سجلت استجابة واسعة للإضراب الذي دعت إليه اليوم الأربعاء النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص احتجاجا على الأخطار التي تواجه الصيدلي أثناء تأدية مهامه. وكانت الاستجابة "شبه كلية" للإضراب الذي دام من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار بولايات شرق البلاد حيث قدرت بولايتي قالمةوخنشلة ب 100 بالمائة، حسبما أكده المنسقان الولائيان للنقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص بهاتين الولايتين كمال طولقي وخالد ولد عمار على التوالي. وحسب طولقي "استجابت 149 صيدلية خاصة بولاية قالمة لنداء النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص احتجاجا على ما يتلقاه الصيدلي من أخطار في صرف المؤثرات العقلية لمرضاه والتي جعلته عرضة يوميا لاعتداءات المجرمين والسرقة والتهديد حتى بالقتل ونتيجة أيضا للفراغات القانونية التي تسببت في تغريم وسجن عديد الصيادلة"، مؤكدا بأنه "تم ضمان الحد الأدنى من الخدمة". في حين قال ولد عمار بأن "116 صيدلية خاصة من أصل 116 متواجدة عبر كافة تراب ولاية خنشلة كانت في الموعد وأغلقت أبوابها احتجاجا على الأوضاع المهنية المتردية للصيدلي". وتكررت نفس مشاهد الاستجابة الكلية للإضراب بولاية أم البواقي حسب ممثلي نقابة الصيادلة بالولاية في حين كانت نسبة الاستجابة حسب المنسقين الولائيين لنقابة الصيادلة بكل من سكيكدة وميلة سيف الدين بن سلامة وعمار قشود 93 و99 بالمائة على التوالي مع ضمان الحد الأدنى من الخدمة. وبينما تم تسجيل نسب استجابة متباينة لهذا الإضراب بولايات سوق أهراس وقسنطينة وباتنة عملت الصيدليات العمومية المتواجدة بولايات شرق البلاد بشكل عادي، حسب ما لوحظ. نفس درجة الاستجابة للإضراب عرفتها صيدليات ولايات جنوب الوطن، حيث قدرت بنسبة 100 بالمائة على مستوى ولاية ورقلة والذي دام نصف يوم للمطالبة بالخصوص بضمان شروط" آمنة" لممارسة نشاط الصيادلة، حسب المكتب الولائي للنقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص. وتم ضمان المداومة خلال فترة الإضراب من قبل 6 صيدليات موزعة عبر كل من ورقلة وتقرت وحاسي مسعود والحجيرة وذلك من بين 176 صيدلية تحصيها الولاية، كما صرح نائب الرئيس والناطق الرسمي للمكتب الولائي للنقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، فوزي رزاق بارة. كما سجلت أيضا استجابة لهذه الحركة الإحتجاجية للصيادلة الخواص بولايات تندوف والوادي وتمنراست (100 بالمائة) وبدرجة أقل بولاية الأغواط. كما قام الصيادلة الخواص بولايات الغرب الجزائري بإضراب، حيث كانت التعبئة معتبرة بوهران ومستغانم وعين تموشنت. وظلت الصيدليات بهذه الولايات مغلقة من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار, باستثناء البعض منها التي ضمنت الحد الأدنى من الخدمات. واعتبر الممثلون المحليون لنقابة ''سنابو'' بأن هذه الحركة الاحتجاجية قد عرفت "استجابة واسعة" بين مهنيي القطاع وذلك بنسبة 98 بالمائة بمستغانم و 90 بالمائة بعين تيموشنت و 98 بالمائة بتيارت. وفي الولاية الأخيرة, فقد أضرب عن العمل ما لا يقل عن 276 صيدلي من مجموع 282. وجاء الإضراب بعد وقفة احتجاجية يوم 20 ماي الجاري قام بها أكثر من مائة صيدلي أمام مقر وزارة العدل للمطالبة بإعادة النظر في القانون المتعلق بتصنيف المؤثرات العقلية في الجريدة الرسمية وإطلاق سراح الصيادلة الموقوفين على خلفية بيعها. وأثار ممثلو النقابة المذكورة الانتباه أيضا إلى "الظروف الصعبة" التي يمارس فيها الصيادلة عملهم حيث أنهم معرضون لكل أنواع التهديد من طرف تجار المؤثرات العقلية ومستهلكوها. وتعرضت ما لا يقل عن عشر صيدليات بولاية تيارت للسرقة قصد الحصول على المؤثرات العقلية منذ بداية السنة الحالية، كما أشير إليه. وبوسط البلاد عرف نداء الإضراب الذي دعا إلى تنظيمه المكتب الوطني لنقابة الصيادلة الخواص عبر مختلف ولايات الوطن "استجابة متفاوتة". فبولايات البليدة وتيبازة والشلف وتيزي وزو لقي هذا النداء استجابة واسعة من طرف الصيادلة الخواص الذين أوصدوا أبواب صيدلياتهم صبيحة اليوم (إلى غاية منتصف النهار) أمام المواطنين بعدما أقدموا على تعليق منذ أمس الثلاثاء لافتات تعلمهم بحركتهم الاحتجاجية فيم أقدم آخرون على هذه العملية منذ نحو أسبوع. وبتيزي وزو أوضح رئيس المكتب المحلي للصيادلة الخواص اسماعيلي مولود أن من أصل 300 صيدلية ناشطة على مستوى الولاية استجاب لهذا النداء 295 صيدلي. وطالب هؤلاء الصيادلة على لسان رئيس المكتب الولائي لنقابة الصيادلة الخواص، عياد وليد، الإفراج عن قوانين تضمن الحماية للصيدلي خاصة ما تعلق ببيع المؤثرات العقلية مشيرا إلى أن الصيدلي معرض لكافة أشكال الأخطار في ظل الفراغ القانوني الحالي. وعلى النقيض لم تشهد ولايات أخرى كالمدية والجلفة وبومرداس استجابة واسعة لنداء الإضراب حيث لوحظ عمل عادي للصيادلة خلال الفترة الصباحية من نهار اليوم.