تسببت النيران المشتعلة منذ حوالي خمسة أيام في المركز التقني لردم النفايات الواقع بمنطقة لحزيمة على أطراف مدينة بسكرة في حدوث كارثة بيئية نجم عنها انبعاث دخان كثيف تسبب في اختناق المواطنين خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض التنفس و كبار السن والأطفال وسط استياء وتذمر للمواطنين الذين طالبوا بتدخل السلطات المحلية وتجنيد الإمكانات البشرية واللوجيستيكية لإخماد هذه النيران . تفيد المعطيات التي جمعناها أن الدخان الكثيف مصدره نيران سابقة كانت مشتعلة في إحدى جيوب مركز الردم المخصص لرمي فضلات وأوساخ عدة بلديات محيطة بعاصمة الولاية وبفعل الرياح امتدت السنة اللهب في أعلى الخندق رقم 4 مما استدعى في بادئ الأمر تدخل الحماية المدنية لكن لاعتبارات أمنية تراجعت لتسند مهمة الإطفاء لأعوان مؤسسة "سكرا نات" التي جندت آلياتها وأجرت أخرى من أجل جمع الأتربة والرمال لإخماد النيران التي امتدت إلى باقي الخنادق بسبب الرياح التي ساعدتها على الانتشار. مدير المؤسسة العمومية "سكرا نات" يقول أن والي الولاية أمر الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة بتجنيد الوسائل اللوجيستيكية لإخماد النيران . وأشار المتحدث إلى أننا أمام كارثة بيئية نجمت عن نيران سابقة مشتعلة في إحدى خنادق مركز الردم التقني وإنهم يعملون ليل نهار للحد من ألسنة اللهب. واللافت أن بداية هذه الكارثة كانت بظهور دخان كثيف شكل ضبابا برائحة نتنة غطت سماء مدينة بسكرة والبلديات المجاورة خاصة على محور الطريق الوطني رقم 3 المؤدي إلى باتنة أين عانى أصحاب المركبات من هذه المشكلة ليمتد الدخان الكثيف إلى عدة مناطق كعين التوتة بباتنة وبلديات ولاية بسكرة كالڨنطرة، جمورة، الوطاية، البرانيس، الحاجب وطولڨة حيث لا تزال معاناة المواطنين خاصة المرضى الذين ضاقوا ذرعا بهذا الدخان الذي أدى إلى اختناقهم و زاد من متاعبهم خاصة وسط تخوفات وهواجس جائحة كورونا .