واحد، زوج، ثلاثة و«الحمري» راهي زاهية أكدت مولودية وهران صحوتها و حققت انتصارا ثانيا على التوالي و ضحيتها هذه المرّة كانت جمعية الخروب و بثلاثية تاريخية هذا الموسم و هو ما يؤكد بأن حظوظ البقاء أصبحت كبيرة أكثر من أي وقت مضى. و عرفت المرحلة الأولى، ضغط شديد من جانب مولودية وهران التي شنت محاولات هجومية واحدة تلو الأخرى و كان بمقدور المحليين فتح مجال التهديف في عدة محاولات خطيرة أتيحت لأصحاب الأرض لكن نقص الفعالية حال دون ذلك، و مع ذلك، فإن مولودية وهران قدمت خلال الشوط الأول أحد أحسن عروضها في هذه المدة الزمنية منذ بداية الموسم على الإطلاق، بالنظر لطريقة اللعب التي كانت واضحة و أسلوب متنوع في بناء الحملات الهجومية، و بدا جليا الانسجام الكبير بين بلايلي وبوسحابة اللذين شكلا مشاكل و صعوبات كبيرة لدفاع الخروب التي اكتفت بإبعاد الخطر دون البحث عن مباغتة الحمراوة طوال ال45 الدقيقة الأولى. الحمراوة أدوا شوط أول مقبول للغاية هذا و كانت أول فرصة قابلة للتسجيل في الد24 بواسطة دغولو الذي مرّت رأسيته جانبية بقليل عن مرمى الحارس طوال و تبقى اخطر محاولة في هذه المرحلة على الإطلاق في الد29 بواسطة بحاري الذي لم يكن محظوظا و أبت رأسيته الدخول بعد حملة هجومية منظمة انطلقت من الدفاع و تبادل التمريرات على طريقة «البارصا» و في الد32 ينجح الدولي لإفريقيا الوسطى، دغولو بالتهديف لكن الحكم رفض احتساب الهدف على خلفية دفع على الحارس بعد تنفيذ مخالفة من بن عطية. .....و فلاح قضى أمسية مريحة جدا و في الد41 طالب، «الحمراوة» ركلة جزاء بعد عرقلة بحاري لكن صاحب البذلة السوداء اعتبر أن اللاعب أراد التمويه . هذا و لم يشكل الزوار أي خطورة على الحارس فلاح الذي كان في راحة تامة و لعل المحاولة الوحيدة و التي يمكن وصفها باللقطة المحتشمة كانت بعد سوء تفاهم بين زيدان و بن عطية لم يعرف المهاجم سواكير كيف يستغلّها. بلايلي يُسجل هدفا و لا أروع مع بداية المرحلة الثانية، واصلت مولودية الضغط على المنافس الخروبي و هو ما أدى إلى وجود مساحات شاغرة وكلّلت المجهودات بهدف جميل من الدولي للآمال بلايلي يوسف قرب منطقة ال18 متر و ذلك في الد50، حيث دخلت الكرة الزاوية التسعين للحارس طوال الذي اكتفى بمتابعة الكرة وهي تزور شباكه وسط فرحة كبيرة للأنصار و الطاقم الفني والمسيّرين الذين كانوا ينتظرون هذا الهدف على أحر من جمر. و بعد هذه اللقطة خرج الزوار نسبيا من قوقعتهم وحاولوا بناء الحملات الهجومية من الوراء لكن دون جدوى. دخول موقف لصايدو هذا و كان تغيير المدرب حنكوش ناجحا حيث نجح المهاجم البوركينابي صايدو في إضافة الهدف الثاني في الد 73، بعد كرة في العمق من دغولو ورغم أن الكرة كانت عند المدافع زواق إلا أن البوركينابي عرف كيف ينتزعها منه و يتقدم ويُراوغ الحارس و يسجل الهدف الثاني وبعد مرور