شهد الأسبوع الفارط حدثا تاريخيا بالنسبة لكرة القدم الجزائرية، يكمن في افتتاح نادي بارادو أتليتيك لأول مركز تكوين في البلد، ليكون بذلك أول فريق جزائري يدشن مركزا مماثلا ويجعل الأمر حقيقة مجسدة على أرض الواقع في جزائر 2013، في حين أن باقي الأندية المحترفة لم تكلف نفسها عناء التفكير في مثل هكذا مشروع بالرغم من وجود دعم السلطات العامة، وتوفر الأموال التي كان من المفروض تشييد مراكز التكوين بها، حيث فضّل مسؤولو هذه الفرق تبذير ملايين الدينارات في انتقالات اللاعبين، وأجورهم إضافة إلى العلاوات التي تبدو جميعها أبعد من الخيال، «أنا شخصيا أتذكر في بداية الألفية الجديدة (بالضبط عام 2000 أين كنت وقتها لاعبا في صفوف اتحاد العاصمة) كان من المقرر إطلاق مشروع بناء مركز للتكوين، أين تم ترشيحي لأكون من بين القائمين على عمل معمق وقتها … لنكتشف فيما بعد أن الأمر لم يكن سوى مجرد كلام (ثرثرة فقط)». بحنكة كبيرة نجح مسؤولو بارادو ومن دون بلبلة في افتكاك واكتساب قطعة أرض «هكتار ونصف» بفضل مالهم الخاص «أقولها جيدا مالهم الخاص»، تجسد المشروع على أرض الواقع في ظرف زمني لم يتعد 36 شهرا والذي كلف 150 مليون دينار، وهو رقم «متواضع» لا يضاهي قيمة الأموال الضخمة التي تضيّعها الأندية الجزائرية في كل موسم، ومن خلال قانون إنشاء مراكز للتكوين، فإن هذا الفريق أظهر طريقة العمل المثالية، وانتهج منطق المشروع الرياضي الصحيح ذي الأمد الطويل. يعد رئيس نادي بارادو مثالا حقيقيا، وقد ظهر للعلن ليثبت وببراعة أن كل شيء ممكن إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون المسؤولون على الأندية الطامحة لبلوغ سلم الاحتراف «نظاف»، وألا يكونوا موجودين فقط للمصلحة الشخصية، وخاصة أولئك الذين لا يفهمون حاضر كرة القدم، كونها لا تقتصر فقط على فئة الأكابر، وهو ما منع الفرق المحترفة الأخرى أن تحذو حذو المثال الذي بصدد «الباك» تجسيده. أرى أن شراء الأراضي بأموال خاصة من أجل تشييد مراكز للتكوين، أفضل من الاستمرار بالدوران داخل دوامة العجز الناجم عن التسيير الكارثي للميزانيات والأغلفة المالية المعتبرة الممنوحة من طرف الدولة ومصالحها المختلفة، اليوم وبالإنجاز الذي حققه نادي بارادو فإنه يمكن اعتباره كنموذج من أجل السير نحو إنشاء هذه المراكز، وأعتقد أنه حان الوقت الذي وجب على الأندية الأخرى البدء بالحديث حول الموضوع أكثر من أي وقت مضى.