لأن الخطأ ارتكبته الإدارة التي جهلت القانون معطوب الوناس تنقل معنا إلى زامبيا وأنهى مشاكل كبيرة جلبت لنا كأس إفريقيا عام 1990 أتذكر جيدا كيف أفسد فريق برج منايل فرحتنا باللقب سنة 1995 في إطار سلسلة حواراتنا التي نقوم بها منذ مدة، والتي نعود فيها بذاكرة قرائنا إلى لاعبي الشبيبة القدامى، هذه المرة لن ننقب في التاريخ البعيد، فعددنا لنهار اليوم استضاف مدافع زمانه المتألق مراد كاروف، والذي جمعنا معه حديث شيقا عن الشبيبة حتى خرجنا معه من الموضوع بتاتا، ليكشف لنا بعد أكثر من ستة عشر سنة أمورا حدثت له في قضية إقصاء المنتخب الوطني من "كان" تونس، وكيف كان الوزير لبيب شخصيا طلب منه العودة للمنتخب الوطني وساعده في حل المشاكل التي وقعت له بعدها، فكانت الفرصة لنا أن نكشف بعض الأمور الخفية في الوقت التي كانت له فرصة للعودة لزمنهم الجميل كما قال أين استطاعوا أن يفوزوا على منتخب غانا بنجمه عبيدي بيلي باللاعبين المحليين فقط، في حين لا يعتمد منتخبنا الحالي على أي واحد منهم، وهو الأمر الذي استاء له المدرب الحالي لمولودية العلمة، كاشفا أمورا أخرى كثيرة سنتعرض لها في غضون هذا الحوار. بداية كيف هي أحوالك مع فريق العلمة؟ الحمد لله، نحن في أحسن الأحوال لعبنا لحد الآن مقابلتين فزنا في واحد وخسرنا في أخرى، لكن على ما أظن بدأنا بالطريقة التي كنا نريدها وإن شاء الله سنكون أفضل مع مرور الأيام. على كل نريد معرفة رأيك بشأن مردود المنتخب الوطني مؤخرا؟ يجب أن تعرفوا بأننا لم نشاهد فريقا وطنيا بل رأينا كارثة حقيقية، لم أصدق أن ذلك المنتخب الذي لا يملك أي مرتبة في تصنيف "الفاف" فاز علينا وبتلك النتيجة، وكل هذا أرجعه إلى تقاعس اللاعبين الذين كانوا بعيدين كل البعد عن المستوى، فتلقينا تلك الخسارة المؤسفة للغاية، والتي يجب أن لا نتحدث عليها فيما بعد لأنها عيب كبير. بما أنك قلت أن الأسباب تتمثل أولا في تقاعس اللاعبين فهل المدرب كان في المستوى؟ أتقصد بن شيخة..؟ لا يمكننا أبدا لوم المدرب لأنه بدأ مؤخرا، يملك سوى أسبوعا واحدا فقط في مشواره على رأس الخضر فكيف له أن يكون السبب؟، المشكل في المسؤولين واللاعبين الذين تآمروا كما يقال عليه لكي لا يلعبوا جيدا وهذا ما أجزم أنا بأنه لن يكون أبدا لو كان سوى اللاعبين المحليين هم الذين يشكلون عماد المنتخب، بما أنهم يلعبون من أجل المنتخب والعلم الوطني ولا يهمهم أبدا أي مشكل يملكونه مع المدرب أو أطراف أخرى. إذا أنت من بين المطالبين بعودة المحليين؟ بالطبع، أنا أطالب بعودة المحليين لأنّي أعرف جيدا مدى قوتهم وغيرتهم على الألوان الوطنية أكثر من المحترفين، حيث كنتم تشاهدون النتائج يوم كنا نلعب بهم في التسعينات، أين تغلبنا على أقوى الفرق وحتى نجوم غانا في 1993، فزنا عليهم بتشكيلة ضمت سوى المحليين، وكان يومها نجمهم الأول عبيدي بيلي لكن بفضل كل اللاعبين الذين شكلوا المنتخب الوطني نذكر على سبيل المثال لا الحصر عاصمي، عمروش مفتاح، رحموني، والبقية استطعنا تحقيق الفوز بهدفين لهدف من تسجيل براهيمي الذي كان يومها يلعب في تلمسان، ولحظة لعبنا في ملعبهم سجل ثنائية أتذكر جيدا يومها كيف ألهب بها المدرجات. لكن قلت لنا لم تلعب تلك المقابلة؟ نعم لم ألعب تلك المواجهة، لأن المدرب قرر تطبيق خطة 3-5-2 لأول مرة في المنتخب، فقرر المدرب إغيل أن يضعني في الاحتياط، وهو أمر قبلته بدون أي مشكل رغم أنّ كاروف في ذلك الوقت كان لاعبا ممتازا بشهادة حتى مدربي فرڤاني الذي لن أنسى فضله لأنه هو الذي منحني الثقة في نفسي للتألق مع الشبيبة، بعدما طلبت منه إشراكي كظهير أيسر يوم أصيب رحموني وابتعد عن الملاعب لمدة طويلة. بفضل الشبيبة عدت إلى صفوف المنتخب الوطني... أليس كذلك؟ بالطبع، أنا أدين للشبيبة بتألقي في كل المواسم التي لعبتها في المنتخب الوطني وحتى بعدما رحلت للشاوية، حيث أتذكر جيدا كيف بدأت مع الأصاغر في الفريق وإلى غاية الأكابر، أين نلت معهم لقبين في الموسمين الأولين، وفيما بعد وصلت للمنتخب سنة 1992 إذ شاركت في كأس إفريقيا بالسينغال، وعدنا بنتيجة سلبية ولم أشارك أنا لكن فيما بعد لعبت المقابلات التصفوية لكأس إفريقيا في 1994 كلها، وتأهلنا لكن الحظ لم يكن معي أنا وزملائي فتراجعنا بسبب الخطأ الإداري الذي وقع لي. مادام تحدثت عن الخطأ لو توضح أكثر تلك القضية للجمهور الذي لازال لم يصدق بأن الجزائر لم تلعب الكان بسببك؟ لا هنا يجب أن تسامحني لأوضح لكم أولا أن الجزائر لم تلعب "الكان" بسببي أنا لكن بسبب المسؤولين على الإدارة والذين لا يعرفون القوانين جيدا وهي مهمتهم، حيث كنت قد تلقيت بطاقة حمراء في لقاء السينغال ذهاب وبعدها عوقبت بمقابلتين فلعبت فيما بعدها لقاء أمام بوتسوانا في تصفيات كأس العالم واللقاء الثاني مع سيراليون في تصفيات الكان، ويومها كان يظن المسؤولون أنّي قادر على اللعب بدون أي مشكل لكنّي وبعدما لعبت فزنا على ما أتذكر برباعية كاملة تلقينا طعنا من المنافس فأقصينا من الكاف نهائيا رغم أننا تصدرنا مجموعتنا في ذلك الوقت. البعض قالوا في تلك الفترة أنك كنت السبب في عدم لعب الكان؟ أعلم ولقد خلقوا لي مشاكل حتى فيما يخص لقبي الذي كان البعض يناديني فيها كعروف، والآخر كاروف فيما كان يلقبني البعض ب"خروف"، وفي تلك الفترة حدثت ليّ الكثير من المشاكل إلى درجة أنّي فكرت في الانسحاب نهائيا من المنتخب الوطني لكن عدت بدون أن أعلم واصلت اللعب حتى نهاية سنة 1995، حيث شاركت في تصفيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا لكنّي انسحبت فيما بعد. من كان وراء عودتك من جديد للمنتخب؟ الوزير السابق سيد علي لبيب والذي يعرفه الجميع في تلك الفترة، أنا بالمناسبة أحييه وأشكره على كل ما قام به من أجلي، حيث أتذكر جيدا كيف طلب منّي شخصيا العودة إلى المنتخب لأنهم يحتاجون إليّ ولكن لسوء الحظ لم أواصل لأن مستوايّ تراجع كثيرا فقررت الاعتزال. ألا ترى أن مغادرة الشبيبة هي التي جعلتك تغادر بسرعة المنتخب الوطني؟ لا المنتخب الوطني لعبت فيه مقابلات كثيرة في وقت الشبيبة وحتى لما تنقلت للشاوية لعبت معه، لكن كما قلت لك بسبب الإصابة والمشاكل التي كان تحدث ليّ بسبب لقبي الذي "هبلوني عليه الناس" ووصل حتى أن أحدث ليّ مشاكل مع عائلتي والتي لا أريد الحديث عنها اليوم لأنّي لست جاهزا لذلك. في الشاوية نلت الكأس لكن مستواك انخفض كثيرا... أليس كذلك؟ أنت تعلم جيدا أنّي في تلك الفترة كنت أكبر والمستوى اللاعب ينخفض كلما تقدم في السن فلا تقارنوا كاروف 20 سنة مع الثلاثين، ولكن رغم ذلك إلا أنّي واصلت ولعبت فيما بعد الكأس كما قلت أمام الشبيبة وفزت عليهم بهدف لصفر، وكان معي دودان الذي أحييه هو الآخر بالمناسبة لأنه كان بمثابة أخي في تلك الفترة التي لعبنا فيها معا، قبل أن أغادر أنا فيما بعد إلى عين مليلة فالبليدة وتم بجاية، إلا أنّ أنهيت المنافسة في البويرة قبل حوالي ستة سنوات. كنت تلعب كثيرا مع الفرق التي تلعب على الصعود... أليس كذلك؟ نعم لقد صعدت مع البليدة، تبسة وحتى بجاية وأنا سعيد جدا لأنّي كنت دائما أحقق تلك النتائج الإيجابية بعدما حصلت على أكبر قدر من الألقاب مع الشبيبة والتي يحلم بها كل لاعب في الجزائر... هناك بعض اللاعبين يملكون مستوى كبيرا وكانوا يلعبون في تلك الفترة في المنتخب الوطني لكن لم يسبق لهم أن نالوا ولو لقبا واحدا وهو الأمر الذي يفرحني كثيرا. بكل صراحة أين قضيت أحسن فتراتك الكروية؟ بكل صراحة مع الشبيبة خاصة في أعوامي الأولى، أين نلت ألقاب البطولة كما أننا توّجنا بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1990 مع المدرب فرڤاني، في وقت كانت هناك عدة مشاكل يتخبط فيها الفريق لكننا تنقلنا بكل عزيمة وأتذكر يومها أننا فزنا بصعوبة على الفريق الزامبي خلال مرحلة الذهاب، وسجل رحموني ضربة جزاء. أما العودة، لم تعختلف عن المرحلة السابقة من حيث المشاكل الكثيرة خاصة بين اللاعبين والإدارة، لكننا عرفنا كيف نقتل تلك المشاكل ونفوز في النهاية بضربات الترجيح. وأسوأها... يوم فرحنا بالبطولة في عام 1995 حيث كنا في ريادة الترتيب برفقة كل من برج منايل والشاوية، لكن وبسبب الحسابات خسرناها لأن برج منايل فازت في الدقيقة الأخيرة على البليدة خارج أرضيها وبسببهم فسدت فرحتنا لأننا أيضا كنا يومها قد احتفلنا في غرف الملابس قبل أن يتصلوا بنا من البليدة، ويكشفوا على أن حدادي سجل لبرج منايل فنصب الشاوية رائد للترتيب بفارق الأهداف عنّا لكن مهما كان الحال يبقى تتويج 1990 منقوشا في ذاكرتي. وفي ذلك العام تدخل معطوب لفك المشاكل... أليس كذلك؟ أتذكر جيدا أنه تنقل معنا في ذلك الموسم المغني معطوب الوناس رحمه الله، وبما أنّ الجميع كان يحترمه فقد عقد معنا اجتماعا مصغرا قبل اللقاء أمرنا فيه أن نترك كل المشاكل جانبا، فرفع من عزيمتنا أكثر ولعبنا لقاء كبيرا جدا أنهيناه بخسارة هدف لصفر، وفيما بعد توجنا بالكأس بعدما صد عمارة ضربة الجزاء وعدنا بالكأس يومها في وقت كان البعض هنا في الجزائر ينتظر خسارتنا بأكبر قدر من الأهداف. في نهاية مشوارك لعبت في بعض الفرق الصغيرة... أليس كذلك؟ نعم لم أنه مشواري الكروي إلا مؤخرا فقط، وعلى ما أتذكر في 2006 مع شعبية البويرة التي كنت فيها مدربا ولاعبا في نفس الوقت وقبل هذا لعبت في برج منايل ومولودية بجاية، وحتى بعدما أنهيت مشواري كنت أريد أن أبقى في الوسط الرياضي فاجتزت المراحل واحدة بواحدة ووصلت إلى أواسط الشبيبة بعدما تحصلت على ديبلوم التدريب، والحمد لله كنت دائما أملك علاقة طيبة مع إدارة الشبيبة وعلى رأسها حناشي الذي أشكره كثيرا لأنه وفي الوقت الصعب اعتمد عليّ أنا وعمروش بعد رحيل لانغ، فأعدنا الفريق إلى السكة يومها ولمّا جاء غيغر وجدنا النادي يحتل المرتبة الثانية في البطولة. إذا لا تملك أي مشكلا مع حناشي رغم رحيلك عن الفريق؟ بالطبع، لا أملك أي مشكل هي قضية "مكتوب" وأنا كنت أملك الكثير من العروض في الصيف الماضي، ولكي لا أفتخر كثيرا وصلتني عروضا من فرق أشرف عليها لوحدي لكنّي رفضت لكي لا أخترق الحدود، وأنا الآن أعمل مع مدرب أصغر منّي بأربعة سنوات كاملة لكنّي أعلم جيدا بأنه سيقدم الكثير للكرة الجزائرية لأنه مدرب صغير وتعلم في فرنسا، حيث جلب معه أفكارا احترافية جديدة ستفيد الكرة كثيرا. بعد كل هذا المشوار في عالم الساحرة وكل هذه الألقاب أكيد أنك لم تندم على لعب الكرة؟ هنا سأكشف لكم أمرا ربما لا يعلمه الكثير، أنا لما بدأت كنت ألعب كرة اليد ولولا مدربي في تلك الفترة لما لعبت الكرة وبفضله كما ترى نلت الكؤوس والألقاب التي كان يحلم بها حتى لاعبي المنتخب الوطني في وقتي، والذين لم يحصلوا حتى على لقب واحد في وقت أنا تحصلت على الكؤوس الإفريقية البطولات، الكؤوس المحلية وحتى العربية يوم لعبت المنافسة مع شبيبة القبائل واتحاد البليدة. ألا تريد أن ترى الشبيبة فوق منصة التتويج هذا الموسم؟ بالطبع، كل اللاعبين أعرفهم جيدا وحتى المسيرين لازلت أملك علاقة طيبة معهم، حيث عملت معهم لأكثر من أربع سنوات بداية من الأواسط ولهذا فأنا جاهز حتى للتنقل إلى الملعب في اللقاء النهائي إذا تأهلوا. في الأخير بماذا تريد أن نختم؟ أشكركم كثيرا لأنكم تذكرتموني حاليا رغم أنّي عدت من جديد للمشاكل التي وقعت ليّ وصمتت عنها طول تلك الفترة وأتمنى أن أؤدي موسما جيدا مع مولودية العلمة هذا العام لكي أواصل مشواري في التدريب بنجاح.