استجاب قادة عدة دول عربية لدعوات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى حضور القمة العربية المنتظر عقدها يومي 1 و2 نوفمبر القادم، في مؤشر قوي على وجود إجماع مبدئي على مضمون وأجندة القمة من قبل أغلب الدول الأعضاء في الجامعة العربية. انتشر عدة وزراء في الوطن العربي، بصفة مبعوثين خاصين لرئيس الجمهورية، لتقديم دعوات خاصة إلى القادة العرب للمشاركة في القمة العربية 31، وظهر هؤلاء في لقاءات مباشرة مع الرؤساء أو الملوك. ويؤشر مستوى الاستقبال والتأكيدات المبدئية والأولية على أن الملامح الأولى لهذا الحدث السياسي قد بدأت تتشكل، ولا يوجد إلى غاية الآن اعتذارات بعدم المشاركة لأسباب أمنية أو على خلفية خصومات بينية، خاصة بعدما رفعت سوريا الحرج عن الدولة المنظمة، بتفضيلها "عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بالجامعة خلال قمة نوفمبر، حرصا منها على المساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة". ووجهت أولى دعوات الجزائر إلى فلسطين كخطوة تحمل رمزية خاصة، وتبعث رسالة أولية تفيد بأن الجزائر تتمسك بمركزية القضية الفلسطينية، في ظل "هرولة" بعض الأشقاء لتطبيع علاقاتهم مع الكيان المحتل، وإبرام اتفاقيات أمنية وعسكرية معه وتبادل زيارات على أعلى مستوى. ومن المؤكد أن فلسطين ستكون حاضرة ممثلة بالسلطة الفلسطينية، بينما الاستثنائي واللافت هو اجتماع الفصائل الفلسطينيةبالجزائر قبيل انعقاد القمة، بحسب ما كشف عنه وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الخميس الماضي. وشرع رؤساء الدول العربية في تأكيد مشاركتهم في قمة الجزائر، من خلال تصريحات مباشرة وأخرى ضمنية، أو يمكن استنتاجها عن طريق بروتوكول استقبال مبعوثي رئيس الجمهورية، فرئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني أكد حضوره شخصيا في الموعد بمجرد استلامه الدعوة من قبل وزير الداخلية إبراهيم مراد. أما تونس فقد تأكدت مشاركتها من خلال تصريحات الرئيس قيس سعيد الذي رحّب بالدعوة، وأكّد حرصه على تلبيتها، وأعرب عن "يقينه بقدرة الجزائر على توفير أحسن الظروف لإنجاح هذه القمة على كافة المستويات". ووصف قيس سعيد الموعد بأنه "إطار جديد يمكّن من إرساء طرق وتصوّرات تحقق آمال شعوب المنطقة وآمالها، وتلمّ الشمل العربي وتعزّز آليات العمل المشترك، في ظلّ ما يشهده العالم من تحوّلات متسارعة". من جانبه، أشار وزير الداخلية إبراهيم مراد إلى أنّ الجزائر واثقة من المساهمة الفاعلة لتونس في تحقيق الأهداف المرجوّة من هذه القمة، وفي ترسيخ سنّة التنسيق والتشاور بخصوص النقاط والمواضيع التي سيقع التداول بشأنها من أجل إنجاح هذا الحدث العربي، ورسم مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. وفي الشرق الأوسط، تجاوب الرئيس العراقي برهم صالح مع دعوة الرئيس تبون التي نقلها له وزير العدل عبد الرشيد طبي، وأكّد في يومها قبولها وحضور القمة و "دعمها والمشاركة الفاعلة فيها وإنجاحها، باعتبارها مؤتمراً مهماً لتوحيد الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك"، بحسب ما ذكر بيان للرئاسة العراقية. وقبل ذلك، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد حضوره لوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وصرح بأنه "يثمن جهود الرئيس تبون ومساعيه لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة"، مؤكدا "حرصه على المشاركة والمساهمة شخصيا في دعم هذه الجهود، لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربي الهام بنتائج تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية". قيادة السودان بدورها أكدت المشاركة في الموعد العربي عبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، بعد استقبال الدعوة التي حملها وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، حسب ما أفاده بيان لوزارة التجارة. من جانبه، كلف الرئيسُ الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كمال رزيق بتبليغ أصدق تحياته الأخوية إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيدا "بعمق وشائج الأخوة بين الشعبين الجزائري والسوداني، كما أكد مشاركته الشخصية في قمة الجزائر وحرص بلاده للعمل على إنجاح هذا الموعد العربي الهام"، يضيف البيان. كما استلم الرئيس اللبناني ميشال عون دعوة لحضور أشغال الدورة العادية 31 لمجلس جامعة الدول العربية المقرر عقدها يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، غير أنه لم يؤكد بعد مشاركته أو حضوره الشخصي بعد، مثلما جرى مع القادة الآخرين. ومن المؤكد حضورهم أيضا رئيس جيبوتي إسماعيل محمد عمر جيلة، الذي تسلم دعوة من وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، بالإضافة إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين الذي أكد حرص الأردن على "نجاح أعمال القمة العربية المقبلة؛ بما يسهم في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف تجاه التحديات التي تواجه الدول العربية".