كشفت رسالة وجهتها ما تسمى مؤسسة “تراث جبل المعبد”، إلى وزير أمن الاحتلال الداخلي أمير أوحانا، عن مدى رغبة الاحتلال في تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا تزامنا مع اتفاقيات تطبيع وأفعال وتصريحات مثيرة للجدل من أطراف خليجية داعمة له، حسب ما قالت شخصيتان رفيعتا المستوى في حديثين منفصلين لصحيفة “فلسطين“. وتدعو الرسالة التي نشرها موقع “فلسطين أون لاين“، إلى السماح لأتباع المدارس التلمودية بقضاء كل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلّم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى. وفي رسالتها قالت المؤسسة إنها لا تعترف بالأوقات المحددة لليهود، وترى فيها “تمييزا ضد اليهود” تمارسه شرطة الاحتلال في الأقصى، علما أنها المسؤولة عن تأمين اقتحامات قطعان المستوطنين وحمايتهم بحراسة مشددة. وفي هذا السياق، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن مطامع الاحتلال بالمسجد الأقصى غير محدودة، ويحاول كل مدة تحقيق هدف عدواني جديد. وأشار صبري في تصريح لذات الموقع إلى أن الاحتلال قرر الأسبوع الماضي تمديد فترة اقتحام اليهود للمسجد الأقصى مدة 40 دقيقة إضافية، مشددا على أن دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤول الوحيد عن تحديد الفترات الزمنية المقررة لزيارة غير المسلمين للمسجد المبارك. وأكد الشيخ صبري أن مطالبة المؤسسة اليهودية بشأن تعليم التوراة في المسجد الأقصى وتحديدا في المنطقة الشرقية التي يقع فيها مصلى باب الرحمة، مرفوض جملة وتفصيلا. وحذّر خطيب الأقصى الاحتلال من الإقدام على هذه “الخطوات الجنونية”، محمّلا إياه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما طالب الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد المبارك. واعتبر مطالبات المؤسسة اليهودية دليلا على مخطط رهيب لتقسيم المسجد الأقصى، المشروع الذي تنفذه إسرائيل منذ سنوات طويلة خطوة بخطوة، وبشكل تدريجي وصولا لسحب صلاحيات الوقف الإسلامي في إدارة المسجد. وأكد أن الأجواء التطبيعية من بعض الدول العربية تُجرِّئ الاحتلال على تنفيذ مخططاته تزامنا مع انشغال العالم العربي في صراعاته التي تخدم الاحتلال. وتساءل: “أين الحراك السياسي الرسمي والدبلوماسي؟”. وذكر أن مدينة القدس محاصرة إسرائيليا بشكل مشدد، وقد عزلها الاحتلال عن باقي المناطق من خلال المشاريع الاستيطانية.