خرج، أمس، المدير العام لشركة اتحاد بلعباس الجيلالي بن سنادة عن صمته، بعد يومين صعبين قضاهما بعيدا عن الأنظار في محاولة لهضم ما لحق باتحاد بلعباس من مآس في أعقاب الهزيمة المرة التي تكبدها الفريق أمام مولودية العلمة ، ليجهر باستقالته الرسمية من تسيير شؤون “المكرة” بعد تأكّده من استحالة مواصلة المهمة على رأس الفريق لحقت به كل المصائب من بداية الموسم الجاري.وفي مقابل ذلك، جدّد المتحدث تأكيده على تحمّل “الديركتوار” للمسؤولية كاملة في سقوط الفريق إلى القسم الوطني الثاني (رغم أن الفريق لم يسقط بعد حسابيا) حين أشار إلى الطريقة التي تمّ بموجبها التفاوض مع اللاعبين والأموال الباهظة التي صُرفت على عناصر لا تستحقّ اللعب في هذا المستوى وبطريقة تركت من ورائها جملة من التساؤلات وهي عالقة. و قد ذهب الجيلالي بن سنادة إلى أبعد من ذلك أمس حين توعّد كل من تسبّب في سقوط الفريق بكشف المستور خلال الأيام القليلة القادمة، رافضا في ذات السياق التراجع إلى الوراء ” لأن الأمر تعلّق بإسقاط فريق كان من الممكن جدا أن يحقّق بقاءه بالوتيرة التي باشرنا بها بداية مرحلة العودة لولا أولئك الذين أقلقتهم العودة القوية للفريق بعد الفوز المحقق أمام مولودية الجزائر والذي جاء بطريقة هلل لها الملايين من المشاهدين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشة الصغيرة”. “رحيلي أمر محتوم لا مفرّ منه وأنا بصدد تحضير الوثائق اللازمة لذلك” و قد أكد المتحدث بأن رحيله عن محيط الفريق بات أمرا حتميا لا مفرّ منه “لأنني على دراية تامة بأن من خطّطوا لإسقاط الفريق لن يتوانوا مستقبلا للتخطيط لأجل المساهمة الفعّالة في افتعال العقبات أمام الفريق”.وعن موعد تقديمه للاستقالة الخطية إلى المسؤولين المباشرين قال المدير العام:”لقد بات من الواجب أخذ كامل الاحتياطات في الشق المتعلّق بالتسيير الفعلي لأمور الفريق والشركة لأن الفوضى التي عمت تستدعي الحيطة والحذر، وهو ما دفع بي إلى التدقيق في كل الوثائق الخاصة بفترة تسييري قبيل تقديم الاستقالة الكتابية إلى كل مسؤولي السلطات العمومية”. “كنت أفكّر في الانسحاب مباشرة بعد لقاء “الكاب” و قد عاد المدير العام للحديث عن المآسي التي لحقت بالفريق خلال منتصف مشوار مرحلة العودة من دوري المحترفين الأول حين قال:”لقد انتابني شعور غريب بعد خسارتنا في باتنة أمام الشباب المحلي الذي كان يمثّل آنذاك الحلقة الأضعف في البطولة، وهو ما جعلني أُفكّر بجدية في رمي المنشفة بعد ذلك اللقاء لأنني لم استسغ صراحة الهزيمة بتلك الطريقة بعد أسبوع فقط من مباراة بطولية أداها اللاعبون ضد مولودية الجزائر مما جعلني أتفطن إلى رائحة مؤامرة كانت تحاك في الخفاء لأجل الوصول بالفريق إلى ما وصل إليه الآن”. “جئت بحسن نية وأعترف بأنني أخطأت في تقدير حجم الكوارث التي وجدتها في الفريق” وقد شدّد الجيلالي بن سنادة على نقطة هامة وهي النوايا الحسنة التي جاء بها لأجل إنقاذ ما كان ممكن جدا إنقاذه بعد أن ترك الفريق وهو يقبع في مؤخرة الترتيب برصيد تسع نقاط فقط ” إلاّ أنني أدركت متأخّرا بأنني أخطأت في تقدير حجم الكوارث التي تركها السابقون على مستوى الفريق وشركته بعد اطلاعي على حجم الديون والأجور المرتفعة التي أمضى بموجبها اللاعبون على عقودهم إضافة إلى معطيات أخرى سأكشف عنها لاحقا”.وكان المتحدث قد اتّهم أعضاء “الديركتوار” بعدم حماية الفريق وشركته من الإفلاس حين قال:”سيواجه اتحاد بلعباس كوارث بالجملة لاحقا لأن شركته ستجد نفسها مجبرة على دفع الملايير إلى هؤلاء اللاعبين قياسا بما اقترفه أعضاء اللجنة المؤقتة حين تفاوضوا مع لاعبين معظمهم من المغمورين في دوري الكبار وبأموال فاقت التصورات”.