فايد يؤكد التزام الجزائر بتعزيز التعاون العربي الافريقي    الاقتصاد الوطني سينمو ب 5ر4 بالمائة في 2025    فلاحة: ربط أكثر من 40700 مستثمرة فلاحية بالكهرباء منذ 2020    كانكس 2024: زيتوني يتحادث مع المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا    وزارة الشؤون الخارجية تنظم وقفة ترحم على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961    جيدو/ بطولة العالم العسكرية: المنتخب الوطني يتوج بثلاث ميداليات    باتنة: مشاركة أزيد من 500 مختص في الملتقى التاسع لأمراض الكلى    اليوم الوطني للهجرة: تكريم المجاهدين وعائلات الشهداء وتدشين عديد المرافق بغرب البلاد    تنس الطاولة/بطولة افريقيا: تأهل الثنائي جلولي وكساسي لنهائي الزوجي المختلط    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا الى 42 ألفا و438 شهيدا    الصحراء الغربية: مجلس الأمن يعقد جلسة مشاورات مغلقة حول "المينورسو"    تحويل الاملاك العقارية المصادرة محور اجتماع مجلس مساهمات الدولة برئاسة الوزير الأول    افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية: حفل فني جزائري إفريقي بأوبرا الجزائر    حيداوي يشرف على تنصيب اللجنة التنظيمية المحلية    الجزائر توجّه صفعة دبلوماسية للكيان الصهيوني    وصمة عار في جبين فرنسا    مجازر أكتوبر فضحت وحشية الاستعمار    150 مؤسسة تشارك في معرض بالدوحة    إمكانية طرح مشاريع للاستكشاف عن المحروقات في البحر    8 منتخبات تضمن رسميا تأهلها    بداني يستقبل نائبا عن ولاية تيارت    والي بومرداس تعد بالتّكفل بانشغالات السكّان    إقبال كبير للنسوة على تخليل الزيتون    684 مليار.. ديون سونلغاز الجلفة لدى زبائنها    لا حلّ في ليبيا إلا بالانتخابات    إحباط محاولات إدخال 5 قناطير من الكيف    فرنسا تسمم زعماء إمارة أولاد سيدي الشيخ    الابتلاء من الله تعالى    17 أكتوبر شاهد على التضحيات العظيمة للشعب الجزائري    الحل في ليبيا لن يكون إلا عن طريق الانتخابات    رئيسة الهند تزور تيبازة    رئيسة الهند تنهي زيارة دولة إلى الجزائر : اتفاق على ترقية التعاون في مختلف المجالات    مندوب الجزائر بمجلس الأمن : الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية    ناباك 2024: مناقشة حول إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحدياته في الجزائر    غليزان.. منح أكثر من 300 رخصة لحفر آبار للسقي الفلاحي    معسكر.. ترقب استلام أزيد من 660 مسكن عدل نهاية السنة المقبلة    الفريق أول شنقريحة يتباحث مع قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية    المهرجان الدولي للمسرح ببجاية: مسرحية "تيرا مادري" للفرقة الإيطالية "تياترو بلو" أو نداء نجدة الطبيعة    وزراء الثقافة الأفارقة يناقشون الاقتصاد الابداعي الشامل اليوم    النعامة.. وفاة سبعة أشخاص وجرح 19 آخرين في حادث مرور ببلدية مغرار    هذا سجل مشاركات الجزائر في كأس إفريقيا    فتح باب الترشح للانضمام إلى قائمة الوسطاء    هذا ما قالته أديداس عن قمصان الخضر ..    منصّة رقمية لتسيير مصالح الاستعجالات    اليوم الدولي للنساء الريفيات: التأكيد على دعم الدولة لتعزيز النتائج المحققة    اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين في إضراب وطني لمدة 3 أيام    صحة: منصة رقمية لتسيير وتنظيم جميع مصالح الاستعجالات الطبية    سايحي يشرف على لقاء حول "الرقمنة والاستعجالات الطبية والتلقيح ضد الدفتيريا"    الكونفدرالية الافريقية "كاف" تشيد بتألق "الخضر" في تصفيات ال"كان"    حملة تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    المنتخب الجزائري لتنس الطاولة في مواجه ساخنة مع النيجيري    الخضر يتاهلون إلى كأس أفريقيا للأمم 2025    المهرجان الدولي للمسرح ببجاية : رقصة السماء.. مزيج ساحر بين المسرح، السينما والفيديو    تنظمه جامعة باتنة.. ملتقى وطني حول التعددية اللغوية في المنظومة التربوية والجامعية    نعمة الأمن لا تتحقق إلا بوجود 4 مقومات    هكذا نزلت المعوذتان على النبي الكريم    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النواب في ورطة.. نرضي السلطة أم الشعب؟
نشر في الخبر يوم 16 - 10 - 2019

غرق نواب ما كان يسمى قبل 22 فيفري الماضي بالأغلبية البرلمانية الموالية للسلطة في بحر من الحيرة والقلق جراء موجة الرفض الهائلة لمشروع قانون المحروقات الجديد الذي تقترحه حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي.
مصدر القلق والخوف حالة الغضب الشعبي على المشروع، التي وصلت بشائرها إلى قبة البرلمان الأحد الماضي باعتصام جمع غفير من المواطنين والطلبة، طالبوا خلاله النواب بعدم التعاطي مع مشروع القانون الذي يصفونه ب"قانون العار".
