نظم أمس وتحت رعاية المديرية العامة للأمن الوطني والمفتشية الجهوية للشرق بقسنطينة يوم رياضي حول تنظيم المباريات الرياضية لمحاربة العنف، وإيجاد السبل السليمة والكفيلة بتنظيم اللقاءات في ظروف جيدة خاصة مع الإرادة الكبيرة للسلطات الرياضية والمحلية لولوج عالم الاحتراف من أوسع الأبواب. وجوه رياضية كبيرة حاضرة وكل مسؤولي الفرق المحترفة والهاوية حضرت عدة وجوه رياضية اليوم الدراسي من بينها رؤساء الأندية هرادة، حمار وفرصادو إضافة إلى ميدون، ياحي، مرزوقي وممثل عن المجتمع المدني ممثلا في رئيس جمعية البصائر بأم البواقي، إضافة إلى مسيري النوادي ، حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات ومسيري بعض الملاعب في مقدمتهم زرطال مدير مركب الشهيد حملاوي، أين تدخل الكل وأعطى رأيه بكل صراحة. ممثلو الأمن أعطوا إحصائيات للخسائر البشرية والمادية قدم بعد ذلك ممثلو الأمن الواقع بالصور والأرقام والتي كانت مخيفة وممثلة للواقع المزري الذي تعيشه ملاعبنا الرياضية التي أصبحت إرهابا من نوع آخر، بما أن الحصيلة بالأرقام على مدار 4 سنوات من 2008 إلى 2012 كانت 7 قتلى إضافة إلى أكثر من 2500 جريح في أوساط رجال الأمن دون الحديث عن الخسائر المادية الكبيرة، والظاهرة التي لفتت انتباه الحضور هي عدد الموقوفين الكبير للقصر وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دخول القصر إلى الملاعب ودخولهم إلى عالم الإجرام في غياب دور المؤسسات التحسيسية والتربوية المخول لها الحفاظ على مصير مراهقينا. عرض للندوة المنظمة أواخر فيفري عرض المنظمون بعدها أهم المحاور الكبرى لليوم الوطني الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور مديرها العام ووزير الشباب والرياضة أواخر شهر فيفري، وهي الندوة التي تطرقت إلى موضوع الأمن في الملاعب وكيفية تنظيم المباريات الرياضية بطريقة احترافية وحضر يومها مدير الأمن في مدينة ليون، أين تم عرض تدخله عن طريق الفيديو إضافة إلى المكلفة بتنظيم المباريات في ملعب جيرلان بليون السيدة سالدين. شرح التجربة الفرنسية ممثلة في تجربة ليون قام ممثلو الأمن الوطني بشرح التجربة الفرنسية التي تم اختيارها بسبب التقارب بين البلدين، حيث تم شرح ما قاله مدير أمن مدينة ليون إضافة إلى شرح ما قالته سالدين التي هي ليست عنصر أمن بل هي مسيرة لشركة خاصة متعاقدة مع إدارة أولمبيك ليون لإدارة جميع المباريات الخاصة بملعب جيرلان وهو الأمر الذي دفع ببعض المنظمين إلى اقتراح إنشاء شركات أمن خاصة، تتولى مسؤولية تنظيم المباريات ووعد القائمون على الأمن أنهم سيتكفلون بتكوين رجال أمن الملاعب. الشرطة اشتكت من عدم تلقي المستحقات «نعاني كثيرا خلال المباريات»، هكذا بدأ ممثل الأمن الوطني حديثه، أين أكد أن مديريات الأمن تسخر جميع أجهزتها أيام اللقاءات قبل بداية المباراة بحوالي 4 ساعات لتتواصل معاناة رجال الشرطة قبل، أثناء وبعد اللقاء، كما أضاف أن الشرطة لم تتلق مستحقاتها المتعلقة بمشاركتها في تنظيم المباريات وتوفير الأمن. الأمن الوطني:«الاتصال الحقيقي هو الاحترافية في التواصل» أخذ ممثل الأمن الوطني الكلمة ليتناول معضلة واقعية تواجه الجميع وهي أن الاحتراف لن يكون إلا عن طريق الاتصال الحقيقي والفعال والتواصل السليم بين الجميع، من مسؤولي النوادي إلى السلطات المحلية والرياضية وقال:» لدينا مشكل اتصال والاتصال الحقيقي لن يكون إلا بعد أن يسمع الكل وجهة نظر الآخر ويكون التشاور والتفاهم