استنكر رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحالي، احمد الريسوني في احدى الحصص التلفزيونية واعتبرها مثيرة للفتن بين الشعوب والصادمة لمشاعر الجزائريين وشعوب المنطقة المغاربية كالموريتانيين والصحراويين، ومتطاولة على سيادة الدول وكرامة شعوبها. وعبر بن قرينة عن استيائه من هذه الشخصية الدينية غير المعروفة، على خلفية ما اعتبره خطابها المتعالي، وأسلوبها الاستهتاري المثير وغير المسؤول، لاسيما عندما يوظف مصطلح الجهاد للدخول الى اراضي جزائرية بولاية تندوف، التي حررها شهداء ثورة المليون و نصف المليون شهيد بدمائهم الزكية، الى جانب عدم اعترافه بسيادة دولة موريتانيا". واعتبر بن قرينة الريسوني استغل رفضه العلاقة بين المغرب و النظام الغاصب لأرض فلسطين، ليرفع نداء الجهاد ضد سيادة دول ارضاءا و تملقا لنظام المخزن التوسعي، مفيدا بأنه من واجبه التعليق ومخاطبة "كل علماء الأمة المنضوين تحت هذه الهيئة العلمائية التي لا زلنا نحترم مؤسسيها والغرض النبيل الذي أسست من أجلها ، و إن اختلفنا مع بعض مواقفها السياسية لاسيما عندما تعلق الامر ببعض الاجتهادات اثناء ثورات الربيع العربي" . وتابع بن قرينة، "لقد أصبح يقينا لدينا أن ترؤس مثل هذه الشخصية لهذه الهيئة سوف يضرب بمصداقيتها عندنا، وعليه ينبغي لعلمائنا أن يُبعدوا عن مؤسستهم مثل هذه الشخصيات التي لا تقدر معنى الكلمة ولا مسؤوليتها في إثارة الفتن". ودعا السياسي "علماء الجزائر الافاضل و الاكرام و المنتمين للاتحاد، باتخاذ موقف بمستوى خطورة تصريحات الريسوني، مشيرا الى أن "الاعتداء المتكرر من رموز مغاربة على السيادة و الوحدة الترابية للجزائر هو متنوع و متكرر بشكله الرسمي و بشكله العلمائي ، مع سكوت مطبق من طرف نظام المخزن، الامر الذي يؤكد الطبيعة الاستعمارية و التوسعية المغربية و التي لا تحترم اي مواثيق و لا قوانين دولية و لا حسن الجوار". وذهب بن قرينة الى القول ان الامور تسير بتنسيق و تناغم مدروس و بأهداف مرسومة و محددة و أنه لا يناقض التصريحات التي يدلي بها ملك المغرب (خطاب العرش الأخير) والتي يتأكد كل يوم على انها غير صادقة و هي موجهة للاستهلاك الاعلامي فقط لإيهام الراي العام بالنوايا الحسنة ". بدورها شجبت حركة مجتمع السلم بشدة تصريحات الريسوني مبدية استغرابها ودهشتها لما بدر منه ووصف رئيسها عبد الرزاق مقري ما صدر عن رجل الدين والسياسة المغربي ب" السقطة الخطيرة والمدوية من عالمٍ من علماء المسلمين"، يفترض فيه الاحتكام إلى الموازين الشرعية والقيم الإسلامية، لا أن يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وفق ما سماه "الجهاد بالمال والنفس". وقال مقري ان الريسوني يتحمل مسؤولية تبعات تصريحه هذا، ضمن الظروف الدولية والإقليمية المتوترة التي لا تتحمل مثل هذه الخرجات التي تلهب نيران الفتنة. فيم كان عليه "أن يدعو إلى مسيرات حاشدة في مختلف مدن المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكسر التحالف الاستراتيجي بين بلاده وهذا الكيان المحتل لفلسطين، لا سيما وأن حزبه هو أحد عرابي هذا التطبيع، وكان أمينه العام هو الموقع عليه رسميا". و ا وان يدعو إلى "الجهاد بالمال والنفس" من أجل تحرير سبتة ومليلة المغربيتين. - لافتا الى انه يجهل (أو يتجاهل) أن حدود الجزائر البرية مع المملكة المغربية الشقيقة تم ترسيمها بشكل نهائي بموجب اتفاقية ثنائية وقع عليها الجانبان بتاريخ 15 جوان 1972م، وتمَّ التصديق عليها من مجلس النواب المغربي، وتمَّ تبادل وثائق التصديق بين وزيري خارحية البلدين يوم 14 ماي 1989م. لافتا الى حالة الإفلاس التي وصلت إليها بعض النخب المغربية، ومنها بعض النخب الإسلامية، لهي مؤشر خطير على سلامة واستقرار المنطقة، والتي تطورت من خلال تصريح الريسوني، بعد أن جعلوا المغرب منصة يستعملها الصهاينة لتهديد الجزائر، إلى التصريح الواضح بالأطماع التوسعية على سيادة الدولة الجزائرية ووحدة ترابها.