ولم يخف عدد كبير من النواب خوفهم من مآلات هذا القانون عليهم، متسائلين في لقاءات ماراطونية داخل مكاتب اللجان وفي كواليس مبنى المجلس الشعبي الوطني عن مصيرهم في حال وافقوا على مشروع الحكومة، في وقت يطالب المواطنون بتأجيله إلى ما بعد الرئاسيات.
ولعل أول المعنيين بهذا القلق والتساؤل رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، الذي جاء إلى منصبه من بوابة المعارضة ممثلة بكتلة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، وسط رفض ممن كان يجدر بهم أن يكونوا حلفاءه من التيار الإسلامي ومن أحزاب التيار الديمقراطي.
وما يزيد من حرج سليمان شنين أن مترشح حزبه "حركة البناء الوطني"، عبد القادر بن ڤرينة، لم يتوان عن إعلان رفضه لمشروع حكومة نور الدين بدوي، مبررا ذلك بلغة هادئة مفادها أنه من الأفضل والمعقول إرجاء تمرير القانون إلى ما بعد الرئاسيات المقبلة، باعتبار أن القانون يكتسي طابعا استراتيجيا وأن الحكومة الحالية غير مؤهلة شعبيا وأخلاقيا للبت في قوانين بهذه الأهمية.
وينسحب هذا الوضع على باقي التشكيلات السياسية الممثلة في البرلمان. فأحزاب الموالاة السابقة وقفت ضد خطوة حكومة بدوي المطالب بالرحيل من طرف الحراك الشعبي، وأيضا فعاليات المجتمع المدني والطبقة السياسية والشخصيات الوطنية التي تحاورت مع هيئة كريم يونس للحوار والوساطة، وهو ما جعل النواب المنتسبين للأفالان والأرندي والحركة الشعبية الجزائرية وحزب "تاج" يتحركون في كل الاتجاهات داخل المجلس الشعبي الوطني لاستقراء الاتجاه الصحيح بعد أن تعطلت بوصلتهم.
في السابق، كان هؤلاء يتلقون الإيعاز بتأييد كل مشاريع الحكومة وعدم تقديم أي تعديلات على النصوص القانونية مهما كانت خطورة هذه الأخيرة (ولو بإضافة فاصلة)، لكن وبفضل الحراك الشعبي غير المسبوق فإن الكثيرين يؤكدون أنهم تحرروا من التعليمات الفوقية، وبالتالي سيتعاملون مع القانون في حال تمت برمجته للنقاش بكل حرية ومسؤولية تماشيا مع مطالب الحراك الرافض له.
ويبدو أن الحكومة مصرة على المضي في مسعاها، خاصة بعد أن تضمنت كلمة نائب وزير الدفاع رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أمس، أمام قادة القوات البحرية، بالعاصمة، تنويها بمشاريع القوانين التي صودق عليها في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، الأحد الماضي، وهي قانونا المالية 2020 والمحروقات، بالإضافة إلى تعديلات القانون الأساسي للمستخدمين العسكريين. كما سيجد كل من الأمين العام بالنيابة للأرندي، عز الدين ميهوبي (المترشح للرئاسيات)، صعوبة في تبرير جدوى تحفظه على مشروع قانون المحروقات في حال أصرت الحكومة على تمريره، خاصة إذا علم أن الأفالان والأرندي لم يسبق لهما أن عارضا قانونا واحدا منذ 1997، باستثناء قانون منع استيراد الخمور الذي اقترحته حركة الإصلاح الوطني في قانون المالية 2004.
وخلاف ذلك، لم يستطع البرلمان الجزائري قول "لا" لأي حكومة، بل كان مشاركا للحكومات المتعاقبة في إصدار وتمرير القوانين غير الشعبية خلال العقدين الماضيين.
وتعليقا على "الجعجعة" الحاصلة في المجلس الشعبي الوطني، شكك نائب رئيس المجلس السابق، حاج العايب (نائب الأفالان عن ولاية باتنة)، في تصريح ل"الخبر"، في نوايا حكومة بدوي التي وصفها بأنها حكومة أنشأتها العصابة القابعة في السجن بتهم الفساد والتآمر على الدولة والجيش الوطني الشعبي، فكيف نقبل اليوم قانونا تتقدم به؟
وتساءل: "لا أفهم سبب تسرع هذه الحكومة في دعوة البرلمان لمناقشة والتصويت على القانون، لم يتبق للانتخابات الرئاسية سوى 57 يوما؟"، مضيفا: "لماذا لا يترك الأمر للرئيس القادم الذي سيجد نفسه مكبل اليدين بقانون هام يرهن ثورة الأجيال القادمة؟". وعن موقف قيادة الأفالان ونوابه في البرلمان، قال النائب حاج العايب: "أين الأفالان؟ لم يبق شيء اسمه الأفالان، كما لم يبق شيء اسمه المجلس الشعبي الوطني، حكومة العصابة هي التي تتحكم في الأمر ولا يمكننا الاستمرار في تغطية الشمس بالغربال".
وذكّر الحاج العايب بما وقع سنة 2005 عندما تقدم شكيب خليل، وزير الطاقة آنذاك، بمشروع قانون يخص قطاع المحروقات، ولم يعلن رفضه له سوى وزير الداخلية وقتها، نور الدين يزيد زرهوني، لكن في النهاية تمت المصادقة على القانون في البرلمان بعدما ضغطت الحكومة برئاسة أحمد أويحيى، قبل أن يتم تعديله في العام الموالي بعد زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز للجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.