كشف رئيس المخابر المركزية والجمعية الوطنية لعلم المناعة، البروفيسور كمال جنوحات، أن " سلالات كورونا المتحوّرة وراء إصابة المتعافين بالفيروس التاجي كوفيد 19 مرة ثانية "، مشيرا إلى أن " مستشفى الرويبة بالجزائر العاصمة سجل حالات خطيرة لأشخاص أصيبوا بالعدوى ثانية ". بعد توثيق عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا للمرة الثانية في جميع أنحاء العالم، من الواضح أن حماية أنفسنا من فيروس كورونا قد تكون معركة مستمرة، على الأقل حتى نحصل على اللقاح. وعلى الرغم من أن المرضى الذين تم شفاؤهم من كورونا يكتسبون الأجسام المضادة بعد الإصابة، إلا أننا لا نعرف كم من الوقت تستمر الأجسام المضادة حسب العلماء، ويمكن أن يؤدي الفشل في اتخاذ خطوات وقائية بسيطة إلى زيادة مخاطر إصابتك، لذا يجب عدم الاستهانة، لأن المرة الثانية قد تكون أكثر حدة من الأولى، خاصة إذا كانت مناعتنا ضعيفة. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور جنوحات، في تصريح أدلى به "للخبر"، أن " الجميع معرضون للإصابة بفيروس كورونا أكثر من مرة، وتكون حدة الإصابة الثانية أقل، وكذلك التعافي يكون أسرع، لكن الإصابة به تختلف بين شخص لآخر، فاستجابة الأشخاص للتعافي تعتمد على قوة جهاز المناعة " . وتابع المتحدث، أن " من يعانون من جهاز مناعي ضعيف كالمصابين بالأمراض المزمنة، وكبار السن قد يواجهون عدوى أكثر خطورة عند الإصابة مرة ثانية، مع ظهور أعراض شديدة مثل آلام في المفاصل، إضافة إلى أعراض بسيوكولوجية ". وذكر رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، أن " نسبة الإصابة بكورونا مرة ثانية بالجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، تراوحت ما بين 4 إلى 5 بالمائة، والسلالات المتحوّرة هي سبب ظهورها، لأنها تنتشر بكثرة وبسرعة ولا تستجيب بقوة مع اللقاحات، خاصة السلالة الجنوب افريقية ". ولتفادي إصابة المتعافين بالنسخ المتحوّرة، ينصح البروفيسور جنوحات المواطنين بإتباع الإجراءات الوقائية من كورونا، لاسيما ارتداء الكمامة في الأماكن العمومية، التباعد الجسدي، غسل اليدين باستمرار، وتجنب الازدحام والأماكن الضيقة، ناهيك عن الحصول على التلقيح ضد الفيروس التاجي. من جانبه، قال الخبير الجزائري، و رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية في المعهد الطبي بمدينة ليون بفرنسا، الدكتور يحيى مكي ل "الخبر" أمس، أن " إصابة المتعافين من السلالة التقليدية بالسلالات المتحوّرة الجديدة، لا يشكل خطرا على الأشخاص الأصحاء، لأنه تتكون لديهم أجسام مضادة تلعب دورا في التخفيف من خطر الإصابة مرة أخرى بكوفيد19 "، وبالتالي يواصل الخبير الجزائري، " الإصابة بكورونا مرة ثانية نادر الحدوث بين الشباب والأشخاص الأصحاء، وحتى إن أصيبوا بالنسخة الجديدة، حالتهم لا تستدعي الدخول للعناية المركزة وتعافيهم المرة الثانية أسهل عن الأولى لاكتسابهم مناعة ". أما " من يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان، ولديهم مناعة ضعيفة، فيكون تعافيهم أصعب حين يصابوا بالفيروس مرة أخرى، وتعد الإصابة المتكررة خطرة عليهم وقد تسبب الوفاة لتأثر أجهزة الجسم والرئتين "، يضيف مكي. وعن فعالية اللقاحات في مكافحة النسخ الجديدة، لفت الخبير الجزائري إلى أنها " نجحت مع النسخة البريطانية والهندية، لأن التحوّرات بها كانت طفيفة، على عكس النسخة الجنوب افريقية التي تحمل بروتين آخر يؤدي لهروب مناعي و تعد إصابتها قوية وخطيرة خاصة لكبار السن". كما أكد أن " اللقاحات بصورة عامة قد لا تحمي من الإصابة بالفيروس، لكنها تمنع من الوصول إلى الحالات الشديدة من المرض، لأن الأجسام المضادة الموجودة في اللقاحات قادرة على محاربة الفيروس حتى وإن حدثت له طفرات " يختم قوله.