و قد عاد أيضا المتحدث للحديث عن بداية عمل الديركتوار خلال فترة الاستقدامات حين قال:”لقد عجز هؤلاء حتى على وضع قانون داخلي يحمي الشركة من المزايدات كتلك التي واجهناها مع العديد من اللاعبين مؤخرا رغم الأموال الكبيرة التي تلقّتها جلّ العناصر والتي لم يكن يحلم بها العديد من هؤلاء لأنهم تعاملوا مع القضية من مبدأ “لست أنا من أدفع من جيبي” وهو ما فسح المجال أمام الفوضى في التعاقدات إلى غير ذلك من الأمور الإدارية التي أوصلت الفريق إلى الحضيض”. “الشركة معرّضة للانسداد الذي يسبق الإفلاس حتى لو حدثت المعجزة وبقينا في القسم الأول” ومن منظور المدير العام الحالي لاتحاد بلعباس الجيلالي بن سنادة فإن الشركة الرياضية ستتعرّض لانسداد كبير “وهو أمر حتمي لا مفرّ منه خلال الصائفة القادمة لأن الموارد المالية لاتحاد بلعباس لاتسمح قياسا بخبرات سابقة بتسديد فواتير ضخمة بالنظر لعقود اللاعبين التي تحمل أرقاما خيالية”. هذا وقد ذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك حين أكد على إمكانية إعلان الشركة إفلاسها بشكل نهائي مستقبلا حتى ولو حدثت المعجزة وتمكن الفريق من ضمان بقائه في القسم الوطني الأول المحترف ، لأنه وزيادة على قضية الأجور الباهظة فلا أحد يعي حاليا القيمة الحقيقية للديون التي تركها أعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون اتحاد بلعباس بعد رحيلهم بغض النظر عن قيمة ال 9 ملايير سنتيم التي ستجد الشركة نفسها أمام مأزق تخليصهم رغم إسقاط هؤلاء للفريق فوق أرضية الميدان”. “جمهور الاتحاد خدّروه بأسماء “رنانة” وخدعته أبواق الإعلانات المعسولة” و قد عاد بن سنادة للحديث عن فترة الاستقدامات ليقول:”أظن أن “السماسرة” تهافتوا على اتحاد بلعباس استغلالا لتوفر السيولة المالية آنذاك و لنقص خبرة المسيرين الذين كانوا على رأس الفريق وهو ما جعل الكلّ يتخدّر بالأسماء “الرنانة” التي أعلن جلبها آنذاك بأموال خيالية بمساعدة من أبواق الإعلانات التي طفت على السطح هنا وهناك لمغالطة المحبين الحقيقيين بإمكانية لعب الأدوار الأولى بتلك المجموعة أو ضمان بقاء مريح كأضعف الإيمان ليكتشف في الأخير الأنصار الحقيقيون مدى الألعوبة التي حيكت في الخفاء والتي كان من ورائها تغليب المصلحة الشخصية التي طغت على كل شيء وسط أنانية مفرطة من الصعب أن تجد لها تفسيرا الآن”. “مجموعة من اللاعبين الحاليين تُسيّر عن بعد من قبل السماسرة” و قد كشف بن سنادة عن حقيقة الاتصال المستمر بين مجموعة من اللاعبين الحاليين للفريق و”السماسرة” ” وهنا أودّ أن أؤكد بأن تمّة لاعبين يُسيّرون من قبل هؤلاء عن بعد، خاصة بعد أن فسح المجال أمام كل من هبّ ودبّ لأجل القيام بعملية الاستقدامات خلال الصائفة الفارطة دون أن يتم التفكير منذ الوهلة الأولى من العواقب الوخيمة من وراء هذه الخطوة بحكم عامل الكولسة الذي بات يتحكّم في أغلب مباريات البطولة في الجزائر”. “قمنا بكل شيء لإيقاف المهزلة لكن الأمر كان قد عشش في أوساط اللاعبين” وعن ما أقدمت عليه الإدارة الحالية لأجل وضع النقاط على الحروف في محاولة لإعادة القاطرة إلى السكة مع اللاعبين ومختلف الأطر العاملة ضمن شركة اتحاد بلعباس قال الجيلالي بن سنادة:”لقد حاولنا قدر المستطاع إيقاف المهزلة من خلال عقد اجتماعات دورية مع اللاعبين ومختلف المستخدمين خلال فترة من الفترات التي كان بإمكان اتحاد بلعباس أن يتفادى خلالها الكارثة إلاّ أنه اتّضح مع