كثيرون نظروا إلى المباراة المثيرة للجدل التي جمعت بين ميلان الايطالي وبرشلونة الاسباني في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال أوروبا الأربعاء على ملعب السان سيرو في مدينة ميلانو الايطالية، على أنها واحدة من أجمل مباريات الفريق الإيطالي هذا الموسم. البعض ذهب للقول أن الخطة الدفاعية التي وضعها المدرب اليغري كانت محكمة لدرجة أن فريق برشلونة لم يفلح في التسديد سوى مرتين على مرمى الحارس ابياتي، وفقط طوال ساعة ونصف لم يشكل أي خطورة تذكر، في حين أن ميلان صوب 6 مرات وسجل هدفين. غير أن هناك من يؤكد أن المدرب المساعد لفريق برشلونة خورخي رورا لم يكن حاضرا في الموعد، بل أنه فشل في قراءة المباراة في غياب المدرب الأساسي تيتو فيلانوفا الذي يخض للعلاج في الولاياتالمتحدة الأميركية. وبم يكن برشلونة قادرا على تغيير نمط اللعب خصوصا في الجانب الهجومي وبقي ميسي ورفاقه يحاولون إختراق عمق الملعب دون جدوى، في وقت كانوا فيه بحاجة ملحة لتفعيل الأطراف، ولم يفعل المدرب المساعد أي شيء بهذا الخصوص. التغيير الوحيد الحقيقي الذي أجراه المدرب المساعد كان بإشراك الكيسيس سانشيز بدلا من سيسك فابريغاس، غير أن هذا التبديل لم يجدي شيئا لأن عملية البناء الهجومي استمرت على نفس المنوال في منطقة العمق، مع تعطل محركات الفيش والبا على الأطراف، وفي ظل قبعة الاختفاء التي ارتداها بيدرو طوال المباراة. وقبل التبديل الاضطراري المتأخر الذي أجراه برشلونة بخروج القائد بويول المصاب ودخول ماسكيرانو، كان لزاما على المدرب رورا اشراك كريستان تيلو بدلا بيدرو، سيما وأن الفريق الكتالوني كان بحاجة ماسة لتفعيل أحد طرفي الملعب لإيجاد حلول بديلة وناجعة تعوض الفشل المتواصل في مساعي اختراق العمق. غير أن هذا التبديل لم يحصل أبدا.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو أن فريق مثل برشلونة يجد نفسه متأخرا بالنتيجة لا يجري إلا تبديلا وحيدا.. فكيف يحصل ذلك؟. الإجابة الوحيدة المنطقية هي أن المدرب رورا أبقى تيلو بالذات على مقاعد البدلاء ولم يشركه على خلفية الغضب الذي أبداه ميسي تجاه زميله الشاب خلال مباراة غرناطة في الدوري الإسباني حيث أبدى تيلو بعض الأنانية في الأداء ولم يمرر لميسي في أكثر من مناسبة وفضل التصرف بفردية مهدرا فرص تعزيز النتيجة خصوصا وأن الفريق الكتالوني فاز بصعوبة كبيرة 2-1 والهدفين كانا بإمضاء ميسي. يذكر أن ميسي كان قد أبدى نفس الغضب تجاه المهاجم ديفيد فيا والذي لم يعد بعد تلك الواقعة من الخيارات الأساسية في الفريق، وقد ساعد على إقصائه التعرض للعديد من الإصابات.