والتعاون بين الجميع، من طرف السلطات المحلية والرياضية ومن أنصار الفرق، إضافة إلى مسيريها وهي الآراء التي تحدث عنها الجميع في مداخلته». «الاحتراف في العقول قبل الأفعال» واصل بعدها ممثل الأمن إلقاء الكلمة والمداخلة عن طريق شرح الاحتراف بمفهومه الحقيقي قائلا: « سهل أن يقول أي واحد منا أنه يطبقه لكن الواقع أثبت عكس ذلك، وأنا أقول أن الاحتراف الحقيقي يبدأ في احتراف العقول والتفكير بطريقة سليمة، هادفة واحترافية قبل أن يكون أفعالا، لأنه لا يمكن لأي أحد أن يدعي الاحترافية إذا كان لا يفكر بطريقة موضوعية والاحتراف الحقيقي هو التعامل مع الواقع والمعطيات بعيدا عن أي نوع من العاطفة والمصالح، لأن الاحتراف من جانب آخر هو تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الشخصية وهو الأمر الغائب في بلادنا للأسف». «الفاف اعترفت أننا بعيدون عن الاحتراف» قدم بعدها نفس المتحدث اعترافا صريحا من الفاف التي أكدت أننا والاحتراف خطان متوازيان، حيث قال:» الفاف اعترفت بأن جميع الفرق بعيدة عن الاحتراف ونحن بعيدون عن الممارسات الاحترافية، لأننا نرى مظاهر لا تمت للاحتراف بصلة، وهو الواقع الذي على الكل أن يشارك من أجل تغييره نحو الأفضل، لأننا نملك جميع الإمكانيات التي تسمح لنا بالاستفادة من تجارب بلدان ما وراء البحر الأبيض المتوسط». «الأمن يتحقق بتعاون المواطنين» أشار بعدها ممثل الأمن الوطني إلى نقطة مهمة وهي أن الأمن مسؤولية رجال الشرطة وجميع الأجهزة الأمنية، إلا أنه لا يمكن إغفال دور المواطن الذي يمارس مواطنته عن طريق التعاون مع رجال الأمن لتوفيره والقضاء على مظاهر العنف وأضاف: «الأمن لا يتحقق بفضل جهود رجالنا وحدهم، بل هو مسؤولية الجميع، ونحن وضعنا قنوات للاتصال مباشرة وفي جميع الأجهزة الأمنية، إلا أن المواطن يجب أن يرتقي بفكره ويفهم معنى المواطنة التي تحمله مسؤولية في توفير الأمن وهذا عن طريق تعاونه معنا لنصل إلى توفير الأمن للجميع». «لجان الأنصار لها دور كبير في التوعية» تطرق بعدها المتحدث إلى دور الأنصار، بما أنهم العامل الأساسي في إنجاح تنظيم أي مباراة كروية وأقر بضرورة تواجد لجان للأنصار تسهل من مهام رجال الأمن عن طريق التأطير وإعلام رجال الأمن بعدد الأنصار المتنقلين إلى جانب الدور التوعوي والتحسيسي وصرح:» دور الأنصار كبير في إنجاح أي تظاهرة رياضية، وخاصة مباريات كرة القدم ولهذا نتساءل عن غياب الدور التوعوي والتحسيسي للجان الأنصار من أجل أولا القضاء على ظاهرة دخول القصر إلى الملاعب، إضافة إلى تعاون نفس اللجان مع مصالحنا حول عدد الأنصار الزائرين وكذلك العدد المرتقب حضوره إلى المباراة، وكمثال وصل بنا الأمر في بعض المباريات إلى توفير شرطي لكل مناصرين اثنين وهو أمر غير معقول لأن رجال الشرطة في المدرجات أصبحوا تقريبا بعدد الأنصار». «مهمتنا الأمن وليس تنظيم المباريات» أوضح بعدها أن مهمة رجال الأمن هي توفير الأمن وليس تنظيم المباريات، وهو الأمر الذي يجب أن يفهمه الجميع، مؤكدا في نفس الوقت أن المدير العام للأمن الوطني لم يقل أنه سيتخلى عن توفير الأمن في الملاعب وقال:» يجب على الجميع أن يفهم مهمتنا الأساسية وهي توفير الأمن وليس تنظيم المباريات التي يبقى من اختصاص الجهات المخول لها الأمر بذلك، كما أن البعض لم يفهم كلام المدير العام للأمن الوطني الذي لم يقل أنه سيسحب رجال الشرطة من الملاعب لأننا هنا لتوفير الأمن شريطة أن يتم الأمر بطريقة احترافية، لأن جهاز الشرطة يسير