أطلق حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، نداء سياسيا على شكل مبادرة، لتجاوز ما اعتبره "الانسداد التاريخي"، وذلك ب"فتح نقاش مع المناضلين السياسيين والنقابيين والجمعويين والمواطنين الراغبين في المشاركة في إنشاء فضاءات تشاور بهدف تحسيس المواطنين وتعبئتهم من أجل بناء ميزان قوى يسمح بانطلاقة جديدة". دافع محسن بلعباس، رئيس الأرسيدي، اليوم، خلال نزوله ضيفا على منتدى "ليبرتي"، عن خيار مقاطعة الرئاسيات، اعتبارا من أن البلاد مقبلة على عملية تعيين رئيس وليس إجراء انتخابات. وقال إن حزبه يفكر في مرحلة ما بعد الرئاسيات، عبر السعي لتكوين ميزان قوى جديد والتفكير في كيفية بناء سلطات مضادة داخل وخارج النظام السياسي، من خلال نداء جديد قرأ مضمونه على الحضور. وأوضح نداء الأرسيدي أنه "في ظل ساحة وطنية يحكمها البوليس السياسي، لم تعد المواقف الجاهزة كافية لاستيعاب وضع متعطل داخليا وغير مفهوم خارجيا". وأضاف أن "الهدف من هذا المسعى هو إعادة التفكير في تنظيم وتسيير الدولة والجمهورية ككل، من أجل الخروج من الأزمات الدورية التي تمر بها البلاد منذ الاستقلال". وأوضح النداء أن مخرجات هذه اللقاءات، ستكون محل تقييم أولي سيجري قبل 18 أفريل 2019. وعاد بلعباس إلى موقف حزبه الذي لا يرى جدوى في المشاركة في الانتخابات. وقال: "نحن قلنا في السابق، إنه إذا لم يقم النظام بخطوات قوية وجريئة، فإننا سنكون أمام تعيين للرئيس وليس انتخابات. وفي ظل هذا الوضع، لا يمكن التحدث حتى عن مقاطعة للانتخابات، لأنه لا يوجد انتخابات أصلا". لذلك قرر الأرسيدي، حسبه، إطلاق هذا النداء، من أجل إيجاد حل جذري لهذه الأزمة السياسية الدورية التي تتكرر مع كل انتخابات. وعلّق رئيس الأرسيدي على بعض الأفكار المطروحة في الساحة، خاصة ما يتعلق بدخول المعارضة بمرشح توافقي كما دعا لذلك رئيس حزب العدالة والتنمية عبد الله جاب الله. وقال في هذا الصدد: "لا أعتقد أنها خطوة نابعة عن قناعة، لأنه إذا كان جاب الله لا يؤمن بوجود انتخابات، فكيف يدعو لمرشح توافقي؟". وردّ بلعباس على منطق من يقول بأن المشاركة ستضمن الحضور الإعلامي والسياسي، بالقول إنه في 2014 لم تُعط أي فرصة للمعارضة في التلفزيون العمومي إلا مرة واحدة دون أن يسمح لهم بعرض أفكارهم". من جانب آخر، استغرب محسن بلعباس، هجوم المرشح علي غديري، على المعارضة، وقال إنه بغض النظر عن كلامه المردود عليه، كان على هذا المترشح الذي يقول بأن لديه رتبة لواء، أن يكون رجلا استراتيجيا ويحاول كسب المعارضة بدل الهجوم عليها". وأبرز رئيس الأرسيدي، أن غديري مترشح مجهول وليس لديه برنامج غير الشعارات التي يحسن الجميع ترديدها. وأبرز أن "الحل في الجزائر لا يكون عبر مُخلّص كما يعتقد البعض".