استفاق صباح اليوم سكان ولاية بشار على خبر حزين يتعلق بوفاة الدكتور عباد الربي عن عمر ناهز 62 سنة، رسم فيها ملامح الإنسان الناجح والطبيب المتواضع والخلوق، فالرجل عرف بإلتزام ديني وحسن دماثة ويد كريمة ويشار له بأنه من أهل إصلاح ذات البين. الحاج عباد من مواليد 20 جويلية 1958، تحصل على شهادة البكالوريا سنة 1976 بمعدل أهله لدخول كلية الطب التي تخرج منها "طبيبا عاما" سنة 1988، قبل أن يرفع التحدي ويقرر التخصص في أمراض النساء والتوليد بتكوين خاص في فرنسا، ليعود إلى الجزائر سنة 1990، ويلتحق بمستشفى مستغانم، إلى أن وجهت له الدعوة من طرف مديرية الصحة سنة 1991 للعمل بولاية بشار، ليكون أول طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد بولاية بشار. يعد الحاج عبد الربي مرجعا خاصا للأطباء في مجال اختصاصه، كون الرجل حافظ على طول نفسه في مجال البحث العلمي، وصار يتابع آخر الأبحاث العلمية و ما توصل إليه الطب الحديث في مجال إختصاصه، إلى أن إلى صارت عيادته تعج بالمرضى من جميع بلديات الولاية و أحيانا من ولايات مجاورة، وهذا لدقة تشخيصاته فضلا عن أسلوب المعاملة المتميز الذي عرف به. الحاج عباد الذي هزمه المرض في الأيام الأخيرة ترك عائلة مكونة من ثلاث أبناء وبنت وحيدة وحفيدة، إلى جانب تاريخ من "طبيب" قل نظيره فالرجل حميع بين العلم والكرم والفضيلة والتواضع وإصلاح ذات البين وعلاقات طيبة سواء مع عامة الناس أو مع مستخدمي قطاع الصحة من أطباء وممرضين و إداريين، وهي صفات جعلت صفحات الفايسبوك المحلية تعج بالسواد حزنا على فراقه.