جاءت قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 رحيمة بالمنتخب الجزائري من الناحية النظرية لتصب كافة الترشيحات في صالحه لمرافقة منتخب السنغال “المونديالي” للدور ثمن النهائي من “الكان”. وضعت القرعة التي سحبت، سهرة أول أمس، بمنطقة الأهرامات بالجيزة، المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات السينغال وكينياوتنزانيا، وهي مجموعة تبدو في المتناول على الورق، خاصة إذا تمت مقارنتها بتلك التي أسفرت عليها الطبعات الثلاث الأخيرة مع مجموعة ضمت تونس والطوغو وكوت ديفوار في دورة 2013 بجنوب إفريقيا ومجموعة جنوب إفريقيا وغانا والسينغال في دورة 2015 بغينيا الاستوائية، وأخيرا مجموعة زيمبابويوتونس والسينغال في دورة 2017 بالغابون. وتعرف هذه الطبعة ولأول مرة منذ نسخة 1996 بجنوب إفريقيا، مشاركة 24 منتخبا وزّعت على 6 مجموعات، مع تأهل رائد ووصيف كل مجموعة إلى الدور ثمن النهائي، فضلا عن أفضل 4 منتخبات تحل في المركز الثالث. ويستهل المنتخب الجزائري مشوار النهائيات بمواجهة منتخب كينيا (العائد للبطولة بعد 15 سنة من الغياب) في 23 جوان المقبل على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، وهي أول مواجهة بين المنتخبين في إطار نهائيات “الكان”، فيما حملت أخر مواجهة رسمية بينهما ذكرى سيئة للمنتخب الجزائري عندما خرج بطريقة دراماتيكية من تصفيات مونديال فرنسا 1998 أمام ذات المنتخب، بعد أن عجز عن تعويض خسارته ذهابا بنيروبي ب1-3 مكتفيا بفوز صغير في ملعب 5 جويلية (شهر جوان 1996) بهدف عبد الحفيظ تاسفاوت. وللمرة الثالثة على التوالي، تضع القرعة منتخب السينغال في طريق المنتخب الجزائري بعد دورتي 2015 بغينيا الاستوائية والتي شهدت فوز الخضر بهدفي محرز وبن طالب ودورة 2017 بالغابون والتي انتهت على وقع التعادل (2/2) وسجل يومها إسلام سليماني ثنائية، ليكون ملعب الدفاع الجوي يوم 27 جوان المقبل على موعد المواجهة الثالثة بينهما على التوالي والرابعة في التاريخ (المواجهة الأولى عرفت أيضا فوز الجزائر في نصف نهائي كإس إفريقيا للأمم 1990). ويبدو منتخب السينغال الحلقة الأقوى في هذه المجموعة، باعتراف المدرب جمال بلماضي الذي يضع “أسود التيرانغا” (يحتلون صدارة إفريقيا في التصنيف الشهري للفيفا) كأول المرشحين للظفر بالتاج القاري، وهو ما تؤكده لغة الأرقام، حيث حقق رفقاء نجم ليفربول الانجليزي، ساديو ماني، مشوارا هو الأفضل في التصفيات، ولو أن ذلك يبقى بحاجة لتأكيد في النهائيات التي لم تعرف من قبل أي تتويج لهذا البلد بالتاج القاري ولا أي فوز على الجزائر. ويختتم رفقاء سفيان فغولي في الفاتح جويلية على ملعب السلام، مباريات دور المجموعات بمواجهة منتخب تنزانيا في أول مواجهة بين المنتخبين على هذا المستوى، بعد أن كان المنتخبان قد تقابلا آخر مرة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017 وشهدت المواجهة الأخيرة قبل 4 سنوات اكتساحا جزائريا للشباك التنزانية بسباعية كاملة. ويخوض المنتخب الجزائري، أول مباراتين له على ملعب الدفاع الجوي، وهو الملعب الرئيسي للقرية الرياضية الخاصة بقوات الدفاع الجوي، يقع بمنطقة التجمع الخامس بمحافظة القاهرة ويتسع ل 30.000 متفرج، على أن يجري حصصه التدريبية بمركب نادي انبي، فيما تم تحديد مكان الإقامة من طرف اللجنة المنظمة على مستوى فندق “روايال ماكسيم كمبينسكي” وهو يبعد ب 11 كلم عن ملعب التدريبات و21 كلم عن ملعب الدفاع الجوي، هذا إن لم يطلب الطاقم الفني تغييره. فيما تجري المباراة الثالثة أمام تنزانيا بملعب السلام أو ملعب الإنتاج الحربي سابقا، وهو ملعب يقع في مدينة السلام بضواحي القاهرة بسعة 25,000 متفرج. تم تشييده بتاريخ 2009 بمناسبة كأس العالم للشباب التي احتضنتها مصر.