دقيقتين نفس اللاعب يتلقى كرة من بوسحابة لينطلق كالسهم و رغم انه كان بوسعه تسجيل ثنائية، غير أنه فضل التمرير و تمكين زميله بلايلي من توقيه هدف ثالث أمام «هيجان» الأنصار الذين لم يفرحوا بثلاثية و مهرجان من أهداف مثلما حُقق هذه المرّة. بطاقة اللقاء ملعب أحمد زبانة بوهران، جمهور متوسط، طقس بارد ممّطر ، أرضية صالحة، تحكيم للثلاثي بوستر، عماري وحمو. الإنذارات: حريزي الد33، بحاري الد41، بلايلي الد 82(م. وهران) منزري الد 25 ، سواكير الد35 ، محايا الد60 ( ج. الخروب ) الأهداف: بلايلي الد50، الد76( م. وهران) صايدو الد74( م. وهران ) م.وهران: فلاح، سباح، بوسعادة ( الطاهر الد77)، بلعباس، زيدان، بن عطية، حريزي( بوكماشة الد85)، داغولو، بلايلي، بوسحابة، البحاري( صايدو 70). المدرب: حنكوش محمد ج.الخروب: طوال، ، بوخيار، سبعي، زواق، فخة، محايا، بودار، سواكير ( بوناب الد64)، شعيب، أمادا (كوفي الد54) المدرب: الهادي خزار رجل المقابلة: بلايلي «كيما العادة» يبدو أن مولودية وهران فخورة بامتلاكها أحد أبرز لاعبي البطولة الوطنية ويتعلق الأمر ببلايلي يوسف الذي كان البارحة» كيما العادة» رجل اللقاء دون منازع ليس بسبب نجاحه في تسجيل ثنائية وإنما لذكائه الكبير و تفاهمه وانسجامه مع عناصر الهجوم دغولو و بوسحابة بالدرجة الأولى و بالفورمة التي يتواجد فيها بلايلي فإن التفاف الأنظار إليه و محاولة الأندية الأوروبية «الاستفسار» عن هذا «الفتى الصغير» الذي لا تفارقه الابتسامة لكنه في أرضية الميدان «ما يعرفش الزعاقة» ويبقى الشيء المؤسف هو غيابه عن اللقاء المقبل أمام مولودية العلمة. حنكوش: «أكدنا بأننا لم نكن في نزهة بمراكش» في نهاية اللقاء أدلى المدرب حنكوش بهذا الانطباع:«هذا الفوز يريحني من الناحية المعنوية وهو الانتصار الثاني على التوالي أكدنا من خلاله أننا لم نكن في نزهة في تربص المغرب وإنما عملنا بجد و الثمار الأولى بدأت تظهر على خلاف ما كان عليه الحال في مرحلة الذهاب وعلى العموم أنا راض عن فريقي و لو أنني سجلت في الشوط الأول نوع من التراخي و في فترة الراحة زيرت شوية اللاعبين و قدمت لهم النصائح التي جاءت بالنتيجة المرجوة و رأينا فريقا أخرا في المرحلة الثانية و هذه الثلاثية مفيدة على أكثر من صعيد». خزار: «وضعية الخروب كانت معقدة حتى قبل مجيئي» في أعقاب اللقاء كانت لمدرب جمعية الخروب هذه الانطباعات:» هذه النتيجة مؤثرة ومؤسفة للغاية، لأنها ثقيلة جدا رغم أننا في المرحلة الأولى تحكمنا نسبيا في زمام الأمور و أزعجنا بطريقة لعبنا الفريق المحلي لكن في الشوط الثاني الهدف الأول الذي تلقيناه حملنا على المغامرة في الهجوم وبعد الهدف الثاني للحمراوة يمكن القول إننا فقدنا الثقة والسيطرة على الأعصاب و خرجنا كلية من اللقاء و وضعية الخروب تعقدت و كانت صعبة حتى بعد التحاقي بالعارضة الفنية».