تطرقنا منذ يومين فقط، لخبر مفاده أن اللاعب مهدي لحسن ليس معاقبا، ويمكنه المشاركة في المواجهة المقبلة أمام منتخب البينين يوم 26 مارس بملعب تشاكر بالبليدة وها نحن نعود من جديد لفتح قضية اللاعب لحسن، ونؤكد بأن جدلا كبيرا يخص هذه القضية وهو ما جعل حاليلوزيتش فقط يخشى إشراكه تفاديا للمشاكل، ورغم أن مصدرا جد مسؤول في الاتحاد الجزائري لكرة القدم أكد لنا أمس توحيد تنفيذ عقوبات «الكاف» و»الفيفا « ما يعني بأن لحسن سيضطر للغياب عن لقاء البينين لاستنفاد العقوبة إلا أن القوانين المنشورة على موقع «الفيفا» تؤكد صحة الخبر الذي نشرناه منذ يومين بخصوص مهدي لحسن. الزميلة «الوطن» تطرقت إلى الموضوع أمس ونشرت كل القوانين رغم أن الزميلة «الوطن» قد عادت أمس إلى الموضوع، تؤكد فيه أن اللاعب مهدي لحسن يمكنه المشاركة في اللقاء القادم أمام البينين، واللاعب ليس معاقبا، مستندة على القوانين العامة لل»الكاف» وحتى الفيفا، بقلم الصحفي المخضرم يزيد وهيب، الذي يعتبر أصلا عضوا في لجنة الإعلام لل»الكاف»، حيث أكدت أن لحسن تلقى بطاقتين صفراوين في كأس إفريقيا، لهذا سيستنفد العقوبة على المستوى القاري وليس العالمي، ولهذا سيغيب في أولى مواجهات تصفيات «كان» 2015، وليس في لقاء البينين، وهو نفس الخبر الذي نشرناه منذ يومين على صفحاتنا إلا أن الحديث عن توحيد تنفيذ العقوبات بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والكنفدرالية الإفريقية جعل الفاف في حيرة من أمرها وتقرر تفادي المشاكل وإعفاء لاعب خيتافي من اللقاء المبرمج في 26 مارس الجاري. هذا ما تنص عليه قوانين «الكاف و»الفيفا» في قضية لحسن بالعودة إلى القوانين ولتنوير القراء الكرام وقطع شكهم باليقين، فإن المادة 114 من قانون العقوبات لل»الكاف»، محور «تقارير عقوبات المباريات»، المادة 1 في فقرة «أ» تنص على أنه : «بصفة عامة، كل العقوبات الخاصة باللاعبين أو الأشخاص الآخرين، تكون مرتبطة من دور لآخر في نفس المنافسة» وفي الفقرة «أ» «يؤجل إلى اللقاء الرسمي المقبل للمنتخب الوطني» أما قانون العقوبات ل»الفيفا» المادة ال38 والتي تتطرق إلى «قانون عقوبات المباريات» وفي الفقرة الرابعة يقول «العقوبات الناتجة عن تلقي اللاعب بطاقات صفراء متتالية وفي مواجهات مختلفة، لا يمكنها في أي حال من الأحوال أن تؤجل إلى منافسة أخرى» . وهو ما يفتح أبواب التساؤلات على مصراعيها ويضع حاليلوزيتش في حرج كبير. القانون واضح لكن تحديثه قد يجعل لحسن معاقبا سنحاول أن نشرح لقرائنا الكرام، كل ما جاء في قانون العقوبات للكاف والفيفا، حيث نستنتج منه أن لحسن تلقى بطاقة صفراء في لقاء الطوغو، وبطاقة صفراء أخرى في لقاء كوت ديفوار، وهذا ما تنطبق عليه المادة ال38 من قانون عقوبات الفيفا، في فقرته ال»4» والتي تنص على أن اللاعب لم يتلق بطاقة حمراء بعد بطاقتين صفراوين، بل تلقى بطاقتين صفراوين في مواجهتين مختلفتين، وفي هذا الحال لحسن سيستنفد العقوبة في نفس المنافسة أي «الكان»، وفي تصفيات «كان» 2015، وليس في تصفيات كأس العالم، لأن قانون الفيفا يقول «العقوبات الناتجة عن تلقي اللاعب بطاقات صفراء متتالية وفي مواجهات مختلفة، لا يمكنها في أي