أنهى المنتخب الجزائري التزاماته لسنة 2019 بالعلامة الكاملة، بعد أن وفق، سهرة أول أمس، في العودة بالفوز من بوتسوانا، محافظا على رصيده خاليا من الهزائم، وهو أمر لم يتحقق منذ سنة 1990، وهي السنة التي تتشارك مع السنة الحالية في كونها شهدت أيضا تتويجا قاريا كان الأول من نوعه للجزائر، لكن أرقام "الخضر" من بلماضي تبقى أفضل من تلك المسجلة مع المرحوم كرمالي قبل قرابة 3 عقود. وبلغة الأرقام، خاض المنتخب الجزائري، سنة 2019، 16 مباراة مقابل 9 مباريات فقط سنة 1990، الأولى كانت في 22 مارس الماضي على ملعب تشاكر بمناسبة استقبال منتخب غامبيا (تعادل 1-1) وآخرها كان الفوز على بوتسوانا (1-0) برسم ثاني جولة من تصفيات "كان" 2021، لتكون الحصيلة الإجمالية 12 فوزا و4 تعادلات مقابل 7 انتصارات و2 تعادلين سنة 1990. وتميز الخط الأمامي ل"ّالخضر" في عام 2019 بفعالية استثنائية، حيث وفق في زيارة شباك الخصوم في 30 مناسبة، ليكون مهاجم السد القطري، بغداد بونجاح، هداف "الخضر" لهذا العام برصيد 8 أهداف، متقدما على "صديقه" يوسف بلايلي الذي وفق في تسجيل 5 أهداف ثم القائد رياض محرز في المركز الثالث برصيد 4 أهداف. بالمقابل، كان دفاع "الخضر" سدا منيعا في وجوه منافسيه، حيث استقبلت شباك مرمى رايس مبولحي، العام 2019، 7 أهداف فقط، وكان المنتخب المالي في ودية المنتخبين بقطر هو الوحيد الذي وصل إلى الشباك الجزائرية مرتين في مباراة واحدة، مع الإشارة إلى أن حارس الاتفاق السعودي وفق في الحفاظ على عذرية الشباك خلال آخر 3 مباريات. ووصل المنتخب الجزائري (نسخة بلماضي) إلى المباراة 17 دون خسارة، وهي الأفضل على الإطلاق بعد أن تجاوزت تلك المسجلة مع المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي والتي توقفت عند الخسارة أمام إيران في ذهاب الكأس الأفرو آسيوية لعام 1991 عند الرقم 15. وبفضل هذه النتائج والأرقام الرائعة التي يبقى أبرزها تحقيق اللقب القاري بمصر، سجل المنتخب الجزائري سنة 2019 قفزة نوعية في تصنيف الاتحادية الدولية لكرة القدم "فيفا" من المركز 67 في التصنيف الصادر في 20 ديسمبر 2018 إلى المركز 38 في التصنيف الأخير الصادر نهاية شهر أكتوبر الماضي، مع توقعات بكسب مراكز إضافية في تصنيف شهر نوفمبر. وبعد سنة حافلة من الإنجازات والأرقام، تلوح سنة 2020 بالمواعيد الهامة لكتيبة جمال بلماضي بداية من شهر جانفي المقبل وموعد قرعة تصفيات كأس العالم 2022 بالدوحة والكشف عن هوية المنتخبات الثلاثة التي ستنافس الجزائر في واحدة من المجموعات العشر التي ستفرزها القرعة من أجل الظفر بتأشيرة الصعود للدور الأخير الفاصل المؤهل لمونديال قطر، وهي التصفيات التي ستنطلق شهر مارس المقبل وتستمر معها تصفيات "كان" 2020 التي تعود شهر أوت من العام نفسه.