بعد غياب دام 15 عاما، تعود هذا العام سلسلة "أعصاب وأوتار" الكوميدية لتضفي على الشاشة الجزائرية لمسة من النوستالجيا والفكاهة الراقية، التي من المتوقع أن تعيد الجمهور إلى زمن جميل مليء بالذكريات الحلوة. في حديث خاص مع "الخبر"، كشف المخرج وكاتب السيناريو المبدع محمد حازورلي عن تفاصيل جديدة حول عودة سلسلته الكوميدية الشهيرة "أعصاب وأوتار".
صرح حازورلي بأنه يعمل حاليا على إعادة مونتاج خمس حلقات من السلسلة، التي أنتجت في عام 2010 ولم تعرض من قبل، وبقيت صالحة في أفكارها لكل زمان ومكان، مؤكدا أن هذه الحلقات الخمس ستعرض خلال شهر رمضان المبارك لعام 2025، لتكون مفاجأة سارة لجمهور السلسلة الذي طال انتظاره.
كما كشف عن أنه سيبدأ تصوير سلسلة جديدة من "أعصاب وأوتار وأفكار" التي ستتألف من 13 حلقة، بعد انتهاء شهر رمضان، التي ستعرض في وقت لاحق من العام نفسه، على أن تضم أشهر وجوه السلسلة القديمة على غرار الفنانة القديرة فتيحة سلطان، ونجم الكوميديا عنتر هلال، والفنان علاوة زرماني وآخرين، إلى جانب وجوه جديدة يتم اختيارها بعناية.
وأوضح حازورلي أنه يفضل ألا يقتصر إنتاج السلسلة على المناسبات الدينية كشهر رمضان، مؤكدا على أهمية تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية، طوال العام. وأضاف أن السلسلة الجديدة ستحمل العديد من المفاجآت، وستتناول قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية ساخرة، تتماشى مع الواقع الحالي، كما عودنا حازورلي في أعماله السابقة.
لا شك أن عودة "أعصاب وأوتار" ستكون صعبة، حسب حازورلي؛ لأن العودة أصعب من البداية، خاصة أنه لا بد من احترام الجمهور وذوقه المتغير، كما قال. وأكد حازورلي أنه بصدد التجهيز لبلاطو كبير، يجمع كل فناني السلسلة على مدى 20 سنة من العطاء لإحياء ذكرى الفنانين الذين كانوا قامات لهذه السلسلة ورحلوا إلى دار الحق، على غرار كمال كربوز، ورشيد زيغمي، وبشير بن محمد، وميميش وآخرهم جمال حمودة.
ويتوقع الوسط الفني بقسنطينة أن عودة السلسلة ستكون حدثا فنيا بارزا في الجزائر، حيث تعتبر "أعصاب وأوتار" علامة فارقة في تاريخ الدراما الكوميدية الجزائرية، فقد استطاعت على مر السنين أن تترسخ في قلوب المشاهدين، وتقدم لهم جرعات من الضحك والفكاهة الراقية؛ ف "أعصاب وأوتار" - حسب هؤلاء - لم تكن مجرد سلسلة كوميدية، بل كانت مرآة تعكس هموم ومشاكل المجتمع الجزائري بطريقة ساخرة معالجة، خاصة أن نجاحها الكبير يعود إلى قدرتها على توصيل الرسائل ببساطة وفعالية، مما جعلها تترسخ في ذاكرة الجماهير.
كما أنه ومن بين أسرار نجاح السلسلة؛ النصوص المكتوبة بعناية فائقة، وكانت تتميز بالذكاء والسخرية اللطيفة، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير، كونه وجد قضايا اجتماعية واقعية بطريقة كوميدية، قريبة إلى قلوبهم، ناهيك عن الأداء التمثيلي المتميز للممثلين البارعين الذين شاركوا في السلسلة وقدموا أداء متميزا، حيث جسدوا شخصياتهم ببراعة واقتدار.
من جهة أخرى، يتطلع جمهور السلسلة بفارغ الصبر إلى مشاهدة الحلقات الجديدة، حسب ما استقيناه من تعليقات على منشور المخرج عبر الفضاء الأزرق، التي من المتوقع أن تحقق نجاحا كبيرا، كما كانت الحلقات السابقة، فحازورلي، حسب المعلقين، يتمتع بخبرة واسعة في مجال الكوميديا، وقدرة على تقديم أعمال فنية تلامس هموم ومشاكل المجتمع الجزائري بطريقة ساخرة لاذعة.
ورغم الحماس الكبير الذي لاقته عودة السلسلة، إلا أنها تواجه تحديات جديدة في ظل التغيرات التي طرأت على عالم الإعلام والترفيه، فهل ستتمكن "أعصاب وأوتار" 2025 من الحفاظ على مكانتها والوصول إلى جيل جديد من المشاهدين؟