حمّل سكان منطقة مكناسة ببلدية وادي سلي في الشلف القائمين على مركز الردم التقني لمكناسة مسؤولية الفيضانات التي وقعت مساء يوم السبت، وتسببت في مقتل 7 أشخاص وفقدان طفلتين، مازالت عملية البحث عنهما متواصلة. وقال أحد سكان مكناسة في تصريح ل"الخبر" إن الرمي العشوائي للأتربة والنفايات الصلبة المتسربة من مركز الردم التقني وصلت إلى مجرى وادي سيدي سليمان، ما ساهم في تضييق مجراه، وبالتالي انحصار المياه وتشكل السيول في المنحدر الذي يخترق السكان ويتجه إلى الطريق السيار الذي غمرته الأوحال والفيضانات ما تسبب في توقف حركة المرور عبره في الاتجاهين لعدة ساعات. وتحدث مواطن آخر من حي مكناسة بغضب عن تقاعس مصالح البلدية في تنظيف مجرى هذا الوادي الذي تراكمت فيه الأتربة ما قلص من قدرة استيعابه للمياه المتدفقة، كما جرفت السيول كميات كبيرة من الحجارة والأتربة وحتى أغصان الأشجار وبقايا النفايات التي كانت السبب في انسداد الجسر الصغير المنجز من قنوات إسمنتية قطرها محدود بمنطقة مكناسة قبل وصول السيول إلى الطريق السيار. وعبّر سكان مكناسة عن استيائهم من غياب المسؤولين المحليين قبل وبعد تجميد المجلس البلدي لوادي سلي، إضافة إلى تجاهل المسؤولين لنداءاتهم طيلة سنوات، حيث طالبوا بتنقية مسار وادي سيدي سليمان ورفع الأتربة المتراكمة به مع تهيئته والتكفل بالمنكوبين الذين طالبوا بالترحيل أو منحهم أراضي تعويضا عما أخذ منهم لإنجاز الطريق السيار من أجل بناء سكنات تحمي أبناءهم من خطر الفيضانات التي أصبحت هاجسا لديهم وتسببت في إصابة كبار السن والأطفال بصدمة نفسية نتيجة ما عايشوه ليلة الفيضان. وذكرت عجوز اعترضت طريق "الخبر" أنها تطالب بالترحيل والتعويض عن الأراضي التي صودرت منهم لإنجاز مشروع القرن، حيث اضطرتهم الظروف إلى إنجاز سكنات بالقرب من وادي سيدي سليمان الذي عادت إليه السيول وجرفت ما وجدته في طريقها بعد سنوات من الجفاف. وتساءلت العجوز والدموع تنهمر من عينيها عن مصير عائلتها وأبنائها الذين توقفوا عن الدراسة بسبب الصدمة النفسية وتراكم الأوحال داخل بيوتهم ووسط المسالك باتجاه المدرسة. وذكر شهود من المنطقة أن غياب السلطات ساهم في الفوضى الحاصلة من رمي للأتربة والنفايات في ضفاف الأودية والشعاب، إضافة إلى استيلاء بعض الفلاحين وأصحاب المال على الأراضي المحاذية لوادي سيدي سليمان، خاصة بالجهة الشمالية للطريق السيار، حيث قام البعض بتسييج مساحات واسعة على حساب مجرى الوادي، الأمر الذي تسبب في تقليص مساحة الوادي، وأدى بالتالي إلى حدوث السيول والفيضانات، وتفيد شهادات أخرى ممن عايشوا الكارثة بأن الضحايا 7 كان بعضهم يتفقد ماشيته وآخرون كانوا على متن سيارة في طريقهم إلى منازلهم ببلدية أولاد بن عبد القادر، حيث باغتتهم السيول الجارفة في نقطة منخفضة من الطريق لتجرفهم السيول التي انتهت بهم على بعد أكثر من كيلومتر من مكان تواجدهم، بينما تواصلت عمليات البحث عن بقية المفقودين. وتقوم الآليات والجرافات والشاحنات، التي تطوع بها مواطنون، بتنظيف آثار الفيضانات ورفع أطنان من الأوحال والأتربة وبقايا جذوع الأشجار من وسط مجرى الوادي والطريق في انتظار إحصاء المتضررين والتكفل بهم ومعالجة النقائص المسجلة بالمنطقة.