حال من الأحوال أن تؤجل إلى منافسة أخرى» . منافسة أخرى يعني تصفيات كأس العالم، فلا يمكن بالتالي للحسن أن يستنفد فيها العقوبة، وفي هذا يكمن الدليل على أن لحسن ليس معاقبا، لكن إمكانية تحديث قانون الكاف والفيفا سيجعلنا نتحدث عن معاقبة لحسن في اللقاء القادم. هذا هو الفرق بين ما حدث للاعب السودان و مهدي لحسن رغم أن البعض تحدث عن قضية لاعب السودان سيف علي، والذي تلقى إنذارين في لقاء واحد في نهائيات كأس إفريقيا 2012 ما نتج عنه بطاقة حمراء، الشيء الذي جعله مقصيا من المشاركة في اللقاء القادم رغم كون المنافسة ليست نفسها وهي تتعلق بتصفيات المونديال، لأن القانون ينص بوضوح على «تلقي اللاعب بطاقات صفراء متتالية وفي مواجهات مختلفة» وهنا لاعب السودان لم يتلق بطاقات في مواجهات مختلفة بل في مواجهة واحدة، لهذا عوقبت السودان من طرف الفيفا التي طبقت الفقرة ال»2» على سيف علي بدل الفقرة 4. لهذه الأسباب شارك بلحاج في لقاء سلوفينيا لاعب سابق للمنتخب الوطني كان معنيا بالمادة ال38 والفقرة «2»من قوانين عقوبات الفيفا، ويتعلق الأمر باللاعب نذير بلحاج والذي تلقى بطاقة حمراء أمام المنتخب المصري في الدور نصف النهائي في «كان» أنغولا بمدينة بانغيلا، وحينها «الكاف» قررت حرمانه من المشاركة في لقاءين، واستنفد اللقاء الأول في المواجهة الترتيبية أمام نيجيريا، وكان سيحرم من المشاركة في لقاء سلوفينيا، لولا الفاف التي طلبت ترخيصا من «الفيفا» ليشارك، لكن قضية بلحاج لا تشبه قضية لحسن، لأن هذا الأخير لم يخرج بالبطاقة الحمراء، وعليه تطبق الفقرة ال»2» على بلحاج والفقرة 4 على لحسن من المادة ال38 دائما من قانون الفيفا. «حاليلو» يخشى إشراكه ودخول الجزائر في صراعات هي في غنى عنها رغم أن اللاعب مهدي لحسن ليس معاقبا ويحق له المشاركة في لقاء البينين حسب القوانين التي اطلع عليها إداريو الفاف، لكن وحسب معلومات وصلتنا من الفاف، فإن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش يخشى إشراكه في لقاء البينين، من أجل تفادي المشاكل وعدم الدخول في صراعات الجزائر في غنى عنها، مستدلا بما حصل في اللقاء الأخير للسودان أمام زامبيا، حيث منحت الفيفا النقاط لزامبيا، لكن حاليلوزيتش ليس خبيرا في القوانين، وليس من واجبه البحث في حيثياتها، ولهذا على روراوة أن يتأكد جيدا من قوانين «الفيفا» قبل أن يخبر مدربه بأن لحسن ليس معاقبا. السؤال المطروح…هل سيحرم لحسن أيضا من أول لقاء في تصفيات «الكان»؟ ما نريد أن نطرحه كسؤال للمدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، والذي يريد أن يحرم لحسن من لقاء البينين خوفا من فقدان نقاط المباراة رغم أنه ليس معاقبا، هو من قال أن اللاعب سيستنفد العقوبة أمام البينين؟ بما أن القانون يقول أن اللاعب يستنفدها فقط في القارة السمراء، أي في تصفيات كأس إفريقيا، وعدم مشاركته أمام البينين لن يفيد المنتخب في شيء، لأن العقوبة ستكون سارية المفعول إلى غاية عدم مشاركته في لقاء خاص ب»الكان»، وهنا إذا أراد حاليلوزيتش التعامل بمبدأ الحيطة والحذر، سيحرم لحسن حتى في أول لقاء خاص بتصفيات «الكان»، وهنا ستحدث كارثة إدارية فادحة من طرف الفاف.