء خطوة تكتيكية تضم زيادة الضغط على حركة “مجتمع السلم” التي تناقش أواخر الأسبوع الجاري الموقف من هذه الانتخابات، وسط توجّه لدخول السباق بمرشح عنها. وتعتقد قيادة البناء حاليا، أن الظروف الحالية في الساحة، وخصوصا في ظل الصراع المحتدم في صفوف “حمس” حول الموقف من الرئاسيات، يعد في خدمتها. وتوجد البناء في منافسة شرسة مع شقيقتها، حيث أطلقت في وقت مبكر من عام 2018 مبادرة سياسية تحت مسمى “من أجل جزائر جديدة”، وهي مبادرة تتقاسم كثير من المبادئ مع شقيقتها اللذوذ، باستثناء الموقف من تمديد فترة حكم الرئيس الحالي بعام واحد وهو مقترح لم يلق قبول شركاء السلطة رغم تحمس جناح فيها له، وتقطع قيادة البناء بهذا القرار الطريق أمام أي محاولة من قيادة حمس لطلب دعم مرشحها المحتمل، كما يؤشر القرار لابتعاد مسار الوحدة بين القوتين الإسلاميتين رغم تمسكها بهذا الخيار. وفهمت قيادة البناء من اختيار نائب رئيس حمس، عبد الرزاق عاشوري، كان ضمن حركة التغيير التي انشقت البناء عنها لقيادة مسار التفاوض حول الوحدة، دليل على عدم جدية قيادة “حمس” في السير في منهج إعادة اللحمة بينهما. وتعتقد قيادة حمس، من جهتها، أن “البناء” منخرطة في مخطط سلطوي لإضعافها وتشتيت انتباهها. وسيكون لهذا القرار تأثيره على خيارات شريكي البناء في تحالف الاتحاد من أجل النهضة والبناء في ظل الشكوك حول مشاركة عبد الله جاب الله، رئيس العدالة والتنمية في هذه الانتخابات، وغموض موقف قيادة حركة النهضة، مع توقعات بانخراط التيار البراغماتي في الحركة مسار دعم مرشح السلطة مستفيدا من خروج التيار الذي قاد التنظيم إلى أقصى المعارضة. وترغب البناء من خلال تحدي الرئاسيات اختبار قدرتها على التجنيد وموقعها في خارطة الناخبين الإسلاميين.