مرور الأيام بأن الأمور والتصرفات غير المسؤولة كانت قد عششت في أذهان اللاعبين، وهو ما صعّب على كل المسؤولين التحكم في المجموعة التي ضيعت نقاط باتنة وأهلي البرج ومولودية العلمة بطرق ساذجة جدا تركت الانطباع بأن الأمر قد قضي ولا فائدة من التعامل مع عناصر لا تستهويها إلى الأموال باستثناء شلة صغيرة جدا من اللاعبين الذين أحييهم بالمناسبة على تفانيهم في العمل وعلى تبليلهم للقميص رغم ما حل بالفريق من مآسي بعد هزيمة العلمة”. “الإدارة القادمة ستجد نفسها أمام حتمية التغيير الجذري” وأمام المستقبل المظلم الذي بات يرتسّم من الآن في أوساط نادي لم يعمر في حظيرة الكبار سوى 11 شهرا بحساب فترة الراحة يكشف بن سنادة بأنه قد بات من الضروري أن يتمّ إعادة النظر في كل شيء من الآن “وكل ما يمكنني قوله حاليا هو أن أقدّم نصيحة تقضي بضرورة التغيير الجذري في الفريق وعلى كافة المستويات وذلك بدء من اللاعبين الذين بات من الضروري أن تخضع المجموعة التي ينضمون إليها إلى عملية غربلة حقيقية قياسا بالمردود الفردي لكل واحد منهم ، كما أن الأمر يتعدّى ليشمل حتى فئة المستخدمين وبعض الأطر وأرى صراحة بأن الخطوة باتت إجبارية حتى يتمكّن الفريق مستقبلا من الإقلاع على أسس صحيحة غير تلك التي غولط بها الأنصار مع بداية الموسم الجاري”. “كل شيء بات واضحا ولا داعي للتهرّب من المسؤولية” و قد أشار المتحدث إلى أن كل شيء بات واضحا للعيان من خلال نوعية اللاعبين التي استقدمت إلى الفريق ناهيك عن الإبقاء على لاعبين لم يقدموا ما كان مطلوبا منهم حتى في القسم الثاني ضمن التعداد والقائمة طويلة”.وكان المتحدث قد عاد إلى اللاعبين من ذوي الأجور الباهظة الذين اختفوا عن الأنظار تماما “وهنا أودّ أن أؤكّد بأنه لا داعي من التهرّب من المسؤولية التامة من قبل “الديركتوار” الذي أخذ على عاتقه مسؤولية التفاوض مع كل اللاعبين والاستفادة من 25 إجازة كاملة دون أن يكلف نفسه عناء حماية الفريق من خلال بنود موثقة أو قانون داخلي يحمي للفريق حقوقه”. “المؤامرة الحقيقية انطلقت مباشرة بعد فوزنا على مولودية الجزائر” “لم أكن أتوقّع أن أعداء اتحاد بلعباس كثيرون إلى هذه الدرجة سواء كان ذلك بداخل المدينة أو خارجها”..بهذه العبارة استهلّ المدير العام لاتحاد بلعباس حديثه عمّا واجهه خلال فترة تسييره لشؤون النادي بدء من مرحلة العودة حين أشار إلى تحامل أكثر من جهة على الفريق لأجل إسقاطه وإعادته إلى جحيم القسم الثاني.و قد أكد بن سنادة من خلال حديثه ل “الخبر الرياضي” بأن المؤامرة الحقيقية بدأت فصولها بعد فوزنا على مولودية الجزائر خاصة وأن الكل شاهد كيف تمكّن فريقنا من العودة من بعيد وتحقيق أحلى انتصار أمام أحد أقوى الأندية الجزائرية حاليا أن يكن أقواه فوق المستطيل الأخضر وهو معطى أقلق الحاقدين على الفريق الذين سرعان ما اجتمعوا لأجل التخطيط المحكم مع أطراف خارجية للتوصل في الأخير إلى إسقاط الفريق إلى القسم الأسفل بالتواطؤ مع كل من يملك نوع من العداء لفريق اتحاد بلعباس”. “سأقدّم حوصلة موثقة للوالي قبيل رحيلي” ويرى المتحدث بأنه قد حان الوقت الآن لأجل كشف كل شيء وبالوثائق أمام المسؤول الأول عن ولاية سيدي بلعباس “لأن الأمور بلغت مرحلة التعفن الحقيقي ومن واجبي كمسؤول عن أمور فريق عانى هذا الموسم من كل أنواع التحالفات أن أقدّم حصيلة جدية وموثقة قبيل انسحابي الرسمي من تسيير شؤون الشركة لأنني لا أتمنى صراحة أن يواجه القادمون إلى الفريق ما عانيته خلال أشهر قصيرة من مؤامرات دنيئة تسببت وبصورة مباشرة في ما وصل إليه الفريق الآن”.