بدقات منتصف ليلة الثالث من سبتمبر، أسدل الستار وبصفة رسمية عن ميركاتو صيفي نشيط جدا في عموم أوروبا وملتهب أشد الالتهاب بالنسبة للاعبين الجزائريين المحترفين في القارة العجوز، ميركاتو عرف نشاطا كبيرا وانتهى بتحويل الكثير من لاعبينا سواء إلى فرق ممتازة أو نحو خيارات سيئة أو ربما نحو خيارات حتمية بسبب كأس العالم التي ستقام في نهاية الموسم الحالي بالبرازيل . المنتخب لم يشهد ميركاتو مثل هذا قط الميركاتو الذي انتهى ليلة أمس، سيكون الأنشط ربما في تاريخ الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني، حيث عرف تحويل أكثر من عشرة لاعبين في المنتخب ناهيك عن اللاعبين الشباب وغير الدوليين الذين نشطوا هم أيضا في الصيف الحالي، يضاف إلى هؤلاء اللاعبين الدوليين السابقين والمهمشين من طرف الناخب الوطني الذين نشطوا هم أيضا على غرار زملائهم. 10 من ركائز المنتخب و11 في المجموع غيّروا فرقهم هذا الصيف ما يهمنا في كل هذا الميركاتو الطويل العريض، هو ما قام به لاعبو المنتخب من تحويلات، فبنظرة بسيطة نجد أن ثماني من ركائز المنتخب الوطني غيّروا فرقهم وهم ڤديورة، غيلاس، قادير، سليماني، سوداني، تايدر، بلكالام، مجاني، مبولحي وبلفوضيل يضاف إلى هؤلاء العشرة، لاعب دولي يمكن اعتباره سابقا وهو لاعب سوشو والمنتقل إلى باستيا رياض بودبوز. الأمر سيكون سلاحا ذا حدين على اللاعبين والمنتخب ربما يظن البعض أن رفع مستوى لاعبينا وانتقالهم إلى أندية أعلى مستوى من أنديتهم السابقة أمر إيجابي وفوائده كثيرة وهو أمر منطقي لكن ربما يظهر الأمر بصورة أخرى أكثر سوادا وسلبية، فلاعبو المنتخب الوطني سيلقون منافسة أكبر وربما سيطول بقاؤهم على كرسي البدلاء كما حصل لقادير الموسم الماضي وبالتالي تضييع مكانتهم في المنتخب والذي سيعود بالسوء أخيرا عليه، فمنتخب وطني من دون لاعبين ممتازين يشاركون بانتظام مآله الهزائم حتما . غيلاس، سليماني، تايدر وبلفوضيل إلى فرق عملاقة بعد العموميات، ننتقل إلى التفاصيل، حيث ميّز الميركاتو الحالي بالنسبة للاعبينا انتقالهم إلى أندية كبيرة في أوروبا وعملاقة في بلدانها على غرار انتقال سليماني إلى سبورتينغ لشبونة وزميله غيلاس إلى نادي بورتو، يضاف إلى هذين الاسمين اسمان آخران متألقان هما تايدر وبلفوضيل اللذان انتقلا إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي، انتقال خامس يمكن أن نصنفه ضمن أحسن الانتقالات هو انتقال بلكالام إلى أودينيزي لولا إعارة هذا الأخير للاعبه الجزائري إلى واتفورد. بودبوز وقادير أنقذا موسمهما في آخر لحظة إذا كان الرباعي السابق الذكر، أمضى بكل راحة وفي فرق ممتازة، فإن الثنائي بودبوز وقادير مشيا على عكس باقي زملائهما، فمن جهة أمضيا في آخر أيام الميركاتو ( بودبوز في آخر دقائقه ) ومن جهة وجهتهما، لم تكن محبذة ، فقادير التحق بنادي ملعب ران الذي يعتبر أقل