انتقل إلى رحمة الله، الزميل الصحفي فتحي زعاف، ليلة أمس الجمعة في حدود العاشرة ليلا، في مستشفى أحمد مدغري بسعيدة، بعد صراع مع المرض في العقد الخامس من عمره. وكان فتحي من أبرز الصحفيين المتمرسين والمهنيين الذين اكتسبوا خبرة من الرعيل الأول للصحافة الجزائرية، حيث هزت مواضيعه كراسي الفاسدين والمفسدين بشهادة كل من تابع كتاباته وتقرب منه وتعرف عليه عن قرب، وهو الرجل الشامخ الثابت على مواقفه بعد خبرة في عدة عناوين صحفية اشتغل فيها أبرزها جريدة الرأي وجريدة "الخبر" مكتب سعيدة التي بقي وفيا لها حتى وافته المنية، ولم يتوانى للحظة في تناول قضايا الجزائر العميقة والفئات المهمشة، ويشهد كل من عمل معه بموضوعيته ومهنيته يواجه المتلاعبين بكل شجاعة وجرأة مهما كانت رتبهم أو مهامهم راسما لقلمه أفاقا لنصرة المستضعفين في جريدة "الخبر" والدفاع عن مدينة سعيدة التي قدم لها الكثير وحبها جعله متذمرا في كثير من الأوقات لما وصلت إليه. ونزل نبأ وفاة الزميل فتحي زعاف كالصاعقة على كل محبيه وكذا الأسرة الإعلامية بالولاية وزملائه في "الخبر". وحتى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المحلية التي عجت بصور الترحم والتعازي لعائلته، وحزنا على فقيد سعيدة الذي احتك ورافق جميع أطياف المجتمع. ومنذ سنة تقريبا أصيب فتحي بوعكة صحية أدخلته المستشفى ثم ألزمته الفراش حتى غادرنا في صمت، وخلال آخر زيارة له في المستشفى كان يردد الحمد لله محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره، حاملا لهمه وهم المجتمع، تاركا وراءه عائلة صغيرة متكونة من ثلاثة أطفال وأم كلهم حسرة وألم كبيرين بهذا المصاب الجلل الذي ألم بهم، وخلف الفقيد تاريخا نظيفا بعد أن سَخَر نفسه لهذه المهنة النبيلة في محاربة قلاع الفساد التي نخرت جسد الجزائر وهو من موقعه وببساطته كان مقاوما فذا لا يداهن أحدا ما جعله يكسب القلوب بمعاملته الطيبة ومواضيعه الدقيقة.