أثارت الحملة الّتي أطلقتها الحكومة الفرنسية، ضدّ عشرات الشّخصيات المسلمة في البلاد، بعد جريمة قتل مدرّس نشر الرسوم المسيئة للنّبيّ الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، تساؤلات بشأن خلفياتها وحدّتها، خاصة أنّها ترافقت مع تصريحات شديدة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الإسلام قبل أيّام. وشملت الحملة عقب جريمة قتل أستاذ التاريخ صامويل باتي، عمليات توقيف لأشخاص، قالت السلطات الفرنسية إنّهم مشتبه بهم، وزعمت أنّهم وراء فتوى لقتل الأستاذ، علاوة على ذلك قالت إنّها فتحت 80 تحقيقًا بشأن ”الكراهية عبر الإنترنت”، استهدفت ”كلّ مَن عبّر عن أسفه وقال بطريقة أو بأخرى أنّ الأستاذ جلب الأمر لنفسه”. كما شملت إغلاق مسجد في ضاحية بانتان شمال شرق باريس. وعقد مجلس الدفاع الفرنسي جلسة برئاسة ماكرون، قرّر فيها تعزيز الأمن في المنشآت المدرسية في الدخول المدرسي بعد انقضاء إجازة الخريف، واتّخاذ إجراءات وتدابير ملموسة وسريعة ضدّ التّرويج لخطاب الكراهية أو دعمه من قبل مؤسسات أو أفراد. من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرار دارمانان، إنّ ”51 كيانًا مجتمعيًا سيشهد على مدى الأسبوع عددًا من الزّيارات لأجهزة الدولة والعديد من بينها سيتمّ حلّها في مجلس الوزراء، بناء على اقتراحي، من بينها التجمع ضدّ الإسلاموفوبيا في فرنسا”. زاعمًا أنّ ”التجمع ضدّ الإسلاموفوبيا متورّط علنًا في الجريمة” وهناك ”عدد معيّن من العناصر يسمح لنا بالتفكير أنه عدو للجمهورية”. وأشار الوزير دارمانان إلى أنّ العمليات تستهدف ”عشرات من الأفراد ليسوا بالضّرورة على صلة بالتحقيق”، في إشارة إلى أشخاص معروفون لدى أجهزة الاستخبارات بسبب خطبهم المتطرفة ورسائل الكراهية الّتي تبثّ على شبكات التواصل الاجتماعية، لكنّها تهدف إلى ”تمرير رسالة: (...) لن ندع أعداء الجمهورية يرتاحون دقيقة واحدة”. من جانبه، استدعى وزير العدل إريك دوبو-موريتي على وجه السرعة المدعين العامين صباح الإثنين الفائت بهدف ضمان ”التّعاون التام مع المحافظين وقوى الأمن الداخلي في تنفيذ ورصد التّدابير الّتي يتطلّبها الوضع”. كما أعلنت السلطات الفرنسية، أوّل أمس، أنّها ستغلق مسجدًا في ضاحية بانتان المكتظة شمال شرق باريس، اعتبارًا من مساء أمس الأربعاء ولستة أشهر، كجزء من حملتها ضدّ ”التطرف الإسلامي”. وخلّف قتل المدرس الفرنسي صدمة في مختلف أنحاء فرنسا، وتظاهر عشرات الآلاف الأحد المنصرم، بينما قامت مجموعة نساء بإلصاق رسوم مسيئة للنّبيّ الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم على جدران شوارع مدينة تولوز، بهدف ”إغراق مركز مدينة تولوز” بألف رسم كاريكاتيري تأكيدًا على ”حقّهن في التّجديف” حسب تعبيرهن. وقد اعتقلت السلطات الأمنية في تولوز جنوب غربي فرنسا 3 نساء أثناء إلصاقهن رسومًا مسيئة للنّبيّ الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم في شوارع المدينة مساء الإثنين. وارتفع منسوب التوتر على المستوى السياسي أيضًا مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ”خطة عمل” ضدّ ”الكيانات والجمعيات أو الأشخاص المقربين من الدوائر المتطرفة” والّذين ينشرون الدّعوات للكراهية. من جهتها، دعت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، الّتي قد تواجه ماكرون في انتخابات عام 2022 الرئاسية، إلى سنّ ”قانون حرب” وتعليق الهجرة فورًا.