مستوى من مرسيليا وبودبوز أمل الكرة الجزائرية، فاجأ الجميع بإمضائه في ناد متواضع مثل باستيا، لكن يبقى خيارهما أحسن من أنديتهما السابقة لأن بقاءهما كان انتحارا . مبولحي عاد لعشقه الأبدي بحثا عن وقت للعب ومجاني فر من فخ موناكو صنف آخر ثالث من صف انتقالات لاعبينا، تجسد في صورة مجاني ومبولحي اللذان فضّلا شرق أوروبا والتحقا بنادي أولمبياكوس وسيسكا صوفيا على التوالي ، فالأول فر من فخ موناكو الذي دعم صفوفه بنجوم كبيرة مثل كارفايو البرتغالي وأبيدال الفرنسي وما كان مجاني ليخطف مكانا دائما وسط هؤلاء لذلك فضّل أولمبياكوس أين اللعب على الألقاب والمكان الدائم والثاني عاد للمكان الوحيد الذي تألق فيه وعشقه الأبدي وهو الدوري البلغاري مع سيسكا صوفيا ، مبولحي لعب في عدة دوريات لكنه لم يعرف التألق إلا في بلغاريا لذلك فضّل العودة هناك عله يستعيد شيئا من تألقه المعهود . ڤديورة فاجأ الجميع وأمضى في كريستال بالاس مفاجأة الميركاتو السارة وحبة الكرز على كعكة انتقالات محترفينا من دون شك، هي انتقال عدلان ڤديورة إلى كريستال بالاس الإنجليزي، ڤديورة كان مركزا مع ناديه نوتنغهام فوريست إلى غاية منتصف نهار الثاني من سبتمبر أين بدأ ضغط كريستال الذي نتج عنه انتقال لاعب الخضر وبذلك سيعود ڤديورة للقسم الممتاز الإنجليزي الذي ابتعد عنه من أيام ولفرهامبتون . علامات الاستفهام حول مصير غلام وجبور إذا كان أغلب لاعبينا في أوروبا قد انتقلوا، فإن لاعبين اثنين ملآ الدنيا وشغلا الناس بانتقالهما لكنهما في الأخير بقيا في نادييهما والأمر يتعلق هنا بلاعب سانت إيتيان فوزي غلام ولاعب أولمبياكوس رفيق جبور ،الثنائي السابق الذكر لطالما ارتبط بالمغادرة حتى أن حربا اندلعت بينهما وبين نادييهما لكن في الأخير فشلا في المعركة وعادا خاضعين خانعين ، غلام و جبور ارتبطا بعدة أندية ومن مختلف الدوريات على غرار الإسباني ، الإنجليزي ، الإيطالي ، التركي ، الروسي وحتى الفرنسي لكنهما لم يفلحا في إتمام صفقة أي من نوادي هذه الدوريات ليتوجها لمقابلة مصير مجهول قد يكون عقوبة طويلة الأمد أو كرسي الاحتياط إلى غاية جانفي المقبل. مطمور،عودية،عبيد،عبدون،زياني وغزال كلهم غيّروا فرقهم تسليط الضوء على لاعبي المنتخب لا يغنينا عن ذكر بعض الصفقات للاعبين جزائريين محترفين في أوروبا، فكما أشرنا فإن سوق الانتقالات كانت نشطة لدرجة كبيرة، لاعبون دوليون سابقون غيّروا فرقهم على غرار عبد القادر غزال، كريم مطمور، كريم زياني ومحمد الأمين عودية الذين انتقلوا إلى بارما الإيطالي ، كايزر سلاوترن الألماني ، العربي القطري و دردسن الألماني يضاف إليهم الدولي السابق في صنف الآمال مهدي عبيد المنتقل إلى باناتينايكوس من دون نسيان صفقات سليم عراش ، نجيب عماري ، بلال عمراني ، فلوريان راسبانتينو ، خير الدين زرابي ، بغداد بونجاح ، سفيان بن يمينة وغيرهم الكثير.