رد النجم الارجنتيني ليونيل ميسي على من اعتبر بأنه وصل إلى المرحلة الانحدارية من مسيرته الاستثنائية، وذلك عندما عوض الأداء المخيب الذي قدمه أمام ميلان الايطالي في لقاء الذهاب (صفر-2) وقاد فريقه برشلونة الاسباني إلى الفوز في الإياب 4-صفر والتأهل إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. كان ميسي على الموعد في لقاء أمس الثلاثاء على ملعب “كامب نو” بتسجيله الهدفين الأولين لفريقه، مؤكدا انه يستحق تماما الحصول على جائزة افضل لاعب في العالم للمرة الرابعة على التوالي لأنه ساهم بشكل أساسي في نهوض النادي الكاتالوني من كبوة خسارتيه المتتاليتين امام غريمه الأزلي ريال مدريد في ربع نهائي الكأس المحلية والدوري المحلي وتعويض هزيمة الذهاب امام ميلان في المسابقة الاوروبية الام. وتخلص ميسي في مباراة “كامب نو” من عقدة عدم تمكنه من التسجيل في شباك ميلان سوى من نقطة الجزاء (هدفان في اياب ربع نهائي الموسم الماضي حين فاز برشلونة 3-1 بعد ان تعادلا ذهابا صفر-صفر واخر في دور المجموعات من موسم 2010-2011 حين فاز فريقه 3-2 في ميلانو). وجاء الهدف الاول لميسي في الدقيقة 5 من تسديدة رائعة بيسراه بعد لعبة مشتركة مع تشافي هرنانديز، واضعا الكرة على يمين الحارس كريستيان ابياتي من تسديدة قوية بيسراه من داخل المنطقة على يمين الحارس ابياتي (4). اما الثاني فجاء بعد فرصة ذهبية لميلان من اجل ادراك التعادل اثر انفراد للفرنسي مباي نيانغ الذي ارتدت تسديدته من القائم، وسجله الارجنتيني في الدقيقة 40 من تسديدة قوية بيسراه من خارج المنطقة اثر تلقيه كرة من اندريس انييستا فاسكنها على يسار ابياتي. وتخطى ميسي الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري المحلي برصيد 40 هدفا، رقم الهولندي رود فان نيستلروي في عدد الاهداف المسجلة في مسابقة دوري ابطال اوروبا حيث رفع رصيده الى 58 هدفا بفارق هدفين امام مهاجم ايندهوفن الهولندي ومانشستر يونايتد الانجليزي وريال مدريد الاسباني سابقا وفض معه شراكة المركز الثاني على لائحة الهدافين منذ موسم 1992-1993. وبات ميسي يتخلف بفارق 13 هدفا عن متصدر لائحة الهدافين نجم ريال مدريد سابقا والسد القطري حاليا راوول غونزاليز صاحب 71 هدفا، وبفارق 18 هدفا عن اللاعب نفسه في لائحة هدافي المسابقات القارية. “انه لاعب خارج عن المألوف”، هذا ما قاله المدرب الموقت لبرشلونة جوردي رورا عن نجمه الارجنتيني، مضيفا “للذين كان يساورهم الشك قبل هذه المباراة، لقد اعطانا ميسي طيلة هذه الليلة درسا في كرة القدم. انه لاعب يقوم بما يريده في المناسبات الكبرى”. اما الظهير البرازيلي دانيال الفيش، فقال بدوره عن زميله الارجنتيني: “كنت اعلم بان ميسي أسد داخل أرضية الملعب”، علما بان اللاعب ذاته اعترف قبل المباراة انه يشعر بحزن عند ميسي الذي تنشط مجددا نتيجة قرار رورا باشراكه مباشرة خلف رأس الحربة دافيد فيا. “من خلال وضعنا فيا في مركز رأس الحربة، اردنا ان نشغل قلبي الدفاع (عند ميلان) من اجل منح المزيد من الحرية لميسي”، هذا ما كشفه رورا الذي اصاب في خياره وحرر افضل لاعب في العالم خلافا لمباراة الذهاب التي شهدت معاناة النجم الارجنتيني امام دفاع الفريق الايطالي. واثمرت استراتيجية رورا واصبح برشلونة بفضل هدفين اخرين من فيا بالذات وجوري البا ثاني فريق في تاريخ دوري ابطال اوروبا بصيغتها الحديثة (اعتبارا من 1992) يخوض الدور ربع النهائي للمرة الثانية عشرة الى جانب مانشستر يونايتد الانكليزي، وقد يحذو بايرن ميونيخ الالماني حذوهما في حال فوزه على ضيفه ارسنال الانجليزي مساء اليوم (فاز ذهابا 3-1). “سنتذكر ما حصل لأعوام طويلة”، هذا ما قاله مدير الكرة في برشلونة اندنوني زوبيزاريتا الذي كان يدافع عن شباك النادي الكاتالوني عندما خسر الاخير برباعية نظيفة امام ميلان في نهائي 1994، مضيفا “نحن في ربع النهائي، ما زالت الطريق طويلة والاحد نواجه رايو فايكانو”، في الدوري المحلي الذي يتصدره برشلونة بفارق 13 نقطة عن غريمه ريال مدريد.