بخطى متسارعة نحو الاحترافية». فرصادو: « نتباحث مع مسؤولي مرسيليا للاستفادة من تجربتهم في التنظيم » تناول بعدها الحضور الكلمة ليدلي كل باقتراحاته ووجهة نظره واضعا يده على مكمن الداء والبداية بحديث فرصادو الذي قال: « أولا نحن لسنا جمعية رياضية، نحن شركة محترفة ونؤدي عملنا بطريقة احترافية، ما جعلنا نقوم بالاجتماع مع مسؤولين في مرسيليا من أجل الاستفادة من تجربتهم في تنظيم المباريات الكبيرة والعادية منها». «مباراة نيس أثبتت قدرتنا على التنظيم ونحتاج لمساعدة الجميع» واصل رئيس مجلس إدارة فريق الشباب فرصادو حديثه حين قال:» مباراة نيس كانت مثالا على أننا نستطيع تنظيم المباريات الكبيرة وحتى الدولية، لكن يجب تنظيم الأمور وتعاون الكل، فمثلا رئيس بعثة نيس إلى الجزائر ما هو إلا مدير التنظيم والأمن، ونلنا الإشادة بعد تنظيمنا الرائع للمباراة، أين طبقنا قواعد ولوائح الفيفا ونهدف للوصول إلى تنظيم اللقاءات على شاكلة المباريات في الفيليدروم، شريطة أن تساعدنا جميع الجهات وحتى الأنصار». حمار: «الأسلاك الشائكة تزيد من شحن الأنصار ويلزمنا ملاعب بطاقات استيعاب كبيرة» رئيس الوفاق السطايفي استلم الكلمة بعدها ليعتبر أن منظر الأسلاك الشائكة تزيد في الضغط على الأنصار وتجعل المناصر يحس نفسه وكأنه في حرب وبعيدا عن الظروف الإنسانية، ومن ضمن أهم ما قال:» أنا مع نزع الأسلاك الشائكة في ملاعبنا، بما أنها تزيد في الضغط على الأنصار وتؤثر في معنوياتهم، حيث يحس المناصر نفسه أنه في سجن إضافة إلى أن الأسلاك الشائكة لا تليق بالكرامة الإنسانية، وتجعل الكل يحس أنه في سجن لهذا أطلب التوعية والتحسيس لنزع الأسلاك الشائكة بالتدريج». هرادة: «نريد من الشرطة مساعدتنا لمقاضاة مصممي مواقع الإنترنيت وصفحات الفايسبوك» رئيس مولودية العلمة صرح بأن المسؤولين على مواقع الإنترنيت والتواصل الاجتماعي مسؤولون على نشر الفوضى والفتنة والشائعات التي تزيد من الضغط السلبي في المباريات، ودعا إلى سن قانون يتابع من يدعو إلى الفوضى على الإنترنيت والذي يجب أن يكون للمصلحة العامة وليس لزرع الفوضى والعنف: « أنا من جهتي أرى أن البعض يسمع بعض الشائعات ويصدقها دون البحث عن الحقيقة، ما يزيد في الضغط السلبي يوم المباراة، وأنا أرى أن بعض المسؤولين على مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون الفوضى عن طريق زرع الشائعات، مثلا القول أن «الماتش مخدوم» ما يجعل المناصر يدخل اللقاء من أجل خلق الفوضى والعنف، وفي بعض الأحيان يتعرض إلى المسؤول أو اللاعب ويهدده وهو أمر غير مقبول ولهذا يجب متابعتهم قضائيا». «رؤساء الفرق محبون لفرقهم ولا يملكون تكوينا في التسيير» تطرق هرادة إلى نقطة نالت استحسان الجميع وهي أن رؤساء الفرق مناصرون ومحبون لفرقهم ولا يملكون تكوينا في التسيير الرياضي أو المناجمنت وقال:» كل رؤساء الفرق تقريبا ترأسوا فرقهم حبا في الألوان، لكن الحقيقة أن أغلبيتنا لا يملك تكوينا في المناجمنت الرياضي أو التسيير الرياضي، وهي نقطة يجب ألا نغفلها إن أردنا الوصول بكرتنا إلى بر الأمان». ياحي: «المسيرون هم من خلقوا العنف بسبب ضعفهم والملاعب سيست وهو ما زاد الطين بلة» تحدث رئيس اتحاد الشاوية بصراحته المعهودة وقال:» المسيرون هم المسؤولون عن العنف وهم من خلقوا الفوضى، بما أن أغلب مسيري الفرق وبسبب ضعفهم يتبعوا طرقا وأساليب تزيد من الضغط وهو ما يولد الانفجار ويجعل اللقاءات تجرى في ظروف غير لائقة، ويزيدون الطين بلة».